استوقفني خبر نشر في جريدة «الأنباء» يوم السبت 11/ 3/ 2017 فكرت فيه مليا: «عزل رئيسة كوريا الجنوبية بأمر من المحكمة بعد فضيحة فساد تتركز حول صديقتها «تشوي سون» التي يشتبه في أنها استغلت نفوذها لإجبار المجموعات الصناعية الكبرى على التبرع بنحو 70 مليون دولار لمؤسسات مشبوهة تشرف عليها، وقررت المحكمة الدستورية عزل الرئيسة لانتهاكها الدستور كونها سمحت لصديقتها «تشوي سون» بالتدخل في شؤون الدولة رغم أنها لا تشغل أي منصب رسمي». عندما قرأت هذا الخبر تذكرت مقولة الإمام محمد عبده عندما زار الغرب فقال: «رأيت إسلاماً ولم أر مسلمين». ويقصد بها أنهم يطبقون الإسلام وهم ليسوا بمسلمين، وتاريخنا الإسلامي يزخر بمواقف خالدة ومشرقة يسطرها لنا المؤرخون في تطبيق القانون والمساواة والعدل بين الناس، ويحضرني موقف رائع يبين قمة العدل في الإسلام: فقد الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، رضي الله عنه، درعاً له، وذات يوم وجد الإمام علي درعه مع يهودي، فرفع أمره إلى القاضي شريح، ولم تكن مع الإمام علي بيّنة، ولم يكن معه شاهد إلا ابنه الحسن. قال القاضي شريح: أنا أعلم أنك صادق يا أمير المؤمنين، ولكن لا بينة عندك، ولا تصلح شهادة ابنك لك، وعلى هذا الأساس حكم القاضي شريح لليهودي بالدرع، فامتثل أمير المؤمنين الإمام علي للحكم وكان راضياً به، ولما أراد الإمام علي الخروج، قال اليهودي: أشهد أن هذا الدين دين الحق، وأن هذه الدرع درعك يا أمير المؤمنين، سقطت منك عند انصرافك من صفين، وأسلم اليهودي ونطق بالشهادتين. الله أكبر، القاضي يعلم أن أمير المؤمنين صادق في دعواه، ومع ذلك يحكم بالدرع لليهودي، إنها قمة العدالة، ومثال رائع لتطبيق القانون دون واسطة أو محاباة.
* آخر المقال: اقرأ واتعظفي العام الماضي 2016 انطلقت حملة وطنية بعنوان «ولا تسرفوا» التي تحث على الترشيد في كل شيء، فلماذا لا تقوم حملة وطنية هذا العام بعنوان: «ولا تسرقوا» للحد من الفساد المستشري في البلد؟!
مقالات - اضافات
درس من كوريا
24-03-2017