كيف تصدت سورية للغارة الإسرائيلية؟
إيران غيرت شيفرات الدفاعات السورية وتتهم روسيا بتسليمها لتل أبيب
لا يزال الغموض يحيط بتصدي الدفاعات الجوية السورية، يوم الجمعة الماضي، لغارة إسرائيلية على قافلة سلاح لـ«حزب الله»، في خطوة غير مسبوقة، إذ نفذت إسرائيل، منذ مشاركة الحزب في الحرب الأهلية السورية في 2012، عشرات الغارات داخل الأراضي السورية دون أن تلقى أي رد. في هذا السياق، علمت «الجريدة» من مصدر موثوق به في قسم الهندسة بوزارة الدفاع الإيرانية، أن الإيرانيين قاموا أخيراً بتغيير شيفرات أنظمة الدفاعات الجوية السورية، مما أدى إلى تفعيل هذه الأنظمة وانطلاق صواريخها باتجاه الطائرات الإسرائيلية.وأوضح المصدر، أن دمشق وطهران كانتا تشعران بالصدمة، عند كل مرة تفشل أنظمة الدفاع الجوي السوري، وهي روسية الصنع، في التصدي للغارات التي تشنها إسرائيل داخل سورية، أو حتى كشف اقترابها لإخلاء المواقع المستهدفة، لأن مواصفات هذه الأنظمة تتيح لها كشف انطلاق الطائرات الإسرائيلية من قواعدها لقرب المسافة، ومن ثم استهداف الطائرات، وأيضاً الصواريخ.
وأضاف أن الإيرانيين والسوريين كانوا يشكون في أن روسيا سلّمت شيفرات الدفاعات الجوية السورية للإسرائيليين، وأنها رفضت على الدوام، طلبات دمشق وطهران للتحقيق في الفعالية الأمنية لهذه الشيفرات.وأوضح أن إيران أصبحت لديها معرفة بتغيير الشيفرات الروسية، بعد أن تسلمت منظومة «إس 300» الروسية المتطورة، وتواترت تقارير تفيد بأن الإسرائيليين حصلوا على شيفرات المنظومة، مما دفع الإيرانيين إلى تغييرها. ولفت إلى أن الإيرانيين وسعوا معرفتهم التقنية أيضاً عندما بنوا منظومة «باور 373»، وهي نسخة إيرانية الصنع عن «إس 300»، وأرادوا ربط المنظومتين لتعملا بالتوازي.وأكد أنهم استطاعوا منذ 3 أسابيع فقط النفوذ إلى المنظومة وتغيير نظام شيفراتها خلال المناورات الأخيرة، وحصلوا على نتائج إيجابية بالنسبة إلى منظومة «إس 300»، لكن صواريخ «باور 373» لم تعمل بالتوازي مع المنظومة الروسية، مما دفعهم إلى تأجيل تجربتها حتى موعد آخر.وعلمت «الجريدة» من المصدر نفسه، أن وزارة الدفاع الإيرانية كانت أرسلت عدداً من المهندسين إلى سورية، لتغيير نظام شيفرات الدفاعات الجوية التي كانت تحت إشراف الجيش السوري دون علم الروس، ونجحوا في تغيير بعضها الشهر الماضي، ولذلك عندما انطلقت الطائرات الإسرائيلية من قواعدها هذه المرة، رصدتها هذه المنظومة بنجاح وتصدت بالتوازي للطائرات وللصواريخ التي أطلقتها. وبحسب المصدر، فإن الرادارات السورية من قبل كانت تعتبر الطائرات الإسرائيلية صديقة، وهذا دليل على أن الإسرائيليين كانوا على علم بشيفراتها. وزعم أن المنظومة السورية، التي كان مشكوكاً في فعاليتها، استطاعت إعطاء فرصة لتخلية الموقع المستهدف، وقام «حزب الله» بإطلاق صاروخ تجاه القاعدة التي انطلقت منها الطائرات. وأوضح أن كلفة تصنيع الصاروخ، الذي أطلقه الحزب تجاه إسرائيل، تبلغ نحو ألفي دولار، في حين أن الصواريخ التي استعملتها إسرائيل لاعتراضه وتدميره تبلغ تكلفتها حوالي 3 ملايين دولار.وأكد المصدر أنه بعد هذا الحادث تم رفع تقرير إلى القيادة العسكرية الروسية يتضمن استفساراً حول إذا ما كانت أنظمتها الدفاعية مخترقة أمنياً، لافتاً إلى أن الإيرانيين والسوريين ينتظرون الجواب.