استياء من انتهاكات «دور الأيتام»
إغلاق 40 داراً في 2015 ومطالبات بإقرار «قانون الطفل»
تنامت في الآونة الأخيرة ظاهرة تعذيب الأطفال الأيتام داخل دور الرعاية في مصر، ما أحدث استياء جماهيرياً واسعاً، عكسته مواقع التواصل الاجتماعي، التي ضجَّت بمقاطع فيديو لأطفال يتعرضون للتعذيب داخل دور الرعاية، ما دعا وزارة التضامن الاجتماعي المنوط بها الرقابة على هذه الدور، إلى غلق أكثر من 40 دار أيتام، بسبب مخالفات متنوعة، خلال عام 2015.ويُقدر عدد دور الأيتام في مصر بنحو 448 داراً، موزعة على جميع المحافظات، وكشفت وقائع عدة شهدتها بعض هذه الدور، حجم الخلل الذي تعانيه، ويؤدي إلى ضياع حقوق الأطفال، أو تعريض حياتهم للخطر، لعل آخرها، كانت واقعة طرد أطفال والاعتداء على آخرين بالضرب في دار أيتام "السباقون بالخير" في ضاحية فيصل بمحافظة الجيزة، في حين قررت النيابة الإدارية فتح تحقيق عاجل في الواقعة بعد وصولها إلى وسائل الإعلام.خلال مارس الجاري، تكررت واقعة تعذيب 16 طفلاً بكيّهم بالنار وحرمانهم من النوم والطعام، وتعريضهم لانتهاكات جنسية في دار "إشراقة"، المملوكة لـنجد خميس، أرملة رئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد، وبعد التحقيق في الواقعة تم حبس مدير الدار على ذمة التحقيقات.
إلى ذلك، حذَّرت مديرة جمعية حقوق الطفل، دعاء عباس، من تزايد الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في مصر منذ 2011، قائلة لـ"الجريدة" إن "قانون الطفل يعد من أفضل التشريعات على مستوى العالم في توفير حماية تشريعية للطفل، ويجب تفعيله في مثل هذه الحالات"، مضيفة أن "هناك مشاكل في دور الرعاية، ولا يوجد إجراء حاسم لضمان عدم تكرار هذه الوقائع".استشاري الطب النفسي للأطفال، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، أحمد رؤوف، يرى ضرورة أن يتم اختيار الأمهات البديلات أو الآباء البدلاء بعناية، موضحا أنه "يجب اكتشاف الصفات الضرورية التي يحتاج إليها الطفل في أمه البديلة، مثل استعدادها لمساعدة الآخرين، والتحلي بالصدق، والتحكم الذاتي في انفعالاتها".وتابع رؤوف، في تصريحات لـ"الجريدة"، أن "الدراسات الحديثة أثبتت أن خريجي دور الأيتام أكثر عرضة للمشاكل النفسية، لاسيما من يتعرَّض لمثل هذه الانتهاكات، لذا يجب إجراء مقابلات دورية مع الأطفال لمتابعة مراحل رعايتهم في الدار، ومدى تعرضهم لمثل هذه الوقائع".