تبنى تنظيم داعش، أمس، الهجوم الإرهابي الذي وقع أمام البرلمان البريطاني، أمس الأول، وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص أحدهم شرطي، إلى جانب تصفية المنفذ، وإصابة أربعين بجروح، وفق ما أفادت وكالة "أعماق" الناطقة باسم التنظيم المتطرف.

ونقلت "أعماق"، عن مصدر، أن منفذ الهجوم "جندي للدولة الاسلامية، ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد التنظيم في سورية والعراق".

Ad

«ذئب منفرد»

وكشفت التحقيقات الأولية للهجوم أن منفذه، كان على ما يبدو ذئبا منفرداً، في وقت عززت عواصم أوروبية درجة التأهب أمس بعد الهجوم.

وكان المهاجم قد دهس مارة على جسر ويستمنستر، ثم صدم سيارته بحاجز قرب سور مبنى البرلمان، ثم اندفع باتجاه أبواب البرلمان، حيث طعن شرطيا حتى الموت، قبل ان يسقط قتيلا برصاص الشرطة.

تيريزا ماي

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن منفذ هجوم لندن ولد في بريطانيا واستجوبته أجهزة الأمن من قبل للاشتباه في صلته بالأفكار الإسلامية المتطرفة، كما أنه معروف لأجهزة المخابرات.

وذكرت ماي للمشرعين في ويستمنستر: "ما يمكنني تأكيده هو أن الرجل بريطاني المولد، وأن جهاز المخابرات ام.اي.5 استجوبه قبل بضع سنوات فيما يتعلق بمخاوف من عنف المتطرفين".

وأضافت: "كان شخصية هامشية، القضية قديمة"، مشيرة إلى أنه لم يكن داخل دائرة الضوء التي تسلط عليها المخابرات اهتمامها في الوقت الراهن، موضحة أنه "لم تكن هناك معلومات لدى المخابرات عن نواياه أو عن خطة يدبرها".

وأضافت: "من المهم جدا في هذا الوقت أن نظهر أن قيمنا هي التي ستسود، وأن الإرهابيين لن ينتصروا، وسنواصل حياتنا بنفس وحدة الهدف والقيم التي تجمعنا كأمة واحدة، وضمان أن تلحق الهزيمة بالإرهابيين"، مضيفة أن "بريطانيا لن تخاف".

اعتقالات

وألقي القبض في وقت سابق على ثمانية أشخاص في مداهمات تمت عقب الهجوم حسبما ذكرت الشرطة. وقال القائم بأعمال مفوض الشرطة، ورئيس وحدة مكافحة الإرهاب، مارك رولي، إن الضحايا خليط من جنسيات مختلفة.

وذكر رولي، في بيان ألقاه خارج مبنى سكوتلاند يارد، أن "التحقيقات مازالت مستمرة في برمنغهام ولندن وأجزاء أخرى من بريطانيا. ومازلنا نعتقد بناء على التحقيقات التي أجريناها أن المهاجم تصرف منفردا، متأثرا بالإرهاب الدولي".

وكانت إحدى المداهمات التي نفذتها الشرطة المسلحة، والتي يعتقد أن لها صلة بالهجوم، قد تمت في شارع هيغلي بمدينة برمنغهام أمس الأول. وقال شاهد عيان: "جاءت الشرطة واعتقلت ثلاثة رجال"، في حين أفادت معلومات بأن هناك ما يشير إلى أن السيارة التي استخدمت في الهجوم قد استؤجرت من مكان في برمنغهام.

وأكدت ان على سكان لندن أن يتوقعوا رؤية المزيد من ضباط الشرطة في الشوارع، بعد إلغاء إجازات أفراد الشرطة، وتمديد ساعات عملهم.

وتضامنا مع الشرطة، قال مدير جهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم.آي5) أمس إن جهازه يحتشد بالكامل وراءها بعد هجوم لندن.

الضحايا

وأوضحت الشرطة أن القتلى هم امرأة في الأربعينيات من عمرها، ورجل في الخمسينيات، والشرطي البريطاني، كيث بالمر، وهو زوج وأب يبلغ من العمر 48 عاما، وقد عمل في فرقة حماية البرلمان والدبلوماسيين 15 عاما، والمهاجم نفسه.

وأعلنت وزارة الخارجية الإسبانية ان المرأة القتيلة مواطنة بريطانية، من أم إسبانية، وتدعى عائشة فرادي (43 عاماً).

وفرادي كانت تعمل في تدريس اللغة الإسبانية بلندن، وكانت في طريقها لاصطحاب ابنتيها (8 و11 عاما) من المدرسة، عندما تعرضت للدهس بسيارة منفذ الهجوم. وبين الجرحى 3 طلاب فرنسيين و5 سياح من كوريا الجنوبية.

وأجمع قادة العالم على ادانة الهجوم. وأكدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان ألمانيا "تقف بقوة الى جانب البريطانيين في معركتهم ضد كل أشكال الارهاب"، في حين أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصالات بتريزيا ماي متضامناً.

كما ندد البيت الابيض بالهجوم، متعهدا "بتقديم الدعم الكامل من قبل الحكومة البريطانية بعد الهجوم واحالة المسؤولين الى العدالة". ووجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رسالة "تضامن ودعم للشعب البريطاني".

من جهته، كتب رئيس المجلس الاوروبي في تغريدة: "أفكاري تتجه الى ضحايا هجوم ويستمنستر. ان أوروبا تقف بحزم مع بريطانيا ضد الارهاب وهي مستعدة للمساعدة".

وكتب رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال في تغريدة: "تعازينا لعائلات الضحايا في لندن"، مضيفا أن "بلجيكا تقف إلى جانب المملكة المتحدة في معركتها ضد الارهاب".

ودانت المملكة العربية السعودية بشدة الهجوم الارهابي، وأكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية في بيان "تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب بريطانيا ضد الإرهاب والتطرف".

الملكة إليزابيث تتضامن وتشيد بالشرطة

أشادت الملكة إليزابيث الثانية بتعامل الشرطة مع الهجوم على البرلمان البريطاني، وأعربت عن خالص تعاطفها مع الأشخاص الذي تأثروا بالهجوم الإرهابي.

وقالت الملكة: "صلواتي وخالص تعاطفي مع الذين تضرروا من العنف المروع".

وأضافت: "أعلم انني أتحدث بلسان الجميع، عندما أعبر عن شكري وإعجابي لأفراد شرطة العاصمة، ولكل من عملوا بإنكار للذات لحماية ومساعدة الآخرين".