أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عقب لقائه في البيت الأبيض، أمس الأول، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الإدارة الأميركية الجديدة تبدو «أكثر انخراطاً» من سابقتها في مكافحة الإرهاب.

وعقب اجتماعه بترامب في المكتب البيضاوي، شارك العبادي في ندوة لمركز أبحاث «معهد السلام الأميركي»، حيث أكد أن وتيرة الدعم الأميركي للقوات العراقية في معركتها لاستعادة مدينة الموصل من قبضة التنظيم «تسارعت» منذ تسلمت الإدارة الجمهورية دفة الحكم.

Ad

وقال العبادي: «أعتقد أن هذه الإدارة تريد أن تكون أكثر انخراطاً في مكافحة الإرهاب، أشعر بفارق في ما يتعلق بمقارعة الإرهاب».

وكان ترامب جدّد لدى استقباله العبادي التأكيد على عزمه على «التخلص» من تنظيم داعش الإرهابي.

وقال ترامب مخاطباً العبادي :»أشكركم على مجيئكم الى هنا، أكنّ لكم احتراماً كبيراً وأعلم أنكم تعملون بكدّ... إن جنودكم يقاتلون ببسالة»، منوّها بتقدم القوات العراقية في معركة الموصل. وأضاف: «سنجد حلا،ً اقصد أن علينا التخلص من تنظيم داعش، سوف نتخلص من داعش».

وأعرب ترامب عن اسفه لإنسحاب القوات الأميركية من العراق في ديسمبر 2011 وقال «ما كان علينا أبدا ان ننسحب».

من جهته، مازح رئيس الوزراء العراقي الرئيس الأميركي، مؤكدا له أن لا علاقة له على الإطلاق بالتنصّت الذي ما زال ترامب يؤكد أنه كان يخضع له بأوامر من سلفه باراك أوباما.

وللمصادفة، أتى اللقاء بين العبادي وترامب في الذكرى الـ14 لبدء الحرب ودخول القوات الأميركية في العراق في 20 مارس 2003، كما أنه يأتي عشية مشاركة العبادي في مؤتمر في واشنطن لوزراء خارجية الدول الـ68 المنضوية في إطار التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم»داعش» في العراق وسورية.

الوضع ميدانياً

في سياق آخر، أعلنت قيادة عمليات «قادمون يا نينوى» أمس، على لسان الفريق الركن عبدالأمير يارالله، تحرير حي الرسالة وشقق نابلس في الساحل الأيمن من مدينة الموصل.

من جهته، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت أمس، عن نشر عشرات القناصين لتدعيم قوات الشرطة المتمركزة على مشارف جامع النوري «المسجد الكبير»، مشيراً إلى أن «قواتنا أجلت مئات المدنيين النازحين لعزل عناصر التنظيم الإرهابي وتجريدهم من الدروع البشرية قبيل اقتحام المنطقة واستعادة السيطرة على الجامع».

وأحبطت القوات الأمنية العراقية أمس، عدة هجمات مفخخة لـ»داعش»، بالتزامن مع إعلان التنظيم أمس، مسؤوليته عن تفجير سيارة ملغومة في حي العامل جنوب بغداد ما أسفر عن مقتل 23 شخصاً وإصابة 45 آخرين بجروح مساء أمس الأول.

علم كردستان في كركوك

وفي ظل التوتر المتصاعد بشأن قرار رفع علم كردستان إلى جانب علم العراق في إدارات محافظة كركوك المتنازع عليها، الذي اتخذه محافظ كركوك نجم الدين كريم، الذي ينتمي إلى حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة الرئيس السابق جلال الطالباني، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، سعد الحديثي، مساء أمس الأول، في أول تعليق للحكومة، أن «من الضروري رفع العلم العراقي لوحده في محافظة كركوك، لأن رفع علم إقليم كردستان أمر غير دستوري»، مشيراً إلى أن «الحكومة العراقية ترفض جميع الخطوات الأحادية» فيما يخص كركوك، المحافظة الغنية بالنفط، التي تضم خليطاً من القوميات من الأكراد والتركمان والعرب.

وقال الحديثي، إن «الدستور العراقي أوضح صلاحيات الحكومات المحلية في المحافظات، التي لا ترتبط بإقليم، وأوضح أيضاً صلاحيات الحكومة الفدرالية عليها، ومحافظة كركوك واحدة من هذه المحافظات».

وحول تواجد كركوك من ضمن المناطق المتنازع عليها، قال المتحدث بإسم الحكومة العراقية، «لاتزال هذه المناطق من ضمن صلاحيات الحكومة العراقية، ولهذا لا يجوز رفع اعلام اخرى غير العلم العراقي في المناطق الخارجة عن حدود إقليم كردستان، ولا يجوز رفع أي أعلام أخرى على الدوائر الحكومية أيضاً، فكل هذه الأمور هي من صلاحيات الحكومة الاتحادية، وكركوك من ضمن المحافظات التي هي من ضمن صلاحيات هذه الحكومة أسوة بباقي المحافظات، ويجب أن ترفع العلم العراقي فقط».

لكن الحديثي رفض بيان الخارجية التركية، الذي دعا أيضاً الى عدم إتخاذ أي خطوات أحادية استفزازية من أي جانب في كركوك.

بدوره، دعا رئيس «الجبهة التركمانية» العراقية أرشد الصالحي مكتب منظمة الأمم المتحدة وواشنطن إلى التدخل في قضية رفع علم إقليم كردستان في كركوك، محذراً من خطورة تطور الموقف إلى صدامات مسلحة.

وقال الصالحي، النائب في البرلمان العراقي عن كركوك، إن «رفع علم إقليم كردستان على البنايات الرسمية في كركوك مخالف للقانون والدستور العراقي، فكركوك لها خصوصية، وهي ليست مشمولة بنقل الصلاحيات الاتحادية إلى المحافظات بسبب وضعها القانوني»، مضيفا، أن «كريم حاول نقل مشاكل داخلية في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني إلى محافظة كركوك، برفع علم الإقليم على أبنية المحافظة، وهذا الإجراء لا يخدم المصالحة المجتمعية في كركوك، ويثير الحساسية بين الأطراف».