الخلل في التعليم
نحن نعاني هُوَة ثقافية، فالمال وحده لا يكفي لبناء الإنسان المتحضر والمتعلم.وأعتقد أن التعليم عندنا يحتاجُ إلى َنسف، حتى الاستعانة بمدرسين ومدرسات من الدول العربية لم يعد على المستوى المطلوب، لننظر كيف صار التعليم في مصر (أُم الدنيا) التي أنجبت أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وطه حسين والعقاد وغيرهم الكثير، صار بعض التلاميذ والتلميذات يكتبون بالعامية، وأما عن ثقافتهم العامة فهي كارثة.عندنا أيضاً انقلبت اللغة العربية عند الكثير من الطلاب والطالبات إلى العامية، فتجد من يكتب "راح أبوي يصلي المقرب في المسيد!!"، أيّ ذهب أبي ليصلي صلاة المغرب في المسجد، أو "دياي" أي دجاج، أو "امحمد"، أي محمد!!
لقد أصبحنا في وضع يرثى له، فصرنا نعاني ضعفاً في مستوى المعلم فضلا عن ضحالة المناهج، والمطلوب تأهيلٌ جاد لمن سيقومون بمهمة التدريس، ولا نستطيعُ ذلك بدون الانفتاح على الثقافات والإيمان بضرورة العلم الحديث.تخيلوا لو أن هذه الأجيال تتلقى تعلم اللغة الإنكليزية منذ مرحلة الروضة، وعلى يد متحدثيها من بريطانيا وأميركا وأستراليا وكندا، أو أي مدرس أو مدرسة يتقن هذه اللغة، فاللغة الإنكليزية مفهومة في كل مكان تقريباً، وهي لغة العلم والمعرفة بلا منازع. تخيلوا لو أن هذه الأجيال تقرأ للعقاد وطه حسين بدون صعوبة وتفهم ما تقرأه.إغلاق العقول يؤدي لزوال الأُمم وللدمار خنق أحلام الشباب يؤدي للإحباط والانهيارفساد ونفاق المتخلفين واضحٌ كشمسِ النهارحمانا الله منهم ومن هذا الغبار.