أجرى الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، لم يتمكن خلاله الطرفان من تجاوز الخلافات بين بلديهما، إلا أنهما اتفقا على مواصلة التعاون فيما بات يطلق عليه المراقبون تحالف الضرورة.وعلمت «الجريدة»، من مصدر دبلوماسي إيراني مرافق لروحاني في زيارته، أن الرئيس الإيراني أجرى مباحثات تفصيلية مع رئيس الحكومة الروسية ديميتري ميدفيديف تطرقت إلى الملف السوري.
وبحسب المصدر، طالب روحاني ميدفيديف بأن تحسم موسكو أمرها من ناحية التعامل مع المجموعات المسلحة غير السورية التي تدعمها إيران في دمشق وفي مقدمتها حزب الله والميليشيات العراقية، موضحاً أن الأميركيين يستغلون الأكراد اليوم في تقدمهم على الأرض، وعلى الروس أن يوقفوا ترددهم، ويتعاملوا مع المقاتلين الموالين لطهران. وذكر المصدر أن روحاني أبلغ المسؤول الروسي أن «تقدم القوات على الأرض في سورية لم يكن يوماً مرهوناً بالقصف الجوي، لأن الجيش السوري كان مسيطراً على الأجواء منذ بداية الحرب، بل هو مرهون بالمقاتلين على الأرض»، ناصحاً موسكو بألا «تتأثر بالأتراك أو أطراف المعارضة».وأكد المصدر أن ميدفيديف طالب مجدداً بأن تفتح إيران قواعدها العسكرية لروسيا بشكل دائم، وهذا ما استدعى تصريحاً من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد فيه أن روسيا يمكن أن تستخدم قواعد عسكرية إيرانية لتنفيذ ضربات جوية في سورية، على أن تكون كل حالة «على حدة».على مستوى آخر، قال روحاني وبوتين، في بيان مشترك، إن بلديهما يتعهدان بمواصلة جهود كبح إنتاج النفط وتحقيق الاستقرار في الأسواق.وجاءت زيارة روحاني لموسكو بعد زيارات مماثلة أجراها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للعاصمة الروسية تمحورت حول ملف الأزمة السورية.كما جاءت بعد أيام على وقوف موسكو موقفاً حيادياً خلال الأيام الأولى لهجوم المعارضة السورية على دمشق، مشترطة أن تسحب إيران ميليشياتها من الغوطة الشرقية التي انتشرت هناك كما انتشرت سابقاً في الغوطة الغربية المؤدية إلى طريق دمشق- بيروت، وهو ما حصل لاحقاً ليتدخل الطيران الروسي، ويحسم المعركة خلال ساعات.كما أتت بعد الغارة الأخيرة التي شنها الطيران الإسرائيلي على سورية، وقيام منظومة الدفاع الجوية السورية بالتصدي لها بطريقة غير مسبوقة، واتهام مصدر في وزارة الدفاع الإيرانية روسيا بتسليمها شيفرات منظومة الدفاع السورية إلى إسرائيل، مؤكداً أن بلاده قامت بتغيير الشيفرات وهذا ما أدى إلى عمل المنظومة بفعالية، علماً أنه في الأيام الأخيرة تزايدت التقارير التي تتحدث عن تخوف إيراني من أن تعقد موسكو صفقة مع واشنطن على حساب طهران في سورية.
أخبار الأولى
بوتين وروحاني يمددان لـ «تحالف الضرورة»
29-03-2017