مالت المحصلة الأسبوعية لمؤشرات أسواق المال في دول مجلس التعاون الخليجي إلى اللون الأخضر خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث ربحت خمسة مؤشرات، مقابل تراجع مؤشرين فقط، هما دبي بنسبة 1.7 في المئة ومؤشر مسقط 0.6 في المئة، وعلى الطرف الآخر عادت الصدارة لمؤشر سوق الكويت «السعري»، الذي حقق نمواً استثنائياً بنسبة 3.4 في المئة مخترقاً مستوى 7 آلاف نقطة، وحل ثانياً مؤشر سوق أبوظبي، وعلى النقيض من تعاملات سوق دبي مرتفعاً 1.6 في المئة، وارتد مؤشر قطر بنسبة 0.8 في المئةن كذلك أعاد السعودي نسبة 0.6 في المئة، واستقر البحريني بعد نمو متواصل وحقق الأسبوع الماضي عُشر نقطة مئوية فقط.

Ad

«الكويتي» وقفزة مليئة بالشوك والشكوك

سجل مؤشر بورصة الكويت «السعري» نمواً كبيراً الأسبوع الماضي تقدم به الأسواق المالية الخليجية، ورغم أنه جاء من خلال جلسات الأسبوع الخمس، لكن ما حصل خلال جلسة الأربعاء نغّص على متعامليه فرحتهم باختراق مستوى نفسي مهم وهو 7 آلاف نقطة، الذي جاء بدعم سهمين فقط بقيمة لم تتجاوز 500 دينار، مما أثار الشكوك حول قوة وصحة معادلة المؤشر من جديد وسهولة توجيهه إلى الاتجاه، الذي يريده المتداول وبأقل سيولة ممكنة، وانتهى السعري على مستوى الأسبوع بمكاسب كبيرة بنسبة 3.4 في المئة تعادل 232.75 نقطة ليتربع فوق مستوى 7043.46 نقطة، وحقق الوزني مكاسب كذلك، لكنها أقل كانت نصف نقطة مئوية تساوي 2.29 نقطة، ليقفل على مستوى 424.56 نقطة، وحقق «كويت 15» نمواً قريباً من سابقه وبنسبة 0.6 في المئة هي 6.03 نقاط ليقفل على مستوى 963.15 نقطة.

وشهدت حركة التداولات استقراراً جيداً مال قليلاً إلى التراجع حيث انخفضت السيولة بنسبة 3 في المئة تقريباً، مقارنة مع الأسبوع الأسبق وتراجع عدد الأسهم المتداولة بنسبة قريبة كذلك، وانخفض عدد الصفقات بنسبة 8 في المئة، وكان النمو الهادئ قد انطلق منذ بداية الأسبوع وبمكاسب واضحة ومنطقية، لكن ما عكر صفوها وأثار حفيظة متعاملي السوق قفزة جلسة الأربعاء، التي كانت مدعومة بسهمي استهلاكية واياس، اللذين حققا نمواً بنسب عالية جداً بسبب عدم تداولهما خلال الفترات السابقة، مما وسع حدود التذبذب لهما.

ويبقى هذا الأسبوع هو الفصل حيث نهاية فترة السماح لإعلانات البيانات المالية لعام 2016، وبانتهاء الفترة سيوقف السهم غير المعلن، كذلك هناك اجتماع مصدري النفط من داخل «أوبك» وخارجها لخفض الإنتاج والعودة بالأسعار إلى مستويات بداية العام، مما سيشكل عاملاً مهماً لاتجاه أسواق المنطقة.

أبوظبي ودبي في اتجاهين متضادين

تباين أداء سوقي الإمارات الرئيسيين الأسبوع الماضي وبشدة، حيث حقق أبوظبي ثاني أفضل أداء خليجياً بعد مؤشر بورصة الكويت «السعري» بينما كان دبي الأسوأ وبضغط مشترك من تراجع مؤشرات الأسواق المالية العالمية بقيادة مؤشرات الولايات المتحدة الأميركية حيث سجل «داو جونز» أكبر تراجع له منذ تاريخ 30 نوفمبر الماضي على خلفية شكوك في خفض الضريبة على الشركات الأميركية، الذي صرح به الرئيس الأميركي دونالد ترامب سابقاً، كذلك زيادة كبيرة في مخزونات النفط الأميركية أدت إلى خسائر جديدة على أسعار النفط خلال ثلاث جلسات متتالية، ليقترب «برنت» من كسر مستوى 50 دولاراً، وهو الحاجز النفسي المهم للسلعة الاستراتيجية الأولى عالمياً.

وخسر «دبي» بنهاية الأسبوع كمحصلة 1.7 في المئة تعادل حوالي 60 نقطة ليقفل على مستوى 3461.43 نقطة، مواصلاً سلسلة تراجعاته التي بدأها بنهاية شهر فبراير الماضي، بينما في المقابل ودون محفزات واضحة سجل سوق أبوظبي نمواً كبيراً بنسبة 1.6 في المئة تعادل 70.35 نقطة، وسط عمليات نمو لبعض الأسهم المالية ليقفل على مستوى 4495.28 نقطة في انتظار أسبوع مهم للغاية يترقب نتائج اجتماعات «أوبك» ومصدري النفط واتجاه أسعار النفط عالمياً.

الدوحة والرياض ومكاسب محدودة

استطاع مؤشرا سوقي الدوحة والرياض من استعادة بعض النقاط التي فقداها خلال الأسابيع الماضية ووقف الهدر الكبير على مستوى مؤشريهما الرئيسيين، وصمد مؤشر الدوحة حول مستوى 10400 نقطة واستطاع أن يجمع 84.21 نقطة الأسبوع الماضي رغم هزة الأسواق وخسارتها نتيجة تراجع الأسواق العالمية بمنتصف الأسبوع، لكنه ربح بنهاية المطاف، وحقق أداء متوازناً انتهى به إلى إضافة نسبة 0.8 في المئة ليقفل على مستوى 10445.24 نقطة.

وكان الأمر مشابهاً في مؤشر «تاسي» السعودي، الذي أدركت جلسته الأخيرة المكاسب الأسبوعية بعد أن بلغها وهو بحالة تعادل تقريباً جراء بداية جيدة ثم خسائر منتصف الأسبوع، وجل أنظاره متجهة إلى أسعار النفط التي تتحرك بغير صالحه، لكن بخسائر هامشية في معظمها، لكنها تشكل محصلة حمراء بنهاية المطاف، مما يشكل ضغطاً كبيراً ليس فقط على الأسواق المالية في المنطقةن بل على اقتصاداتها بشكل عام، وربح مؤشر «تاسي» 0.6 في المئة تساوي 43.68 نقطة ليقفل على مستوى 6878.68 نقطة.

المنامة ومسقط وتغيرات محدودة

تراجعت إيجابية مؤشر سوق المنامة، الذي كان الأفضل خلال شهر مضى بين مؤشرات الأسواق في دول مجلس التعاون الخليجي، واستقر على مكاسب محدودة جداً بنهاية الأسبوع الماضي، لم تتجاوز عُشر نقطة مئوية هي 0.92 نقطة، ليقفل على مستوى 1375.55 نقطة.

وفي المقابل، استمرت الخسائر في سوق مسقط الذي يعاني ضغطاً أكبر كلما انخفضت أسعار النفط أكثر، خصوصاً أن «برنت» على مشارف كسر مستوى 50 دولاراً مما يشكل تهديداً حقيقياً لاقتصادات المنطقة، خصوصاً ذات أسعار التعادل العالية في موازناتها، رغم محاولة إعادة هيكلتها خلال السنتين الماضيتين، وخسر مؤشر سوق مسقط نسبة 0.6 في المئة تساوي 33.25 نقطة، ليقفل على مستوى 5635.08 نقطة.