شباب يقودون التغيير
بضع كعكات «كب كيك» هنا، وبضعة مطاعم تجارية هناك، حفنة «خبيرات تجميل» هنا، وبضاعة مستوردة تباع بأسعار مضاعفة هناك، وفي محاولات ركيكة للإبداع تطبع الأسماء على أغلفة الهواتف المحمولة ممجدة ثقافة «الأنا»، تتنوع المشاريع الشبابية، ولكن السواد الأعظم منها يصب في الثقافة الاستهلاكية، وذلك غير مستغرب البتة، فنحن شعب استهلاكي حتى النخاع، يفتخر بالمفاضلة على أساس «الماركات» الأغلى سعراً ومن هو المستهلك الأكبر. لكن مهلاً! هنالك شيء رائع يحدث... حراك شبابي مميز في الكويت لم يسبق له مثيل، فبدلاً من مشاريع «الكب كيك» المكررة، بدأت مبادرات أغنى قيمة وأكثر نضجاً بالظهور، والجميل في الأمر أن الكثير منها ذو طابع ثقافي فني وإنتاجي. فمكتبة تكوين للرائعة بثينة العيسى (takweenkw@) تروي عطش الباحثين عن الأدب والمعرفة، وفيها تقام الندوات والأنشطة الثقافية، كذلك فإن «الديوان» (the_divan@) الموجود في «سرداب لاب» يدير حلقات نقاش عن كتب يكون قد اقترحها مسبقاً، بالإضافة إلى عرض الأفلام المتنوعة والعروض الموسيقية الحية لأبناء الكويت ومقيميها الموهوبين، هذه بعض الأمثلة عن الأنشطة الثقافية، وغيرها العديد والمميز كذلك. أما بالنسبة إلى الأنشطة الفنية والإنتاجية فإن مشروع «يدوي» (yadawi@) للسيدة لبنى سيف عباس يقوم بالعديد من الورش والدروس لتعلم الحرف اليدوية كـ»الديكوباتش»، وصنع المجوهرات والخط العربي والنحت، وفي هذه الأجواء الخلاقة يتعرف المتدربون على قدراتهم على العمل اليدوي واستخدام أيديهم من جديد، كذلك فإن «آرتسبيس كافيه» (artspaceq8@) يعج دائماً بالحياة والانتعاش بالألوان وفنون الرسم وسط أجواء أريحية لطيفة، يقام فيه العديد من دروس الرسم والمعارض على مدار الأسبوع، تلك هي واحات عشاق الثقافة والفنون في الكويت، حيث يتنفسون الصعداء ويفردون أجنحتهم في الأفق.وأما بالنسبة إلى المشاريع المتعلقة بالأغذية والطعام، فإن الكثير منها يشهد نقلة كبيرة في الوعي نحو تغذية صحية. فـ»كيفبوي قرابز» (caveboy_grubs@) يقوم بإعداد الوجبات الصحية والعضوية النباتية على درجة عالية من الاحترافية دون المساومة على النكهة الرائعة. أيضاً فإن «جادي مورغن» لجونا العوضي (fedbyjm@) يتخصص في الأغذية النباتية ويتميز بجودة مكوناته، بل أبدع شباب الكويت حتى في ابتكار الحلويات الصحية والخالية من السكر المكرر، ومن أمثلتها نوريشد (nourished.kw@) وقندة (qandda@).
أمثلة مميزة ورائعة، وهنالك العشرات أمثالها، كلها تشير إلى أن الكويت أرض خصبة للسياحة الثقافية في الخليج مبدئياً. قد تتطور لتصبح أكبر من ذلك بكثير في المستقبل كمصدر متجدد للدخل، وذلك بفضل جهود شبابية فردية بعيدة عن القوالب الرسمية.