خلال الربع الأول من العام الحالي، ارتفعت مشاعر الرضا لدى أكبر الشركات في آسيا لأعلى مستوى لها في نحو سنتين بفعل مؤشرات اقتصادية إيجابية من الولايات المتحدة والصين، أظهرت تحسن الطلب العالمي – بحسب دراسة لوكالة «رويترز».

وارتفع مؤشر ممارسة الأعمال في آسيا، الذي يضم حالة 96 شركة من 63 درجة في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر إلى 70 درجة في الفترة من يناير إلى مارس.

Ad

وتشير القراءة فوق 50 درجة إلى نظرة إيجابية. وخلال الربع المذكور نشرت الولايات المتحدة والصين عدداً كبيراً من المعلومات الاقتصادية المتفائلة، التي كانت أفضل كثيراً من توقعات السوق.

ويقول أستاذ الاقتصاد أنتونيو فاتاس، من كلية التجارة العالمية في سنغافورة، إن «التفاؤل حول الاقتصاد الأميركي ونقص مؤشرات حدوث أزمة مباشرة في الصين وتراجع الأنباء السيئة في أوروبا أدى إلى انحسار بعض الأخطار الفورية».

وارتفعت المشاعر الإيجابية في ماليزيا بقدر أكبر وقفز مؤشرها الفرعي 20 درجة ليصل إلى 75، وهو أعلى مستوى له في ثلاث سنوات مع إبلاغ معظم من شملتهم الدراسة عن زيادة في حجم الأعمال التجارية، وقال ثلثهم إن التوظيف ارتفع خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وارتفعت مشاعر التفاؤل أيضاً في الفلبين بنسبة بلغت 18 نقطة مع بلوغ مؤشرها الفرعي 88 درجة، مما جعلها الدولة الأكثر تفاؤلاً في آسيا.

وفي البلدان الآسيوية الأخرى المدفوعة بالتصدير، مثل تايوان وسنغافورة وتايلند، تحسنت مشاعر الشركات بصورة كبيرة فيما سجلت الصين والهند تراجعاً طفيفاً عن الربع السابق.

ويقول سانتيتارن ساثيراثاي وهو رئيس اقتصادات آسيا الناشئة في كريدي سويس في سنغافورة، «وفرت أرقام التصدير الأعلى من التوقعات راحة تامة لتلك الدول، وبقدر يفوق على الأقل الحال في الصين والهند اللتين تتوجهان بقدر أكبر نحو الأسواق المحلية».

لكن بالنسبة إلى شركات صينية مثل بيوتي أب ميتيو، فإن الشهية المحلية القوية إلى الخدمات والبضائع الجديدة تشير أيضاً إلى وضع تجاري أكثر إشراقاً وواعد بتحسن الربحية.

ويقول متحدث باسم الشركة،» إن حقيقة طلب المستهلكين الصينيين لمنتجات وخدمات محسنة في ميدان الجمال والترفيه هو الأساس وراء ثقتنا في الأعمال خلال الأشهر الستة المقبلة».

وفيما تظل الولايات المتحدة لاعباً قوياً في آسيا، فإن دول آسيا حسنت تجارتها مع الصين، التي برز حضورها المتنامي بعد انسحاب الولايات المتحدة في وقت سابق من هذه السنة من الشراكة عبر المحيط الهادئ بقرار من الرئيس دونالد ترامب.

ونتيجة للخوف من إجراءات انتقامية من جانب الصين بسبب نشر نظام صاروخي جديد إضافة إلى أزمة سياسية أفضت إلى إقالة الرئيسة بارك نغوين هيه تراجعت مشاعر الشركات في كوريا الجنوبية – وهي الأضعف بين 11 دولة شملتها الدراسة – من 32 إلى 25 درجة على المؤشر الفرعي، وكانت الأدنى في حوالي خمس سنوات، وتعتبر الصين أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية.

إفراط في التفاؤل؟

ويقول اقتصاديون، إن المستوى العالي الراهن من التفاؤل قد يكون اعتمد على أرضية غير صلبة مع توقع حدوث سلسلة من الأخطار في وقت قريب. ويقول كبير محللي آسيا في «كابيتال إيكونوميكس» مارك ويليامز، يوجد الكثير من المشاعر الإيجابية، لكن ثمة خطراً في أن الناس ببساطة يتوقعون أنباء أفضل».

وعلى الرغم من التحسن الأوسع في المشاعر في تلك المنطقة، فإن الشكوك بسياسة ترامب وسعر الدولار وزخم الطلب من الصين لا تزال تعتبر الخطر الأكبر بالنسبة الى وضع الشركات الآسيوية.