السينما الكويتية... تاريخ خجول وآمال جريئة

نشر في 23-03-2017
آخر تحديث 23-03-2017 | 00:02
مؤسسة الفرقة الفنية الأولى ورئيسة شركة دار اللؤلؤة للانتاج الفني الشيخة انتصار سالم العلي
مؤسسة الفرقة الفنية الأولى ورئيسة شركة دار اللؤلؤة للانتاج الفني الشيخة انتصار سالم العلي
 كانت الكويت منذ نشأتها منارة للفنون المختلفة لما تتمتع به من موقع جغرافي يتوسط حضارات مختلفة واستقطابها لبشر انتقلوا إليها من بلدان مختلفة حاملين ثقافاتهم وفنونهم التي زاوجوها بالثقافة والفنون الكويتية.

ومن هنا ولد أول فيلم "تسجيلي" عن الغوص وصيد اللؤلؤ وبعض الملامح الاجتماعية للكويت عام 1939 على يد سائح استرالي يدعى ألن فليرز بعنوان "أبناء السندباد"، ليعقبه أول مخرج كويتي وهو محمد قبازرد الذي كان من أوائل الكويتيين الذين يملكون كاميرا للتصوير السينمائي في بداية الثلاثينيات وصوّر وأخرج أول فيلم له بعنوان "الكويت بين الأمس واليوم" عام 1946، لتتوالى بعدئذ الأفلام التي كان أغلبها ذا طابع تسجيلي يوثق جوانب الحياة المختلفة.

  وكان الفيلم الكويتي الشهير "بس يا بحر" لمخرجه خالد الصديق عام 1972 نقطة تحول في تاريخ السينما الكويتية والخليجية كأول فيلم روائي طويل يقاس عليه تاريخ الكويت سينمائيا في مختلف دول العالم كما جرى العرف، خصوصا مع تحقيقه نجاحات متعددة عربيا ودوليا، ورغم ذلك ظلت السينما الكويتية "خجولة" لم تحقق جماهيرية عالمية أو إقليمية رغم توافر الإمكانيات والقدرات الاخراجية.

وقالت مؤسسة الفرقة الفنية الأولى ورئيسة شركة دار اللؤلؤة للانتاج الفني الشيخة انتصار سالم العلي انها اتجهت لعالم الإنتاج السينمائي لرغبتها في أن تكون الكويت نواة عاصمة لصناعة السينما في الخليج، وهذا كان السبب الأساسي وراء إطلاقها "الدورة السينمائية الاحترافية الأولى 101".

  وأضافت الشيخة انتصار ان هذه الدورة جاءت لتنمية وتطوير مواهب الشباب لإكسابهم مهارات احترافية في مجالات الفنون السينمائية كالتصوير والإضاءة وكتابة السيناريو والإخراج والديكور والموسيقى، متمنية أن تساهم هذه المجموعة في تقديم أفكار وقصص جديدة للمشاهدين.

  ورأت الشيخة انتصار اقبالا من الجماهير الكويتية والخليجية على المنتجات السينمائية الكويتية، مستشهدة بعرض فيلمي "حبيب الأرض" و"العتر" أسابيع طويلة في دور العرض، وقد قوبلا بإقبال جماهيري جيد.

 ومن ناحيته، قال المخرج داود الشعيل ان حركة الإنتاج السينمائي في الكويت تفتقر للبنية التحتية "ولكن هناك محاولات رائعة للتغلب على هذه العقبة".

وبين الشعيل أن عدم اهتمام النقاد بالأفلام السينمائية الجماهيرية الكويتية التي تعرض في دور العرض السينمائي يعود الى أن هذه الأفلام في غالبها "حلقة تلفزيونية"، وقليل من هذه الأفلام استطاع ان يقدم سردا سينمائيا، مشيرا في الوقت نفسه الى وجود أفلام كويتية قصيرة كثيرة تحصد جوائز رفيعة المستوى.

  وفي السياق نفسه، قال المخرج الشاب أحمد الخضري ان التصاريح الكثيرة التي يحتاج إليها المخرج لتصوير فيلم ما تتطلب منه مجهودا مضاعفا، لأن البيروقراطية في عملية استخراج هذه التصاريح تستغرق وقتا وجهدا، وكان من الأجدر استثماره في الابداع الفني الحقيقي.

  وأضاف الخضري ان هناك حركة انتاج سينمائي مشجعة في الكويت متمثلة بجهود وزارة الشباب بإطلاقها "مهرجان عدسة" الذي قدم دعما ماديا ومعنويا لصناع الأفلام الشباب إضافة الى فعاليات تغطي اهتماماتهم، مشيرا ايضا الى جهد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المتمثل في إقامة مهرجان الكويت السينمائي الأول في الـ24 من الشهر الجاري.

وتمنى الخضري ان تكون هناك ثقافة مجتمعية ووعي شعبي أكبر فيما يخص السينما اذ أنه في كثير من الأحيان يعاني النظرة غير الجادة من بعض افراد المجتمع لدى تصويرهم بعض المشاهد، خصوصا في الأماكن العامة والشوارع، مبينا أن ذلك يتسبب في إعادة التصوير مرارا وتكرارا.

back to top