مصر : انسحاب توكيلات ملاحية يُهدد إيرادات قناة السويس
بعد أكثر من أسبوع على إعلان تحالف يضم مجموعة من الخطوط الملاحية العالمية في نشاط الحاويات، انسحابه من موانئ شرق بورسعيد إلى ميناء «بيريه» اليوناني، اندلعت مخاوف من تأثير ذلك على حركة الملاحة وحجم التجارة البحرية في قناة السويس، بما يقلص إيراداتها ويُمني الاقتصاد المصري بالخسائر.مسؤولو الخطوط الملاحية المنسحبة، برروا الخطوة بنقل نشاطهم، بسبب قرار وزير النقل المصري هشام عرفات، رقم 800 لسنة 2016 الخاص بمضاعفة رسوم «تداول الحاويات»، حيث تصل إلى 30 دولاراً للحاوية، في موانئ شرق بورسعيد، بينما لا تتعدى 18 دولاراً في ميناء بيريه اليوناني.رسمياً، أعلن رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أحمد درويش، أن الهيئة تدرس مع وزير النقل، تداعيات القرار 800، وأوضح في بيان الأسبوع الماضي، أن التعاون بين الهيئة والوزارة سيكون حول وضع محاور ترضي جميع الأطراف، للوصول إلى حلول تضمن استمرار تنافسية الموانئ المصرية عالمياً.
وأكد البيان أيضاً أن الهيئة تدرس مع وزارة النقل وضع حوافز تنافسية تناسب الأوضاع الاقتصادية العالمية مع زيادة جودة الخدمات، وهو ما بدأت الهيئة إعلانه في فبراير الماضي، في ميناء السخنة كمرحلة أولى لتقديم خدمات تموين السفن عن طريق شركات عالمية متخصصة، ثم يبدأ بعد ذلك في ميناء شرق بورسعيد، ثم بقية موانئ المنطقة الاقتصادية.إلى ذلك، انتقد خبير النقل البحري، أحمد سلطان، ما سماه بـ»سياسة الجباية» التي تنتهجها الحكومة، وقال لـ»الجريدة»: «المسؤولون تفكيرهم ينحصر في رفع أسعار الخدمات»، مشيراً إلى أن انسحاب هذه الخطوط الملاحية من مصر يصيب الاقتصاد البحري المأمول في مقتل، ويحرمه من إيرادات خدمية بالدولار، بجانب إصابة المستهدف من المناطق اللوجستية، قبل أن تبدأ بخسارة، خاصة في ظل وجود منافس قريب وهو ميناء بيريه اليوناني.في حين يرى خبير النقل البحري والموانئ، ممدوح الإمام، أن قرار الشركات سيحرم ميناء شرق بورسعيد من 700 ألف حاوية لينخفض إجمالي تداول الحاويات بنسبة تصل إلى 40 في المئة خلال 2017 مقارنة بالعام الماضي.يُذكر أن قناة السويس تعاني منذ نحو عام، بسبب تراجع إجمالي إيراداتها إلى أدنى مستوى لها، حيث حققت جملة إيرادات 4.1 مليارات دولار، بينما كانت خلال السنوات العشر السابقة عليها تحقق نحو 4.61 مليارات دولار سنوياً.وحسب بيانات ميزان المدفوعات التي أعلنها البنك المركزي في يناير الماضي، تراجعت إيرادات القناة خلال الربع الأول من العام المالي الجاري بنسبة 4.8 في المئة.