بعد توقف دام نحو عامين عادت "سواقي الهدير" في الفيوم (جنوب القاهرة) إلى الدوران مرة أخرى، واستعاد الميدان الشهير في وسط المدينة رونق الزمن الجميل بعد أن تم تطويره وافتتاحه الأربعاء الماضي، في إطار احتفالات محافظة الفيوم بعيدها القومي.

محافظ الفيوم جمال سامي أكد لـ"الجريدة" أن تطوير ميدان السواقي يعد نقلة حضارية، لافتاً إلى أنه يمثل مزاراً سياحياً مهماً للمحافظة.

Ad

من جانبه، أعرب أحد سكان المدينة، أحمد شعبان (رجل أعمال) عن سعادته بالمظهر الجمالي الذي أصبح عليه الميدان بعد تطويره، خاصة أنه يعتبر متنفساً لأهالي الفيوم.

ويرجع تاريخ هذه النواعير المعروفة باسم "سواقي الهدير"، حسبما يشير العديد من المراجع التاريخية، إلى أكثر من 2000 عام، وتحديداً في العصر البطلمي، الذي شهد اتجاه المصري القديم إلى الزراعة في تلك المساحة ذات الطبيعة الخاصة، فابتكر تلك الطريقة الهندسية الفريدة لري تلك المساحات الشاسعة من الأراضي التي تنحدر من الجنوب، على ارتفاع يزيد على 26 متراً فوق سطح البحر.

ولعب انحدار الأرض دوراً كبيراً في صناعة شلالات طبيعية من المياه، مختلفة الارتفاعات في أجزاء كثيرة من "بحر يوسف"، الذي يعد المصدر الرئيسي للمياه في الفيوم، وقد استغل البطالمة هذه الشلالات في دفع النواعير التي صُنعت بأقطار مختلفة، حسب ارتفاع الأرض، لتجلب المياه من أسفل إلى أعلى بفعل قوة الدفع، ومن دون حاجة إلى الاستعانة بالثيران كما كان متبعاً في تلك الفترة من الزمان.