أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية نزار العدساني ان هبوط أسعار النفط الخام شكل عائقا كبيرا أمام الاستثمار، خصوصا في مجال الصناعات الأولية، ما يؤدي إلى عدم استقرار الأسواق مستقبلا وتقلب الأسعار.وأوضح العدساني، في كلمته خلال افتتاح مؤتمر الكويت الرابع لإدارة المخاطر الشاملة امس، أن المؤتمر يمثل فرصة للمشاركة بالمعلومات حول كيفية دمج التفكير بالمخاطر داخل الشركة بشكل فعال، ما يدعم عملية اتخاذ القرار بشأن إدارة المخاطر، ويعزز درجة الإدراك فيها.
وأضاف أن المؤتمر، الذي يستمر ثلاثة أيام، يتناول المخاطر التكنولوجية المدمرة التي من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على الأعمال والاستثمارات في المستقبل، مبينا أن التكنولوجيات المدمرة يمكن أن تؤدي إلى تغيير مسار أنماط الحياة والعمل والأعمال والاقتصاد العالمي بشكل كبير.
تكنولوجيات جديدة
وذكر أن التكنولوجيات الجديدة أثرت على قطاع النفط والغاز، إذ أدت إلى انخفاض الأسعار، لاسيما مع دخول البرمجيات الذكية والتكسير الهيدروليكي في الغاز الصخري، مشيرا إلى صعوبة التخطيط مسبقا للتكنولوجيات المدمرة، فضلا عن صعوبة تحديد المخاطر.وقال إن الشركات تقوم بإنشاء خطط أعمال تتضمن توقعات لابتكارات التكنولوجيا، في حين يكمن التحدي في تقييم التأثير طويل المدى للابداعات على نماذج الأعمال الحالية أو التخطيط لكيفية التعامل مع هذه الأزمات.ولفت إلى أن إدارة المشاريع تصبح أكثر تعقيدا ومحاطة أكثر بالشكوك في البيئات المبهمة، لذلك يجب إدارة محفظة المشروع بعناية، وخصوصا بالنسبة للمشاريع المشتركة مع العديد من أصحاب المصالح.وأفاد بأن المخاطر والتحديات المستقبلية تشجع الفرص القيمة وتعزز التعاون بين الشركاء في هذا المجال، لافتا إلى وجود عاملين كبيرين يؤثران على تصميم وإدارة الإمدادات، أولهما المخاطر الناتجة عن مشاكل التنسيق بين العرض والطلب، وثانيهما المخاطر الناتجة عن اضطرابات في الأنشطة العادية.
التقدم التكنولوجي
وأكد العدساني أن قطاع الطاقة سيواصل النمو مدفوعا بزيادة مستوى المعيشة حول العالم، مبينا أن التقدم التكنولوجي أدى إلى الكشف عن موارد غير تقليدية، ما ساهم في تغيير النشاط التجاري بشكل كبير وتفاقم الاضطرابات في الأسواق.وبين أن التقدم التكنولوجي ساهم إيجابا في تحسين التعاون والتحالفات بين المنتجين لتخفيض الفائض وإعادة التوازن إلى السوق النفطي، في حين لا يزال القطاع النفطي يركز على إنتاج المواد الهيدروكربونية بأفضل السبل كفاءة وأقلها تكلفة.واضاف أن استثمارات مؤسسة البترول في برنامج إدارة المخاطر الشاملة، خلال السنوات العشر الماضية، بدأت تؤتي ثمارها من حيث تطوير المقدرات في مجالات حوكمة المخاطر وتمويل المشاريع وإدارة المحافظ وتخطيط الأداء والعمليات والعامل البشري والتكنولوجيا، وفقا للاتجاهات الاستراتيجية للمؤسسة لعام 2030.وتوقع أن يساعد برنامج إدارة المخاطر الشاملة في تحسين عملية اتخاذ القرار في جميع نشاطات القطاع النفطي، بدءا من عملية الإنتاج وصولا إلى توفير المنتجات للمستهلكين.التدفقات النقدية
وذكر العدساني أن تقييم التدفقات النقدية في نماذج المخاطر يساعد المؤسسة في تقييم المخاطر المرتبطة بالتدفقات النقدية في خطة التمويل الخمسية، لتحديد كمية التمويل اللازم للوفاء بالالتزامات المستقبلية.وزاد: "شاهدنا خلال السنوات الثلاث الماضية كيف ساهم هذا النموذج في تعزيز خطط التمويل بنسبة 40 في المئة، وساعد على تحسين الدقة عموما في مجال تقييم المخاطر، إضافة إلى حساب احتمالية المخاطر التي تتم مواجهتها على العائد على الاستثمار ما يساعد على اتخاذ القرارات الاستثمارية بشكل أفضل.ويشارك في مؤتمر الكويت الرابع لإدارة المخاطر الشاملة، الذي تنظمه مؤسسة البترول الكويتية، نخبة من المتخصصين في إدارة المخاطر من الكويت ومن شركات نفطية عالمية.