برشلونة يسعى إلى الريادة في عالم التكنولوجيا الرياضية

نشر في 22-03-2017
آخر تحديث 22-03-2017 | 20:21
No Image Caption
بدأ نادي برشلونة الإسباني اعتماد خطته التكنولوجية والمعرفية، من خلال مشروع "مركز ابتكار برشلونة"، الذي يهتم بالأبحاث والابتكارات التكنولوجية في عالم الرياضة.
يأمل نادي برشلونة الإسباني التتويج بألقاب الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا، لكنه يتطلع في الوقت نفسه إلى تحويل مقره ومدينته الرياضية إلى "سيلكون فالي" رياضي، على غرار المنطقة الأميركية الشهيرة، التي تضم أكبر الشركات المتخصصة في التقنيات التكنولوجية، من خلال مشروع طموح يحمل اسم "مركز ابتكار برشلونة".

وهكذا اعتمد برشلونة خطته التكنولوجية والمعرفية، التي من خلالها يهدف إلى أن يصبح مثالا ونمطا فريدا في عالم الرياضة، بعيدا عما يقوم به النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفقاؤه على أرضية الملعب.

وقال مدير القسم الرياضي والمعرفي في برشلونة البرتو سولير إن "الناحية الرياضية قد تعطيك أفضلية وميزة أكبر عن باريس سان جيرمان أو مانشستر يونايتد، لكن لكي نكون مرجعا عالميا نحتاج إلى شيء مختلف، وهذا ما يسعى إليه مركز ابتكار برشلونة، وهو شيء لا يقوم به أحد آخر في هذه اللحظة، لكنه سيكون ضروريا في المستقبل، من أجل أن نكون قادرين على المنافسة".

وبما أن التفوق الرياضي بات يعتمد مع مرور الوقت على التفاصيل الصغيرة، بدأ برشلونة يهتم بهذه التفاصيل على طريقة الشركات التكنولوجية الكبيرة في العالم. وتعتبر الأبحاث والابتكارات التكنولوجية في عالم الرياضة جزءا رئيسيا في البنية المؤسسية لبرشلونة.

ضرورة وليست نزوة

من جانبه، قال رئيس القسم الطبي في برشلونة خوردي مونيس: "هذه ليست نزوة، لكنها ضرورة، الفوارق البسيطة هي التي تجعلك قادرا على الفوز، وإذا أردنا المحافظة على القمة فعلينا أن نغذي الجانب المعرفي، وأن نبحث عنه عندما نفتقده".

لذلك، يقوم برشلونة منذ سنوات برصد تدريباته عن طريق تقنية "جي بي إس" أو التتبع، إضافة إلى الاعتماد على المعايير العلمية في تغذية رياضييه والتعامل مع إصابتهم بالتقنيات الطبية الأكثر فاعلية والأقل ضررا على مستوى العالم.

وأضاف سولير: "ولكي يفهم الجمهور هذا الأمر، يمكننا أن نقول إن عمليات التناوب، التي تقوم بها فرق كرة القدم على سبيل المثال تخضع للنظريات العلمية أكثر منها للمبادرات الشخصية، لأن تقنية جي بي إس تمنحك كل المعلومات عن الحالة البدنية للاعب، وتعطيك تصورا عما إذا كان هذا اللاعب يحتاج إلى الراحة أم لا".

وتابع: "والآن عندما نبحث عن مدرب، ندرك أنه ليس أي مدرب يمكنه أن يكون مناسبا بالنسبة لبرشلونة، مهما كانت معرفته بكرة القدم، حيث يتعين عليه أن يجيد التعامل مع هذه الأدوات ومع هذه المعرفة، وذلك لأن طريقة لعب برشلونة تشترط إجراء تنظيم للأداء، كل شيء يعتمد على طريقة اللعب".

وبالفعل كان جوسيب غوارديولا، المدير الفني الأسبق لبرشلونة، يتبع هذا النهج، كما يتبعه أيضا في الوقت الحالي لويس انريكي، وسيتبعه في المستقبل المدرب الجديد، الذي سيتولى المنصب بدءا من يونيو القادم. وكما تعد "لا ماسيا" أو قطاع الناشئين في برشلونة مثالا يحتذى به على مستوى العالم في إعداد اللاعبين الصغار، يرغب النادي الكتالوني في الوقت الراهن في أن يصبح مشروعه الاستراتيجي لإثراء المعرفة الرياضية مرجعا في المستقبل القريب بالنسبة لباقي الأندية.

وعلى ضوء هذا، يعمل العشرات من الخبراء في إقليم كتالونيا منذ عدة سنوات على هيكلة المعرفة والخبرات، التي اكتسبها النادي طوال تاريخه، الذي يمتد لأكثر من 100 عام، ورصد المناطق والأقسام، التي تفتقد التغطية، والبحث عن حلول للمشكلات في أي مكان ممكن، سواء في الجامعات أو الشركات التكنولوجية أو مراكز الأبحاث.

ومن خلال ميزانية تصل إلى مليون يورو سنويا، يسعى العاملون في قسم المعرفة والمعلومات، وهو القسم الذي يهتم بعدة مجالات سواء رياضية أو تتعلق بالأداء الفني أو الخدمات الطبية والتكنولوجيا والعلوم الاجتماعية، إلى البحث عن طرق للابتكار في مجال عملهم.

ويعمل نادي برشلونة دائما على خلق نوع من العلاقات مع مختلف المؤسسات والشركات، من أجل خدمة أهدافه ومشروعاته، كما هو الحال في مشروعه الأخير الخاص بقطاع الناشئين والمسمى بـ"لا ماسيا 360".

70 مشروعاً قيد التنفيذ

وقال نادي برشلونة، في بيان، "لدينا في الوقت الحالي 70 مشروعا يتم تنفيذهم، بعضها يتعلق بإصابات الفخذ والأوتار".

وترتبط مشروعات أخرى داخل العملاق الكتالوني بالارتقاء بالأداء الرياضي أو العمل على انتشار العلامة التجارية للنادي بشكل أكبر، وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية، التي تعد سوقا ذا أولوية كبيرة بالنسبة لبرشلونة.

وأكمل سولير: "برشلونة كان أول فريق يحمل الفيفا واليويفا على اقتراح استخدام تقنية جي بي إس وتركيبها في قمصان اللاعبين، أو المطالبة بتطبيق التقنيات الجديدة في مجال التحكيم".

وكشف أن رابطة الدوري الأميركي لكرة السلة "إن بي إيه"، أشهر دوريات كرة السلة في العالم، تتعاون مع برشلونة، إضافة إلى نادي بنفيكا البرتغالي، الذي قرر تطبيق جزء من منهج النادي الكتالوني.

برشلونة يرصد منذ سنوات تدريباته عن طريق الـ «جي بي إس»
back to top