مسرحيون يتمنون عودة المسرح الكويتي إلى قيم الماضي
في يومه العالمي يطالبون بمزيد من رعاية الدولة لـ «أبو الفنون» مادياً وإنشائياً
أجمع عدد من الفنانين المسرحيين على أن المسرح الكويتي محتاج إلى وقفة لمراجعة مواقفه والتخلص من سلبياته، لكي يعود إلى رونقه وألقه قبل 50 سنة.
عبر فنانون مسرحيون كويتيون في يوم المسرح العالمي عن أملهم أن يستعيد المسرح الكويتي عافيته ويسترد رونقه وألقه الذي كان عليه قبل نصف قرن من الزمان، وأن يتخلص من بعض السلبيات التي اقتحمته بفعل الانانية والبحث عن المصالح الذاتية الضيقة، وأن تستعيد الدولة دورها في تدعيم عروضه وبنيته الاساسية بإنشاء مسرح في كل محافظة على الأقل. وقال الفنان الكبير جاسم النبهان: "كنّا نحتفل بيوم المسرح العالمي قبل ٥٠ سنة ونحن على المسرح، وكانت تتنافس الفرق الأربع التي أسستها الدولة لتقديم أفضل ما لديها من اعمال لإسعاد الجماهير التي كان لها دور كبير من خلال حضورها الكثيف في الارتقاء بالفن والحركة المسرحية بشكل عام". وأضاف النبهان: "أما الآن فيهل علينا يوم المسرح العالمي ونحن نعاني تراجع المسرح لطغيان المصالح الخاصة على القيم والاهداف النبيلة لأبي الفنون، فبرغم زيادة عدد الفرق قل المردود والقيمة".
وتمنى النبهان ان "يعود المسرح الكويتي الذي بني على اكتاف قمم في التمثيل الإخراج والتأليف كان لهم دور كبير في بناء الوعي المجتمعي من خلال طرحهم للقضايا العامة التي كانت تشغل الناس سواء كانت محلية أو عربية إلى ما كان عليه قبل نصف قرن، وأن يعود الموسمان الصيفي والشتوي للمسرح من خلال الفرق التي أسستها الدولة، ونتخلص من الانانية، لأن ما جعل المسرح الكويتي منارة هو تجمع النجوم في اعمال قيمة قدمت في سنوات التأليف والحضور والتوهج فأصبحت اليوم من تراث المسرح الكويتي".وقدمت الكاتبة المسرحية الكبيرة عواطف البدر، التي حققت للكويت مكانة مرموقة في مسرح الطفل لأنها أول من حصد للكويت جائزة عن مسرح الطفل في مهرجان الفاتح بليبيا في بداية السبعينيات، التهنئة للاسرة المسرحية بمناسبة اليوم العالمي للمسرح. وقالت البدر: "أتمنى ان يكون العام المقبل لمسرحنا أفضل من الاعوام السابقة"، لأن المسرح شرط من شروط قيام المجتمعات السوية التي تتطلع إلى الغد بكل حب ونقاء وصفاء، وهو ضرورة لازدهارها". وتمنت البدر ان تكتمل البنية الاساسية للمسارح في الدولة، لأن المسرح هو أساس الفن الرفيع والجامع لكل الفنون لأنه يبحث عن الحقيقي والجميل في الحياة، وهو حياة فيها من الصخب والتعب والفرح والدموع ما يكفي ليكون العالم أجمل.وقال المخرج المسرحي والاستاذ في معهد الفنون المسرحية د.مبارك المزعل: "إن كل عمل مسرحي هو جزء من أحلامنا ومعاناتنا الشخصية، ومن خلاله نحاول خلق عوالم جديده نتمناها تحول القبح الى جمال والحرب الى وئام، لأنه حركة فنية متكاملة تنظر في زوايا واقعنا بإيقاع عقلاني يخاطب العقل والروح".وشدد المزعل على أن الوضع المسرحي في الكويت محتاج الى زيادة اللحمة بين عناصره، وأن يتجاوز الجميع ذاتيتهم وينظروا الى المصلحة العامة حتى تلتئم الجراح ويعود الجسد المسرحي الى لياقته النفسية والاجتماعية والجمالية التي كان عليها.وقدم المزعل التهنئة الى كل الاسرة المسرحية في الكويت والعالم والى تلاميذه في المعهد، متمنيا ان يكون نتاجهم في الاعوام المقبل افضل وحضورهم على خشبة المسرح اروع. وشدد الفنان بدر محارب على أن الاحتفال بيوم المسرح العالمي هو تأكيد لرسوخ مكانته التي تجاوزت آلاف السنين، فهو انجاز بشري نجح في مزج القديم والجديد من التراث الانساني وجمع بين القيمة الانسانية والاخلاقية والتواصل مع الجمهور بتفاعل ثقافي حقيقي ساهم بشكل دائم في رسم ملامح الغد لقدرته على وضع يده على القضايا الحياتية ونبضها، وأن ينقل لنا هذا النبض على خشبته لنعيشه مرة متعددة في تلقائية مركبة. وهنأ الفنان الكبير أحمد السلمان جميع منتسبي "أبو الفنون" في الكويت والعالم بيوم السرح العالمي، متمنيا ان يحمل في سنواته المقبلة كل ازدهار للحركة المسرحية الكويتية الرائدة في المنطقة.وأوضح ان المسرح نظام إنساني يضفي معنى وقيمة وحياة على الوجود نفسه، ونشأ لكي يقدم لبيئته قيما جديدة يعيش بها وعليها.
تذكار ووقفة لتقديم كشف حساب
كتب محمد جواد قائلا إن الاحتفال بيوم المسرح العالمي يجب ان يكون لما قدمته خشبات المسرح العالمية، لانه اذا سما المسرح سما المجتمع، وإن انحدر تكون الثقافة آيلة للنزول.وأضاف «المسرح هو أحد الاختراعات الإنسانية العظيمة التي لا تقل أهمية عن اكتشاف العجلة وترويض النار»، كما قال المسرحي الألماني نانكريد دورست، فالممثل يتحول إلى أمل بل منقذ يبدد الهموم، ففي الضحكة نستطيع ان نتصالح مع انفسنا والآخر، أما في التراجيديا، فإننا نبحث عن ترميم الذات والتغيير نحو الأفضل. وشدد على أنه «في المسرح تلغى الحدود وتقام الحوارات، فالممثل على الخشبة يلغي الفوارق ويتمسك بسمو الإنسان ونضاله بل تحريضه على حقوقه وتحطيم قيوده، ومن هنا نرى قوة المسرح وإمكانياته، فهو القادر على خلق الابتسامة والإثارة وذرف الدموع. وفي ظل معطيات اليوم يجب على المسرحيين التآزر كي تتعاظم صرخاتهم وليشكوا عنصر المعادلة في هذا الزمن الردئ، فهاهي شعوبنا نفتها الحروب وتفتتها الطائفية. لذا فلينصهر الجميع ببوتقة المسرح الإنسانية».وأشار إلى أن لمسرح البسام مساهمات كثيرة على مستوى المسارح المحلية والعربية والعالمية، وسليمان البسام لا يألو جهدا كي يخلد هذه المناسبة بعمل يحمل هموم بلده. فمنذ تأسيس مسرحه وعروضه مستمرة، وإلى هذا التاريخ تجده يشد أشرعته ويبحر إلى بلدان العالم المختلفة ليقدم عروضه وأحيانا يقيمها بالكويت، وهو يحمل هم المسرح وطالما ردد كلمته المأثورة «المسرح هو حياتي». واليوم رسا مركبه على الشواطئ الأميركية ليقدم الورش وكذلك محطته التي يعرض من خلالها آمال أمته وطموحاتها، ويقول لا خائفا ولا وجلا: إنني عربي مسلم جئتكم ببضاعتي فلست أنا برميل نفط ولا جملا جموحا بل أنا إنسان مثلكم، لسنا بمستودع إرهاب ولسنا بملائكة. كل عام والمسرح يخطو إلى الأمام.