بعد أكثر من أربعين عاماً من العلاقات المتوترة، تطلق الحكومة البريطانية برئاسة تيريزا ماي في 29 الجاري عملية الخروج التاريخية مع الاتحاد الأوروبي (بريكست)، لتبدأ بذلك فترة مفاوضات معقدة وصعبة تستمر عامين.

وأعلن المتحدث باسم رئاسة الوزراء، أن الممثل الدائم البريطاني لدى الاتحاد أبلغ مكتب رئيس مجلس «الأوروبي» دونالد توسك، أن بريطانيا تنوي تفعيل المادة 50 في 29 الجاري، مؤكداً أنها تود أن تبدأ المفاوضات سريعاً، لافتاً إلى أن «ماي ستبعث برسالة خطية إلى توسك بهذا الشأن قبل أن تدلي بإعلان أمام البرلمان»، الذي أعطاها الضوء الأخضر لإطلاق «بريكست» في 13 مارس، بناءً على تصويت البريطانيين بـ23 يونيو في استفتاء لمصلحة الخروج من الاتحاد.

Ad

من جهته، اعتبر الوزير المكلف ملف «بريكست» ديفيد ديفيس، أن هذه «أهم مفاوضات لهذا البلد منذ جيل، والحكومة واضحة حول أهدافها التي تتمثل في اتفاق يناسب كل كيانات ومناطق بريطانيا، وشراكة جديدة إيجابية مع أصدقائنا وحلفائنا في أوروبا».

وفي بروكسل، أعلن المتحدث باسم الاتحاد مارغاريتيس سخيناس أن «كل شيء جاهز لتفعيل المادة 50. وإننا مستعدون لبدء المفاوضات».

وكتب رئيس المجلس الأوروبي على «تويتر» أنه «خلال الساعات الـ48 لتفعيل بريطانيا للمادة 50 سأستعرض الخطوط العريضة لبريكست للدول الأعضاء في الاتحاد».

وإطلاق «بريكست» يفتح فترة المفاوضات، التي ستستمر عامين كحد أقصى، وستبدأ العملية بعد 25 مارس ذكرى معاهدة روما التي أسست المجموعة الأوروبية.

ولن تبدأ المفاوضات، الحساسة جداً من الناحية السياسية، والشاقة قانونياً نظراً إلى الملفات الكثيرة التي ستشملها، فعلياً إلا بعد ستة أو ثمانية أسابيع على إطلاق «بريكست»، إثر إعطاء المفوضية الأوروبية الضوء الأخضر، وتلقي مفاوضها الفرنسي ميشال بارنييه التفويض من الدول الـ27 الأعضاء.