أثارت تصريحات وزير الإعلام السوداني أحمد عثمان قال فيها إن «فرعون النبي موسى هو سوداني» جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت حد تعبير الحكومة المصرية عن أسفها حول السجال الناجم عن التصريحات.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبوزيد إنه من «المؤسف والمقلق للغاية أن يتم الوقوع في سجال على مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك وسائل الإعلام» حول تصريحات الوزير السوداني.
وأضاف أبوزيد خلال مداخلة هاتفية في برنامج «المصري أفندي 360» على قناة «القاهرة والناس» أن وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصل هاتفياً بنظيره السوداني للتأكيد على أن التصعيد غير مرغوب فيه، ويجب تحديد حل للخروج من الأزمة.وكان الوزير السوداني قد أكد أن فرعون موسى «أحد الفراعنة السودانيين الذين حكموا مصر»، مشيراً إلى أن الذين «يقرأون التاريخ بأقلام أجنبية زيفت الحقائق» هم الذين عمدوا إلى السخرية.
لا دليل
قال خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، إن ما ذكره وزير الإعلام السوداني أحمد بلال، من أن فرعون موسى أصله سوداني، لا يستند إلى أدلة أثرية أو تاريخية أو دينية.وأضاف الدكتور ريحان، أن الوزير السوداني قال إن فرعون المذكور في القرآن الكريم كان سودانياً، مستنداً إلى ما ذكر في سورة الزخرف آية 51 «ونَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وهذه الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ»، حيث فسّر دلالة ورود كلمة الأنهار بصيغة الجمع، بأن مصر تملك نهراً واحداً بينما السودان عدة أنهار، يقصد عدة أفرع من النيل.وأوضح أن نهر النيل كانت له 7 تفرعات في مصر، وقال «إن السبب في اختفاء 5 منها في الأزمنة القديمة يرجع إلى مجرى نهر النيل المنخفض، وزيادة معدل الطمي، ولهذا فما استند عليه الوزير السوداني غير صحيح تماماً، ما يدحض ادعاءه».واستطرد قائلاً «إن الحقائق الأثرية والتاريخية والدينية من خلال دراسة رحلة خروج بني إسرائيل بسيناء تؤكد أن نبي الله موسى تربى وعاش في مصر في بلاط أحد ملوكها»، مشيراً إلى أن بني إسرائيل هم أبناء نبي الله يعقوب، فكلمة إسرائيل تعني عبدالله، ونسب بنو إسرائيل إلى جدهم الأول نبي الله يعقوب، وعاشوا في مصر، بأرض جوشن أو جاسان المعروفة الآن بوادي الطميلات، وهو الوادي الزراعي الذي يمتد من شرق الزقازيق إلى غرب الإسماعيلية.وجاء نبي الله موسى من نسل لاوي بن يعقوب، أي ولد وتربى وعاش في مصر وخرج منها مرتين، مرة وحيداً إلى أرض مدين، ومرة مع بني إسرائيل، وهذا ما ينفي تماماً أن نبي الله موسى سوداني.ونفى خبير الآثار صحة ما ذكره الوزير السوداني من أن العبور وغرق فرعون كان عند منطقة البركل بالسودان، وأن البركل بها أيضاً الجبل الذي كلم الله عنده نبي الله موسى، وقال «هذا لا يتوافق نهائياً مع الحقائق الدينية والتاريخية حيث كانت لنبي الله موسى رحلتان بنص القرآن الكريم، رحلة أولى ليدربه سبحانه وتعالى على الطريق، وهى الرحلة التي قام بها هاربا حين قتل خباز الملك المصري بطريق الخطأ، وهرب إلى مدين وهناك تزوج صافوراء ابنة العبد الصالح شعيب، وليس نبي الله شعيب، وعاش بها 10 سنوات، وحين عودته تمت المناجاة عند شجرة العليقة المقدسة، ثم عاد إلى مصر ودار الحوار بينه وبين الملك، وحدثت معجزة السحر حتى خرج مع شعبه سراً، ونجّى الله موسى عليه السلام وغرق فرعون، وبالتالي من المستحيل أن تكون منطقة البركل هي منطقة العبور وغرق فرعون».وتابع قائلاً «إن المناجاة تمت عند شجرة العليقة المقدسة بالوادي المقدس طوى بسيناء وليس منطقة البركل بالسودان، والشجرة قائمة الآن، ولها سر خاص يعلمه العالم كله بأن أوراقها خضراء طوال العام، وليس لها ثمر، وفشلت محاولة إنباتها بأي مكان في العالم، وزارها العالم الألماني ثيتمار عام 1216، وذكر أن العديد من المسيحيين حول العالم أخذوا أجزاء منها كذخائر للتبرك بها ولو نجحت محاولة استزراعها لتهافت عليها الجميع».