كيف تُفهم مصر
![فوزية شويش السالم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1555928838345230500/1555928850000/1280x960.jpg)
القاهرة التي عرفناها على زمن الرئيس مبارك بقيت على مساحتها تقريبا طوال مدة حكمه، والقاهرة التي نراها الآن لا تنتمي بأي شكل كان لتلك، التوسع حجمه مخيف ولا يمكن تصوره، وربما المصريون أنفسهم لا يدركون حجم هذا التوسع طالما كل فئة منهم تعيش بمكانها المعتاد، ولم تحاول أن تكتشف مدى النمو بمدينتهم، ولولا فضولي وحشريتي المعرفية ومحاولتي لاكتشاف المدى الذي وصلت إليه القاهرة لما أدركت واقع و"استشراس" هذا النمو.أقول هذا الكلام وأستغرب من حالة التذمر والشكوى العامة من عدم توفر فرص العمل وضآلتها، إذن من قام ببناء هذه المدن الخيالية؟ ومن قام بمشاريع الطرق والكباري والجسور ومد شبكات الكهرباء والماء والمجاري لهذا التوسع العمراني الرهيب؟ هل هي عمالة آسيوية التي قامت بالإنجاز العملاق هذا؟ أم هي اليد العاملة المصرية؟!وإذا كانت عمالة مصرية فهل نتخيل كم مليون عامل اشتغل بها؟الناس تتذمر وتشتكي من الغلاء رغم رفع الأجور، لكن مع انخفاض قيمة الجنيه بقي الحال كما هو عليه وازدادت أسعار المستورد، ومع هذا تجد كل الأسواق والمولات والمطاعم مزدحمة وحركة البيع والشراء قوية جدا، وضع لا يمكن فهمه ولا تفسيره، إذا كان هناك فقر فكيف تكون حالة الشراء بهذه القوة؟!صحيح هناك متسولون تحت غطاء بائعين للكلينكس أو العلكة أو المصاحف، أو بجر مريض أو طفل، لكن لا أظن أن هؤلاء سيختفون حتى لو توفرت لهم فرص العمل، وهو ما حصل حين بُنيت لهم مدينة أو سكن "الأسمرات" لسكان العشوائيات الذين رفضوا سكناً يبعدهم عن مناطق أعمالهم، بالرغم من أنها مساكن جيدة للعيش الإنساني بدلا من تلك المباني المهددة بالسقوط.بصراحة لم أفهم هذه الحالة لكن قيل لي إنه كان على الرئيس أن يعمل على توفير عمل وتأهيل اجتماعي بالتعليم والصحة قبل توفير السكن الجيد.وسؤالي هل بالإمكان توفير التأهيل الاجتماعي بظرف سنتين، هما عمر حكم السيسي؟هذا التأهيل حتى لو تم فلن تحصد نتائجه قبل مرور 10 سنوات، وهي أقل ما يمكن لنضج جيل يتم تحوله إلى واقع مغاير.