«إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلامَا»
أسئلة بريئة إلى أعضاء المجلسين: هل ضمائركم مرتاحة في ظل ما تعانيه البلاد من تراجع في الخدمات العامة؟ وهل هانت عليكم الكويت وأهلها؟ وهل نسيتم أو تناسيتم ذلك المواطن الذي أوصلكم إلى قبة البرلمان لتحملوا عنه همومه لا لتزيدوا أوضاعه سوءاً؟
لأمير الشعراء أحمد شوقي، رحمه الله، قصيدة رائعة بعنوان "إلام الخلف بينكم" تحاكي الأوضاع السائدة في مصر العزيزة في ذلك الزمان، وما تعانيه من صراع حاد بين مكونات الشعب المصري السياسية والحزبية والاجتماعية وغيرها. بعد أن قرأت تلك القصيدة الرائعة وجدت بعض أبياتها تحاكي واقعنا الحاضر في الكويت الغالية في ظل صراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وخلاف ظاهره الرحمة وباطنه فيه العذاب والدمار لهذا الوطن وأهله، صراخ وعويل، وتستمر الأوضاع تسير من سيئ إلى أسوأ، ولا نريد أن نعيد تشغيل الأسطوانة المشروخة، وقائمة طويلة من المآسي، ولندع أبيات القصيدة تعبر عن ذلك:
إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاماوَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ وَتُبدونَ العَداوَةَ وَالخِصاماتَرامَيتُم فَقالَ الناسُ قَومٌ إِلى الخِذلانِ أَمرُهُمُ تَرامىتَباغَيتُم كَأَنَّكُمُ خَلايا مِنَ السَرَطانِ لا تَجِدُ الضِماما مَلَكنا مارِنَ الدُنيا بِوَقتٍ فَلَم نُحسِن عَلى الدُنيا القِياماطَلَعنا وَهيَ مُقبِلَةٌ أُسوداً وَرُحنا وَهيَ مُدبِرَةٌ نَعاماوَلينا الأَمرَ حِزباً بَعدَ حِزبٍ فَلَم نَكُ مُصلِحينَ وَلا كِراماوَكَيفَ يَكونُ في أَيدٍ حَلالاً وَفي أُخرى مِنَ الأَيدي حَرامارحم الله أمير الشعراء، فقد عبر عن واقعنا في الكويت وكأنه يعيش معنا، وندعو الله ألا تقوم الحكومة أو بعض أعضاء مجلس الأمة بطلب وضع اسمكم في قائمة الممنوعين من دخول البلاد. أسئلة بريئة إلى أعضاء المجلسين: هل ضمائركم مرتاحة في ظل ما تعانيه البلاد من تراجع في الخدمات العامة؟ وهل هانت عليكم الكويت وأهلها؟ وهل نسيتم أو تناسيتم ذلك المواطن الذي أوصلكم إلى قبة البرلمان لتحملوا عنه همومه لا لتزيدوا أوضاعه سوءاً، بعد أن اختاركم لأنه توسم فيكم خيراً لتحقيق أحلامه وطموحاته؟ وما الذي يمنع أن تكون مستشفياتنا تحاكي فنادق السبعة نجوم؟ ولماذا لا تكون شوارعنا تنافس شوارع ألمانيا وهولندا؟ ولماذا لا تكون مناهج التعليم عندنا تحاكي مناهج التعليم في بريطانيا مثلاً؟ وغير ذلك من الخدمات العامة؟ كل تلك الأمثلة قابلة للتطبيق والتنفيذ في الكويت، متى ما صفت النوايا والإخلاص في العمل لخدمة الكويت، والكويت فقط والالتزام بالقسم.حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.