منذ سقوط بغداد وسيطرة إيران والموالين لها على سدة الحكم في العراق والكابوس الإيراني يلاحقنا، بل أصبح يؤرقنا في السنوات الثماني الأخيرة، وهي فترة الرئيس أوباما التي جعلتنا نضرب أخماساً بأسداس، معتقدين أن الأميركيين قد تخلوا عن حلفائهم، وعقدوا صفقة مع إيران ليمكنوها من المنطقة برمتها، وهو الأمر الذي بدأ يتلاشى منذ قدوم ترامب الذي بدأ يحول كابوسنا المخيف إلى حلم آخر جعلنا نشعر بالطمأنينة من التغير المفاجئ للسياسة الأميركية تجاه إيران وحلفائها في المنطقة.ورغم أنني كتبت منذ عامين عدة مقالات بأن ما حصل في المنطقة مجرد خطة وتبادل أدوار تم رسمها في واشنطن وتل أبيب، ولعبت أدوارها عدة دول بما فيها إيران، ومتى ما حققت أهدافها فستنتهي هذه الخطة وتعود المنطقة لسابق عهدها، إلا أن البعض اعتقد أنني أعيش وهماً أو حلماً لا يمكن أن يصبحا حقيقة يوماً ما، ولم أكن وقتها لألوم من اعتقد ذلك وهو يرى التمدد الإيراني والصمت الأميركي والغربي حياله وحيال التدخل الروسي في المنطقة، ولكني كنت واقعياً حين جزمت بأن أميركا لا تهرول عبثاً ولا يمكن لرئيس ما أن يغير من سياسة دولة بحجم أميركا ليضحي بمصالحها من أجل سواد عيون إيران أو حتى العرب، لذلك ذكرت حينئذٍ أن المستفيدين مما حصل هم أميركا والغرب وإسرائيل وإيران وبعض الأنظمة العربية التي أرغمت على الدخول في اللعبة لتتجنب كارثة الربيع العربي، وها نحن نرى اليوم نهاية تلك اللعبة القذرة التي راحت ضحيتها الشعوب العربية بين قتيل ومشرد ودمرت أوطانها.
فترامب اليوم هو المشرف على نهاية اللعبة التي أعتٍقد أنها ستنتهي بحرب إقليمية تطهيرية ستقتلع كل قاذورات تلك الخطة وأدواتها لتنظف المنطقة برمتها إلى لعبة جديدة ستجني ثمارها أميركا اقتصادياً وإسرائيل أمنياً، ليعود الاستقرار إلى المنطقة، وينتهي الكابوس الإيراني، وبذلك ستبدأ مرحلة إعمار ما دمرته تلك الحقبة، وستكون الشركات الأميركية والغربية هي المعنية بهذا الدور، وستكون قيمة الفواتير مدفوعة من أموالنا وعلى حساب مستقبل أجيالنا.يعني بالعربي المشرمح:الكابوس الإيراني الذي عشناه طوال تلك الحقبة سيتبدد خلال هذا العام، ليس لأن ترامب قدم إلى سدة الرئاسة وليس لأن أوباما تخلى عن حلفائه من أجل إيران، بل لأن مصالح أميركا والغرب كانت هكذا والمخطط له يجب أن يتم بأدوات عربية حتى تتحقق تلك المصالح التي سنراها قريباً على أرض الواقع، لذلك علينا أن نبحث عن المستفيد مما شاهدناه على أرض الواقع بعيداً عن المشاعر والأحلام والتوهمات.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: الكابوس الإيراني وترامب!
25-03-2017