4 أفلام ودّعت دور العرض المصرية مبكراً
ودعت أربعة أفلام مصرية دور العرض السينمائي في مصر مبكراً بعد أيام قليلة من طرحها في الصالات، ذلك رغم حملات دعاية مكثفة قامت بها شركات الإنتاج لإبقائها أطول فترة ممكنة، علماً بأن بعضها حضر في صالات محدودة جداً بعد أيام قليلة من طرحه بسبب عدم الإقبال الجماهيري عليه.
عنصر مشترك بين أربعة أفلام مصرية طُرحت أخيراً يتمثّل في عدم صمودها في الصالات السينمائية للحكم عليها تجارياً، فعادة ترفع الأفلام غير الناجحة بعد أسبوع عرضها الأول على الأقل، لكن غالبية هذه الأعمال استغنت عنها الصالات أو قلصت حفلاتها بشكل ملحوظ بعد أيام العرض الأولى.أبرز هذه الأعمال «فين قلبي» من بطولة مصطفى قمر، مع كل من شيري عادل ويسرا اللوزي. رفع الفيلم من صالات عدة بعد أيام قليلة من طرحه، محقّقاً فقط إيرادات وصلت إلى نحو 1.5 مليون جنيه بعد مرور شهرين على عرضه، علماً بأن بطله ومنتجه مصطفى قمر بذل جهوداً كبيرة للإبقاء على الفيلم في الصالات أطول فترة ممكنة، خصوصاً أنه يعيده إلى السينما بعد غياب سنوات.وأخفق «يوم من الأيام» في الصمود منذ أيام طرحه الأولى فلجأت قاعات العرض إلى رفعه واستبدلت به أفلاماً أخرى في مقابل عرضه في حفلات محدودة. وقدمت هبة مجدي من خلال الفيلم بطولاتها السينمائية الأولى، وهو يعيد المنتج حسين القلا إلى الإنتاج، فيما لم يتمكّن الأخير من متابعة عدد الصالات التي استمرت في عرض العمل بعد أول يومين، ونفى تقديمه شكوى في غرفة صناعة السينما ضد الصالات التي احتفظت بالملصقات ولم تعرض الفيلم في حفلاتها.
لم يختلف الوضع كثيراً بالنسبة إلى «يا تهدي يا تعدي» الذي خاضت من خلاله آيتن عامر بطولتها السينمائية الأولى، إذ أخفق في تحقيق إيرادات. ورغم محاولة البطلة زيارة دور العرض ومشاهدة الفيلم مع الجمهور، فإنه رفع سريعاً من الصالات ولم يعرض بعد أسبوعه الأول سوى في قاعات محدودة وبحسب الإقبال الجماهيري على كل حفلة.ورغم الدعاية والترويج المكثف لـ{علي معزة وإبراهيم» الذي نال بطله علي صبحي جائزة أفضل ممثل في «مهرجان دبي السينمائي الدولي» في دورته الأخيرة، والإشادة النقدية التي حصل عليها قبل طرحه تجارياً، فإن الفيلم لم يصمد منذ أسبوع عرضه الأول في الصالات المصرية وألغيت حفلات عدة، خصوصاً خارج القاهرة، ولم يحقّق إيرادات تذكر في شباك التذاكر.
مخرجان
يعترف المخرج خالد الحلفاوي بأن توقيت عرض فيلمه «يا تهدي يا تعدي» لم يكن مناسباً لطبيعة العمل الكوميدية، مؤكداً ألا علاقة له كمخرج في إطلاق العمل، بل يقع الأمر ضمن مسؤولية الشركة المنتجة التي اتفقت مع الموزع على الموعد باعتباره من وجهة نظرها الأفضل.ويضيف أن مهمة المخرج تنتهي مع تسليمه النسخة الأخيرة للفيلم، لافتاً إلى أنه كان يتمنى أن يحظى العمل بنسبة مشاهدة جيدة في الصالات وأن يحصل على حقه ليحظى الجمهور بفرصة الحكم عليه.بدوره، يقول مخرج «علي معزة» شريف البنداري إن إيمانه بالتخصص جعله يركز على العناصر الفنية فقط في العمل، بينما ترك الأمور التسويقية من توقيت العرض والملصق للمنتج محمد حفظي، مؤكداً أن أي مخرج يتمنى أن يحظى فيلمه بمشاهدة جيدة عند عرضه في الصالات.ويضيف أن تجربته في الفيلم كانت مختلفة بشكل كبير لإيمانه بالقصة التي يقدمها ويرغب في أن يراها الجمهور، مشيراً إلى أن مسألتي الحضور في صالات العرض والإيرادات لم تشغلاه، ولكن أمنيته أن يصل الفيلم إلى أكبر عدد من الجمهور.رأي النقد
يرى الناقد محمود قاسم أن هذه الظاهرة ليست جديدة على السينما في السنوات الأخيرة بسبب سعي مالكي دور العرض إلى تحقيق أكبر إيرادات ممكنة، وهو أمر لا يتحقق سوى بأفلام يكون حضورها أكبر، مشيراً إلى أن بعض الأعمال يتعرّض للظلم فعلاً بسبب وجود مشاريع أخرى عليها إقبال أو أجنبية ينتظرها الجمهور، من ثم يُرفع الفيلم المصري لصالحها.ويضيف أن الأزمة الحقيقية التي تواجهها السينما راهناً هي اعتماد سياسات التوزيع على الأهواء الشخصية التي تطيح أحياناً بأفلام جيدة للغاية من الصالات بعد وقت قصير من طرحها، مؤكداً أن من الصعب التحكّم في هذا الأمر في سوق يسيطر عليه القطاع الخاص.
رغم الإشادة النقدية التي حصدها «علي معزة وإبراهيم» قبل طرحه تجارياً فإنه لم يصمد في الصالات