شهدت فرنسا مساء أمس مناظرة تلفزيونية، هي الأولى من نوعها، بين المرشحين الخمسة الرئيسيين للانتخابات الرئاسية شارك بها المرشحان الأوفر حظا في استطلاعات الرأي، وزير الاقتصاد السابق المستقل إيمانويل ماكرون ورئيس «الجبهة الوطنية» (أقصى اليمين) مارين لوبن.

Ad

وشارك في المناظرة رئيس الحكومة السابق مرشح اليمين فرنسوا فيون الذي يواجه عدة تحقيقات قضائية ومرشح أقصى اليسار جان لوك ميلانشون، وخصمه الاشتراكي بنوا آمون.

ولم يشارك في المناظرة المرشحون الستة الآخرون الذين لم يحصلوا سوى على عدد ضئيل من نوايا الأصوات.

وسعى المشاركون إنْ بأسلوب الدفاع أو الهجوم، إلى تسجيل نقاط حول ثلاثة مواضيع أساسية هي: «أي نموذج اجتماعي؟»، «أي نموذج اقتصادي؟»، «أي مكانة لفرنسا في العالم؟»، بعد أن كشف كل واحد بدوره «الرئيس الذي يريد أن يجسده» خلال دقيقة ونصف.

وقبل شهر من الاقتراع بدورتين (23 أبريل - 7 مايو) يكمن الرهان في اقناع الناخبين المترددين بسبب حملة طغت عليها تحقيقات قضائية ساهمت في تشتت صفوف اليسار وتغيير أنماط تقليدية: يمكن لنحو 40 في المئة منهم «تبديل آرائهم» ومن المؤكد ان ثلثي الناخبين فقط سيصوتون في الدورة الأولى من الاقتراع.

والمرشحون الثلاثة الرئيسيون متورطون أو هم طرف في ملفات قضائية، بدءا بالمرشح اليميني فيون الذي تراجعت شعبيته بعد كشف معلومات عن وظائف وهمية اسندت لأفراد أسرته.

وإضافة إلى فيون، تلاحق لوبن قضايا وظائف وهمية وتمويل غير شرعي للحملة الانتخابية، في حين فتح تحقيق أولي حول شبهات محاباة في زيارة وزارية نظمت في يناير 2016 ماكرون عندما كان وزيرا للاقتصاد.

وأظهرت استطلاعات الرأي أمس تعادلا بين ماكرون ولوبن.

لكن نحو نصف ناخبي ماكرون لا يزالون مترددين في تصويتهم. والمرشح الذي يؤكد أنه وسطي سعى أمس لإثبات أن «برنامج خصومه من القرن الماضي، في حين أن برنامجه هو برنامج اليوم».

وتراهن النائبة الأوروبية لوبن التي تتولى منذ 2011 رئاسة حزب «الجبهة الوطنية» لليمين المتطرف الذي أسسه والدها، على موجة القومية التي حملت دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ودفعت بالبريطانيين للتصويت لمصلحة «بريكست» لإعطاء دفع لأفكارها المناهضة للهجرة ولأوروبا وللعولمة.

إخلاء ومخمور

إلى ذلك، أخلت السلطات الفرنسية مكتب المدعي المختص بالجرائم المالية في وسط باريس لفترة وجيزة، أمس، بسبب تحذير من قنبلة.

وجاء التحذير، بعد اتصال هاتفي من مجهول، ورفعته السلطات بعدما فتشت الشرطة المكتب لنحو 90 دقيقة.

وتولى مكتب المدعي المالي عددا من القضايا الكبيرة في الأسابيع القليلة الماضية من بينها تحقيقات في مزاعم مخالفات مالية للمرشحين الرئاسيين لوبن وفيون.

وفي السياق، أعلن مصدر قضائي، مساء أمس الأول، أنّ الفرنسي زياد بن بلقاسم المتطرف الذي هاجم جندية السبت الماضي في مطار أورلي بباريس قبل أن يُقتل، كان تحت تأثير الكحول والمخدرات.

وأوضح المصدر أن التحاليل التي «أجريت أظهرت أن مستوى الكحول يبلغ 0.93 غرام لكل لتر في دمه، مع آثار للقنب والكوكايين».

وكان بن بلقاسم (39 عاما) الذي لديه سوابق عدة في السرقة والسطو وأشير إلى أنه أصبح متطرفا إسلامياً في السجن، قال إنه مستعد «للاستشهاد في سبيل الله» لدى مهاجمته جندية كانت ضمن دورية في المبنى الجنوبي من المطار، وذلك قبل قتله برصاص زميلي الجندية.