استقبل القطاع السياحي في دبي عام 2017 بالإنجازات، حيث أظهرت إحصائيات دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي "دبي للسياحة" لشهري يناير وفبراير الماضيين ارتفاعاً ملحوظاً في أعدادِ الزوار بلغ 12 في المئة ليتجاوز 3 ملايين زائر، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.وجاءت هذه النتائج مدعومة بالنمو الذي سجّلته الأسواق الرئيسية كافة، والسوقان الصيني والروسي على وجه الخصوص، اللذان سيساهمان في تحقيق نتائج قوية خلال الربع الأول من العام الحالي.
وشهدت هذه الفترة نمواً بنسبة 60 في المئة في أعداد الزوار لليلة واحدة من جمهورية الصين الشعبية، مع بلوغ هذا النمو ذروته خلال شهر يناير مسجلاً نسبة 102 في المئة، حيث استقبلت دبي 157 ألف زائر من الصين خلال الشهرين الأولين. كذلك قفزت أعداد الزوار القادمين من روسيا بنسبة 84 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مع زيادة ملحوظة خلال شهر فبراير، مما ساهم في تحقيق نسبة نمو كبيرة في أعداد الزوار من روسيا، التي بلغت 140 في المئة، ليبلغ إجمالي أعداد الزوار خلال الشهرين الأولين 65 ألف زائر. ونتيجة لذلك، تقدم كل من البلدين في ترتيبهما ضمن أهم الأسواق الرئيسية للسياحة الوافدة إلى دبي لتدخل الصين ضمن قائمة أفضل 4 أسواق للمرة الأولى، وروسيا اقتربت من الأسواق الـ10 الأوائل بعد أن كانت في المرتبة 15 بفارق 4 مراكز. وتأتي هذه الإنجازات نتيجة الحملات التسويقية في تلك الأسواق وخصوصاً بمناسبة العام الصيني الجديد وعطلة ما قبل الربيع في روسيا إضافة إلى القرارات الأخيرة، التي سمحت لرعايا تلك الدولتين بالحصول على تأشيرة الدخول إلى الإمارات العربية المتحدة عند وصول أي من منافذ الدولة.
قرارات التأشيرة
وتعكس قرارات التأشيرة التي صدرت بالنسبة للصينين خلال نوفمبر2016 وللروس خلال فبراير 2017، مدى تأثير مثل هذه الإجراءات على التكلفة والوقت بالنسبة للمسافرين وبالتالي التدفق السياحي إلى الإمارة بشكل عام. وقال هلال المري المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي (دبي للسياحة)، إنه "في إطار استمرار مساعينا لتعزيز أفضلية دبي كوجهة مفضّلة للزوار من شتى أنحاء العالم، فإننا في دبي للسياحة نسعى كذلك إلى تبسيط إجراءات السفر إلى دبي وضمان عدم وجود أي عوائق، من خلال التعاون المثمر والبناء مع شركائنا في القطاعين العام والخاص وذلك على المستويين الاتحادي والمحلي للإمارة، حيث نحرص جميعاً على جعل تجربة السفر إلى دبي أكثر سهولة وراحة لكافة الزوار من أسواقنا الرئيسية، وتحفيزهم على زيارة دبي وتكرار الزيارة".وأضاف المري: "نحن سعداء في الارتفاع الكبير بأعداد الزوار مع بداية عام 2017، حيث إننا نعمل بشكل وثيق مع الحكومة على عدة مبادرات تساهم في زيادة الزيارات، وكان لقرار القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة بمنح رعايا الصين وروسيا تأشيرات دخول عند وصولهم منافذ الدولة تأثير إيجابي على التدفق السياحي من هاتين الدولتين، وأثبت جدواه". ولفت إلى أن "دبي للسياحة" بذلت جهوداً كبيرة في تسويق دبي كوجهة جذابة للزوار من الصين وروسيا، ولاشك أن هذه النتائج الواعدة سوف تزيدنا إصراراً على مواصلة هذا النهج.وأشار إلى أن فريقي العمل في السوقين عملا بجد لتعزيز سمعة دبي كوجهة مميّزة للترفيه والأعمال، وذلك من خلال توطيد العلاقات مع أبرز شركات السياحة والسفر، وتطوير خطة عمل تشمل الفعاليات التجارية والتسويق والعلاقات العامة والإعلام الرقمي.انعكاسات إيجابية
وتوقع خلال 2017، الاستفادة من الانعكاسات الإيجابية للأعداد الإضافية من الغرف الفندقية ذات الأسعار المتفاوتة، كذلك من خلال عدة وجهات ترفيهية مثل "آي إم جي عالم من المغامرات"، أكبر وجهة ترفيهية مغطّاة في العالم، و"دبي باركس آند ريزورتس"، أكبر منتجع سياحي متكامل في المنطقة، للاستمرار في الأداء القوي لهذا القطاع".وذكر أنه في أعقاب الزيارة، التي قام بها وفد رفيع المستوى لحكومة دبي والشركاء من القطاع الخاص إلى جمهورية الصين الشعبية في أكتوبر عام 2016، قامت دبي تدريجياً بتحسين حملة "جاهزية الصين" على مختلف المستويات في المدينة، وفي كل الجوانب المتعلقة برحلة الزائر لاسيما عبر مكونات البنية التحتية والركائز الأساسية لمقوّمات الوجهة. ومن الأمثلة على الخطوات، التي تم اتخاذها زيادة عدد الناطقين بلغة الماندرين في مكاتب خدمة العملاء ذات العلاقة بالأنشطة السياحية في مختلف أنحاء المدينة، واعتماد المزيد من الأنظمة المالية المتعلقة بطرق الدفع المتبعة في الصين.تخصيص موظفين مدربين
بين المري أنه تم تخصيص موظفين مدربين في الفنادق ومراكز التسوق والوجهات الترفيهية لاستقبال المجموعات السياحية الصينية، وتوفير المزيد من المطاعم ومنافذ البيع التي تقدم المأكولات والمواد الغذائية والمشروبات الصينية المفضلة، وأيضاً توفير خرائط للمدينة التي تظهر المقاصد والمعالم السياحية ومراكز التسوّق بلغة الماندرين، وعموماً، كان لهذه الإجراءات التي يكمّلها فهم كبير من قبل الشركاء التجاريين لتوقّعات واحتياجات المسافر الصيني، الدور المميّز في إبراز مكانة دبي في السوق الصينية.ولفت إلى أن السوق الروسي حافظ على المسار التصاعدي الذي كان قد بدأ العام الماضي بعد فترة طويلة من عدم الاستقرار انعكست نتائجها على السياحة بشكل ملحوظ، وبالإضافة إلى الزيادة السنوية التي بلغت 14 في المئة في أعداد الزوار ممن قضوا ليلة فندقية واحدة أو أكثر خلال عام 2016، فإن الزيادة الكبيرة، التي يسجلها السوق الروسي خلال العام الحالي هي دليل واضح على تنامي الطلب على دبي كوجهة سياحية مفضّلة وخاصة لدى العائلات والأزواج.