صورة لها تاريخ : خالد بن خميس السويدي (الربّان) تولى وصية والده عام 1896م
قلنا في المقال السابق، إن فرعاً من أسرة "الربان السويدي" القطرية استقرَّ في الكويت قبل فترة حكم الشيخ مبارك الصباح، وفي عام 1913م عاد هذا الفرع، ويمثله خالد بن خميس بن خليفة الربان، إلى قطر.وبعد سنوات طويلة عاد خليفة بن خالد بن خميس الربان إلى الكويت للمطالبة بممتلكات والده، وقد استعاد جزءاً منها، خصوصاً البيت الذي كان يسكنه والده وجده في فريج الغنيم بالحي القبلي لمدينة الكويت القديمة. ويقع هذا البيت في سكة صغيرة تسكن فيها عدة عائلات كويتية معروفة، منها أسرة روضان الروضان، وأسرة الجابر، وأسرة علي الخميس المقهوي، وأسرة الجسمي، وغيرها.
وهذه المنازل قريبة جداً من براحة "السليم" و"مسجد العبدالجليل" التاريخي، الذي أزيل من مكانه لتوسعة شارع الخليج، وأعيد بناؤه في منطقة الفيحاء. وقد اجتهدتُ بالتعاون مع عدد من سكان فريج الغنيم القدماء في تحديد بيت الربان بدقة، وتوضح الصورة الجوية المنشورة اليوم هذا الموقع والجيران المحيطين حول البيت. ورغم أن خليفة بن خالد الربان قرر العودة إلى قطر والاستقرار فيها نهائياً، فإن ابنه خالد تزوج فيما بعد من كويتية، وقرر الاستقرار في الكويت إلى اليوم. وعندما سكنت أسرة يعقوب الشماس بيت الربان بصفة الإيجار في نهاية العقد الثاني أو بداية العقد الثالث من القرن العشرين، جعلت في إحدى غرف المنزل مدرسة لتعليم اللغة الإنكليزية، درس فيها عدد غير قليل من رواد هذه اللغة من الكويتيين. وقد تم تثمين البيت في نهاية الأربعينيات لورثة خالد بن خميس الربان السويدي، وتم هدم البيت وبيوت عديدة حوله؛ لإعادة تنظيم ذلك المكان من قبل الدولة. ومن المفيد أن ننشر اليوم في مقالنا وثيقة تاريخية لم تنشر من قبل، وهي إهداء من أسرة الربان الكريمة في قطر، يعود تاريخها إلى عام 1896م، عبارة عن وكالة من زوجة خميس بن خليفة بن محمد السويدي (الملقب بالربان) واسمها نورة بنت محمد بن عليان تتعلق بوصية زوجها خميس، بأن ينفق ثلث حلاله على أعمال الخيرات.وفي الوثيقة عدة إشارات مهمة تتعلق بخميس بن خليفة، أولها أنه توفي قبل ست سنوات من تاريخ الوثيقة (أي عام 1890) وأنه ترك من خلفه ولدين فقط هما محمد وخالد.كما تصف الوثيقة خالد بن خميس بأنه "ذو عفة وأمانة وديانة واقتدار للوصاية..." وشهد بذلك كل من سليمان بن ناصر الشبيلي، وسليم المنيف، وبدر بن سلمان، وعبدالعزيز بن سالم (وكيل الشيخ مبارك الصباح)، وإبراهيم بن محمد (إمام محلة الباشا)، ومختار المنطقة علي بن ناصر. هذه بعض المعلومات، التي أحببت أن أوثقها عن أسرة الربان السويدي وعلاقتها بالكويت، وأرحب بأي معلومات إضافية أو وثائق أو صور لها علاقة بالموضوع.