• كيف تقيمون العلاقات الكويتية- العراقية حالياً؟

- إن العلاقة الكويتية- العراقية تنهض برؤية مستقبلية قوية بعد فترة حصل فيها ما حصل من انتكاسات، فالجانبان يسعان إلى تدعيم العلاقة الأخوية بينهما على كل المستويات، لاسيما أن الكويت طلبت تعيين سفير عراقي، وهو ما دعا وزير الخارجية ابراهيم الجعفري لاستقدامي من مدريد للعمل في الكويت، وذلك لأهمية العلاقات بين البلدين، وأعتقد أنها في تصاعد مستمر، وأنا على يقين أنها ستأخذ مدى أوسع نتجاوز به الماضي، وتكون مثالا وقدوة للمنطقة.

Ad

ولمست هذا الأمر منذ اليوم الأول لقدومي للكويت من حفاوة الاستقبال والروح الاخوية والحميمية الموجودة في حديث المسؤولين، وبعد لقاء سمو الأمير شعرت أكثر بهذه الحميمية من حديث سموه عندما ذكر المسؤولين العراقيين بأسمائهم وسأل عنهم، وكذلك حملت تحيات المسؤولين في العراق الى سموه، وكانت هذه فاتحة خير لبداية عملي في الكويت.

• ما أطر التعاون بين البلدين برأيكم في الوقت الحالي؟

- هناك استثمارات كويتية سابقا وأنا شخصيا أسعى إلى تعزيزها باعتبار الاقربين اولى بالمعروف.

وهناك اهتمام كويتي بالاستثمار في العراق على المستويين النفطي والتجاري، ولدينا مشاريع كويتية يتم إنجازها في العراق، ونعتقد أنه طالما أن هناك بداية شراكة طيبة فمن الممكن تشجيعها وتعزيزها.

• العراق بلد يواجه الإرهاب حالياً، فما المطلوب من دول المنطقة وخصوصاً الخليج في هذه المواجهة؟ وهل طلب العراق من الكويت استضافة مؤتمر المانحين لإعادة إعمار الموصل في مرحلة ما بعد «داعش»؟

- لدى العراق تجربة كبيرة على مستوى العالم، فخلال السنتين والنصف الماضيتين أظهرنا حقيقة الجيش العراقي والقوات العراقية والأخرى بكل مسمياتها في مواجهة أشرس تنظيم إرهابي، وكما قال الجعفري «هي حرب عالمية ثالثة»، حيث إن أكثر من 100 جنسية تشارك في تلك الجماعات الإرهابية الموجودة على أرض العراق، ولإرجاع العراق إلى عصور الظلام باسم الإسلام، لذلك أي خبرة في مواجهة الإرهاب لم نضن بها على الاخوة، حيث شاركنا بها الجهات والأجهزة الأمنية في دول المنطقة، ونعتقد أن الايام القادمة ستكون الحرب ما بعد «داعش» خارج الأراضي العراقية، لذلك نبهنا الاخوة للاسراع بإيجاد حلول عملية، والاستفادة من الخبرة العراقية في هذا المجال.

وحذرت أنا في مداخلتي خلال أعمال اجتماع المجموعة المعنية بمنع تدفق المقاتلين الأجانب ضد تنظيم «داعش» الأسبوع الماضي ان علينا ان نكون حذرين في إعادة التأهيل، فتعبير التأهيل يجب أن يكون دقيقا، فتأهيل القاتل لا يجوز شرعا ولا قانونا، أما إذا كان هناك أناس غرر بهم ولم يرتكبوا جرائم فلا بأس من ادخالهم برنامج التأهيل.

مرحلة توتر

• العراق مر بمرحلة توتر مع دول الخليج وتحديداً مع المملكة العربية السعودية... كيف ترون مستقبل العلاقات مع دول الخليج بشكل عام؟

- العلاقة العراقية - الخليجية منذ الحرب العراقية- الإيرانية كانت متميزة، ولكن بأبعاد أخرى مع الأسف، كانت سلبية، فالعراق الأخ الكبير مع السعودية لدول الخليج، وحرص على مصالح الخليج والاستفادة من التجارب بعد 2003، حتى الآن اعتقد انه لا يمكن ان يستغني الخليج عنها.

فالتقارب مع الخليج لا يجب أن يكون منه بل هو استحقاق، وذلك لما ضحى به العراق منذ الحرب مع إيران من آلاف الشهداء وتدمير البنى التحتية، وهذا الاستحقاق يوجب على الاخوة الخليجيين أن يتفهموا العراق الجديد الذي يمد لهم يد المحبة والاخوة بكل صراحة، وإيمانا منا بالمصالح والمخاطر المشتركة التي توجب أن نلتقي ونتحاور ونبتعد عن أساليب التهديد والوعيد، فبعد انقطاع 13 عاما عينت المملكة سفيرا، وتجاوزنا الخلافات الماضية، ومددنا ايدينا للاخوة في السعودية لما نعيه من اهمية الدور السعودي في المنطقة والخليج بالذات.

فالخطوات الحالية تبشر بالخير، وهناك نتائج ايجابية، وسنستمع خلال الأيام القليلة القادمة إلى خطوات اخرى تعزز هذا التقارب.

التقارب مع السعودية

• هذا التقارب مع المملكة العربية السعودية سوف يكون على حساب العلاقات العراقية الإيرانية؟

- على العكس، نحن لا نرى التقارب يقاس بهذا المقياس، بمعنى أنت معي أو ضدي، بل نرى أن العراق يجب أن يؤدي دوراً محورياً خصوصاً مع العلاقات الجيدة مع إيران والسعودية، فنحن نستطيع أن نقرب وجهات النظر بين البلدين، وأعتقد أنها ليست مسألة صعبة، إذا كان مبدأ حسن النية هو الدافع لدى الطرفين.

• هل يسعى العراق إلى أن يكون جزءاً من المنظومة الخليجية، وهل هناك شروط خليجية على الانضمام؟

- العراق يقوم بخطوات ثابتة لاستعادة ثقته بنفسه ودول الخليج العربي أخوة لنا وأقرب الناس، وأعتقد أنه كلما تعمقت العلاقة أصبح هناك السبيل إلى التكامل الخليجي العراقي، ونحن ننظر إلى هذا الأمر بمنظور أن العلاقة جذرية وأساسية ومصيرية، فالشرق الأوسط يعيش وسط أزمات متعاقبة، وكلما تقاربنا استطعنا أن نحل مشاكلنا على الصعيدين الإقليمي والدولي.

• كيف يواجه العراق الدعوات المنادية للتقسيم ؟

- العراق قابل دعوات التقسيم على الأرض، حيث قام بتوحيد طوائفه وأقلياته وقواته العسكرية في مواجهة «داعش» والتنظيمات الإرهابية، وبعد مرور عامين ونصف العام من الحرب على «داعش» خرج العراق متعافياً، والذين ينادون بالتقسيم الآن «هم قلة قليلة، وليسوا من هذا النسيج العراقي.

خور عبدالله

• قضية خور عبدالله وما صاحبها من تصريحات «شعبوية «من الطرفين هل تحملون رسالة تطمين للجانب الكويتي؟

- رسالتي بالنسبة للجانبين أن هناك من لهم مصالح في تأجيج الخلافات ويجب ألا نعطيهم الفرصة لذلك، والمسؤولون من البلدين الشقيقين تصريحاتهم متطابقة، فالأجدر أن نأخذ المشتركات والمتطابقات، وألا نروج للسلبيات، فالنية الحسنة موجودة لدى الطرفين، وتؤكد أننا ماضون في العلاقات في نفس تفاؤلي إيجابي، وهناك لجان مشتركة بشكل مستمر للوقوف على المستجدات.

• فيما يخص الممتلكات للمواطنين الكويتيين في العراق، خصوصاً التي كانت في فترة قبل الغزو، هل هناك قضايا لمواطنين كويتيين استقبلتها السفارة؟

- أصل الاتفاق الذي جرى عبر اللجان المشتركة بين البلدين وأخرى العام الماضي في بغداد كلها تتناول هذه المحاور والملفات وحسب علمي أن اللجان المعنية بمتابعة عقارات وأراضي الكويتيين اتخذت قرارات وأحالت قضايا للمحاكم باتفاق الطرفين والآلية تسير بانسيابية ونقلت إلى جنيف، ثم طلعت إلى لجنة التعويضات، وأيد الجانبان أقساماً واختلفا على أقسام أخرى من الاتفاقية، فتلك اللجان في عمل متواصل، ولم تقف، وهناك تطمينات عراقية على كل المحاور، ولن نترك القضية سائبة للمخاوف والهواجس.

الهاشمي: نطمح إلى استضافة الكويت مؤتمر المانحين للعراق

أكد الهاشمي أن العراق يطمح أن تستضيف الكويت مؤتمر المانحين خلال الأشهر القادمة، لأن الأضرار التي لحقت بالعراق من جراء الحرب على الإرهاب كبيرة، مضيفاً: علينا جميعا وعلى الدول المجاورة والصديقة أن تقف إلى جانبنا حتى يعود للعراق دوره الطبيعي.

وقال: من يشاهد آثار الدمار والتخريب التي لحقت بالمناطق والمحافظات التي دخلها «داعش» يجد انها عادت 100 سنة إلى الخلف في كل الجوانب.