لا تزال المجزرة التي أوقعت عدداً غير محدد من القتلى قد يتجاوز الـ500، في الساحل الأيمن لمدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمال العراق، تستحوذ على الاهتمام، في ظل تواصل الغموض بشأن حيثياتها. وبعد إعلان التحالف الدولي أنه قصف منطقة بطلب عراقي، حمّلت قيادة العمليات المشتركة، أمس، تنظيم داعش مسؤولية المجزرة، مشيرة إلى أن الغارة حدثت في حي الرسالة، لا في حي "الموصل الجديدة"، الذي تردد انه شهد المجزرة.
وقالت القيادة، في بيان وزعته خلية الاعلام الحربي: "نوضح أنه بتاريخ 17 مارس 2017 شرعت قطاعات جهاز مكافحة الإرهاب في اقتحام حي الرسالة، حيث فجرت عصابات داعش الإرهابية عددا من السيارات المفخخة الكبيرة مع انتحاريين لإعاقة تقدم قطعاتنا".وأشارت إلى أنه "بعد تدمير العدو، استطاعت قواتنا تطهير حي الرسالة كاملا في اليوم نفسه"، مبينة أنه تم بعد ذلك توجيه ضربة جوية من التحالف الدولي لمجموعة من الدواعش ومعداتهم بطلب من القوات العراقية".وبينت أنه "من خلال معلومات دقيقة من مواطنين ذكروا أن عصابات داعش تحتجز العوائل في بيت مفخخ وتجبرها على البقاء فيه وتستخدم مثل هذه البيوت للقناصين والانتحاريين وتفجرها عليهم عند تقدم قواتنا، تم تشكيل فريق لفحص هذا البيت، ووجد مفخخا ويحتجز فيه 25 من النساء والأطفال تم إنقاذهم جميعا وهم بسلام وأمان".أما عن حادثة الموصل الجديدة، فأكدت القيادة أنه "تم تشكيل فريق من الخبراء العسكريين من القادة الميدانيين لفحص مكان البيت الذي تناقلته وسائل الإعلام، وتبين أنه مدمر بشكل كامل، لأن جميع جدرانه مفخخة ولا توجد أي علامة على أنه تعرض الى ضربة جوية، كما وجد بجواره عجلة كبيرة مفخخة مفجورة، وتم إخلاء 61 جثة منه".وأوضحت أنه "من خلال الحديث مع شهود عيان أفادوا بأن داعش فخخ البيوت وأجبر العوائل على النزول في السراديب، واستخدم الانتحاريون هذه البيوت لإطلاق النار تجاه قواتنا الأمنية".وبينت أن "عصابات داعش مازالت إلى هذا اليوم تستخدم الصهاريج المفخخة في هذا القاطع"، داعية جميع وسائل الإعلام والشخصيات السياسية الى "توخي الدقة، وأخذ المعلومات من مصادرها الرسمية للوقوف على الحقائق".وكانت "الجريدة" في عددها الصادر في 24 الجاري قد نقلت عن مصادرها في العراق وجود 3 روايات عن الحادث، أولاها ان التحالف الدولي استهدف الموقع بغارة، والثانية أن "داعش" فخخ منازل، والثالثة انه تم استهداف صهريج مفخخ أرسله "داعش" باتجاه القوات العراقية.بدوره، قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول إن "داعش بدأ يستخدم المواطنين كدروع بشرية، ونحاول استهدافه بضربات من الرجال القناصة للقضاء عليه".وتابع: "تقدمنا يجري بدقة وحذر للمحافظة على ارواح المواطنين"، موضحا أنه يتم الاعتماد "على استخدام أسلحة متوسطة وخفيفة وبينها القناصة، لاصطياد عناصر داعش وتحييدهم عن المواطنين".وأكد أن "التنظيم الارهابي يستخدم الصهاريج المخففة (...) ويقوم بجمع المواطنين وإجبارهم ووضعهم في بيوت معينة، ثم يبدأ بتفجير هذه العجلات على هذه البيوت". وذكر أن القوات العراقية نشرت قناصة على مبان لاصطياد الجهاديين.إلى ذلك، أعلنت القوات العراقية، أمس، أنها تمكنت من استعادة السيطرة على أحياء وادي العين الجنوبي، ورجم الحديد والعروبة والمنطقة الصناعية ومعمل اسمنت بادوش.ورجح قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبدالأمير يارالله أن يكون زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي مختبئا في منطقة الجزيرة بالقرب من الحدود السورية.ودان تحالف القوى العراقية (سني)، أمس، الاستخدام المفرط للقوة في عمليات تحرير الجانب الأيمن من مدينة الموصل، داعيا إلى "تغيير قواعد الاشتباك، واستخدام الخطط العسكرية المتطورة في حرب المدن، ومهاجمة الأهداف المتحركة بدقة للحفاظ على أرواح المدنيين الأبرياء". وحمّل رئيس الحكومة حيدر العبادي وقادة التحالف الدولي "المسؤولية القانونية والأخلاقية في حماية المدنيين"، داعياً إلى "ألا يكون حسم المعركة في وقت قصير على حساب إزهاق أرواح الأبرياء وهدم منازلهم وبما يصب في مصلحة الإرهاب ومخططاته الشريرة".
دوليات
القوات العراقية تنفي صلتها بـ «مجزرة الموصل»
26-03-2017