إلى ترامب: الاعتذار أولاً!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
إن هذا الرئيس الأميركي يتعرض الآن، حتى قبل إتمام المئة يوم في البيت الأبيض، لحملة انتقادية لم يتعرض لها أي من الـ44 رئيساً الذين سبقوه إلى هذا الموقع، الذي هو إذا أردنا الحقيقة أهم موقع في العالم كله، ولذلك فإن أغلب الظن أنه أراد هذا الاجتماع، الذي دعيت إليه 68 دولة مسلمة، بناء على آراء بعض العقلاء من رموز إدارته، كي يظهر للأميركيين أن هذه الحملة عليه غير منصفة، وأن استجابة كل هذه الدول الإسلامية لدعوته يعني أن العالم الإسلامي معه، وأنه غير صحيح أنه غير مرغوب فيه في هذه المنطقة، التي غالبية أهلها الكاسحة من المسلمين.ولذلك فإنه لابد من إفهام ترامب أن إساءته هذه للدين الإسلامي والتجني عليه يجب ألا تمر مرور الكرام، وأنه كما "تدين تدان"، وأن من تقصد إهانة أكثر من مليار من المسلمين يجب أن يعتذر، وإلا فإن من يذهب إلى واشنطن بدون اعتذار الرئيس الأميركي المسبق سيكون قد خالف ما في ضمائر أبناء الأمة الإسلامية كلها، وسيعرّض نفسه لغضب المسلمين كلهم، وفي كل قارات الكرة الأرضية التي يتواجدون فيها.ربما من حق ترامب أن يفعل ما يشاء في الولايات المتحدة طالما أن هناك مؤسسات فاعلة وصاحبة قرار هي التي ستحاسبه، أما أن يستهدف الإسلام بهذه الطريقة الفجَّة، ويسيء إلى المسلمين كلهم فإن هذا يستدعي الاعتذار المسبق قبل الاستجابة لهذه الدعوة التي هي دعوة سياسية، وهنا فإنه لابد من التنويه بأن الشعب الأميركي شعب عظيم، وأنه صديق صدوق للمسلمين والعرب الذين كانت الدولة المغربية أول دولة في العالم بأسره اعترفت بالولايات المتحدة الأميركية.