حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، الأوروبيين من الاستمرار في موقفهم الحالي تجاه بلاده التي تأزمت علاقاتها ببعض دول "الاتحاد الأوروبي"، بعد رفضها السماح لمسؤولين أتراك الترويج لاستفتاء على تعديلات دستورية تمنح إردوغان صلاحيات واسعة على أراضيها.

وقال إردوغان، في مؤتمر مع صحافيين أتراك في أنقرة: "أتوجه مرة جديدة إلى الأوروبيين، تركيا ليست بلداً يمكن هزه واللعب بشرفه وطرد وزرائه".

Ad

وأضاف أن "العالم اجمع يتابع ما يجري عن كثب. إذا واصلتم التصرف بهذه الطريقة، غدا قد لا يستطيع أي أوروبي، أي غربي، السير خطوة واحدة بأمان وطمأنينة في الشارع، في أي مكان في العالم"، متابعاً: "بصفتنا تركيا ندعو أوروبا إلى احترام حقوق الإنسان والديمقراطية".

في هذه الأثناء، أفاد نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، أمس، بأن مسؤولين بالحكومة التركية لا يزالون يشاركون في فعاليات للرعايا الأتراك في أنحاء أوروبا، لكنهم لا يروجون للاستفتاء المقرر في 16 أبريل، معتبرا أن "الخلاف مع دول أوروبية ساعد الأتراك في أوروبا على فهم أفضل للتعديلات الدستورية التي يقترحها الاستفتاء والتي من شأنها تحويل نظام الحكم إلى الرئاسي، بدلا من البرلماني المعمول به حالياً".

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إنّ "النظام الرئاسي الجديد صمم ليلبي احتياجات تركيا"، مضيفا: "يصرّح البعض بأنّ النظام الرئاسي الجديد لا يشبه الأميركي أو الفرنسي، نعم هذا صحيح، لأنّه نظام صمّم ليلبي احتياجات تركيا، والشعب هو الذي سيقرر النتائج النهائية، وليست ألمانيا أو أميركا".

واعتبر يلدريم أنّ "الغرب على الرغم من دعمه للحملة المعارضة للدستور الجديد والنظام الرئاسي، لن يتمكن من التأثير في نتائج التصويت"، مؤكدا أنّ "لدى الشعب التركي الفراسة الكافية التي تمكّنهم من تمييز ما إذا كان الغرب صديقا أو عدوّا لتركيا".

وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية التركية، مساء أمس الأول، انها استدعت القائم بالأعمال الألماني للاحتجاج على تصريحات رئيس الاستخبارات الخارجية الألمانية برونو كال، عبر فيها عن عدم اقتناعه بتأكيد أنقرة أن الداعية فتح الله غولن كان العقل المدبر لانقلاب 15 يوليو الفاشل ضد الرئيس إردوغان.

وألقت السلطات التركية بالمسؤولية عن الانقلاب الفاشل الذي خلف 248 قتيلا على جماعة تطلق عليها اسم "منظمة فتح الله الارهابية" نسبة إلى غولن الحليف السابق لإردوغان والذي يعيش في منفاه الاختياري في الولايات المتحدة منذ عام 1999.

في السياق، وافقت سلطات الهجرة في النرويج على منح حق اللجوء لأربعة ضباط أتراك، بالإضافة إلى ملحق عسكري، كانوا يعملون في حلف شمال الأطلسي في أثناء محاولة الانقلاب، في حين رفض نائب رئيس الوزراء التركي الخطوة النرويجية، معتبرا أنها "حماية لعصابة غولن".

في المقابل، دان الرئيس الألماني الجديد فرانك شتاينماير تصريحات الرئيس التركي، التي اتهم فيها الحكومة الألمانية بـ"ارتكاب ممارسات نازية"، مطالبا بالإفراج عن الصحافي الألماني - التركي المعتقل في إسطنبول دنيس يوجيل.

وقال شتاينماير في البرلمان الألماني "بوندستاج"، موجها خطابه لإردوغان: "توقف عن مقارنات النازية المخزية! لا تقطع الصلة مع الذين يريدون الشراكة مع تركيا".

وأضاف: "احترم سيادة القانون وحرية الإعلام والصحافة، وأفرج عن دنيس يوجيل".

يذكر أن مراسل صحيفة "فيلت" الألمانية يقبع في السجن على ذمة التحقيق في إسطنبول منذ أسابيع. ويواجه يوجيل اتهامات بالترويج لتنظيم إرهابي وإثارة الفتن، ووصفه إردوغان بأنه "عميل وإرهابي".

في السياق، ذكرت تقارير ألمانية أن برلين رفضت في الشهور الأخيرة 11 طلبا لتصدير أسلحة إلى تركيا منذ نوفمبر الماضي.

ولفتت إلى أن ذلك يمثل زيادة كبيرة في عدد الطلبات المرفوضة بالمقارنة مع رفض ثمانية فقط إجمالا في الفترة بين 2010 و2015.

في موازاة ذلك، طالب حزبا "الخضر" و"اليسار" الألمانيان المعارضان بوقف توريد أسلحة لتركيا.

من جهة أخرى، دعت رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش الدول الأوروبية إلى "إبقاء سبل الحوار مفتوحة مع تركيا، والتقليل من حدة التوتر".