تتنامى حالة الجدل في مصر بشأن ظاهرة "اختطاف الأطفال"، خصوصا في محافظة قنا بصعيد البلاد، التي شهدت أخيراً وقفات احتجاجية من الأهالي شملت قطع بعض الطرق، اعتراضاً على الأداء الأمني الذي اعتبروه متراخياً في البحث عن أطفال يقول ذووهم إنهم مفقودون، وطبقاً لمصادر محلية في المحافظة تم تحرير نحو ستة بلاغات تغيب لأطفال في مختلف مراحل العمر.وعلى مدار الأيام القليلة الماضية تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على هاشتاغ "معاً للقبض على خاطفي أطفال قنا"، الذي رصد عشرات من حالات اختفاء واختطاف لأطفال سُجلت في المحاضر الرسمية على أنها تغيُب، ما ضاعف من مشاعر القلق لدى سكان محافظات الصعيد.
في موازاة ذلك، ألقت قوات الأمن قبل أيام القبض على أربع سيدات في مدينة دندرة بمحافظة قنا، أثناء قيامهن بأعمال تسول باستخدام أطفال، في حين تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لكشف الغموض عن تغيب ثلاث فتيات تتراوح أعمارهن بين 17 و19 سنة، لكن مصدراً محلياً في قنا نفى في تصريح لـ"الجريدة" وجود حالات اختطاف في المحافظة، وقال: "هذا الأمر لا يحدث لدينا نظراً لمخالفته تقاليد الأسر الصعيدية".وطبقاً للمصدر المحلي ذاته، فإن هناك الكثير من وقائع لهروب أطفال من أسرهم إلى العاصمة بسبب خلافات أسرية، وأحدث واقعة لطفل من قرية صغيرة في جنوب الصعيد سرق والده وتوجه إلى القاهرة، وأعاده الأمن مجدداً.إلى ذلك، قالت أمينة الائتلاف القومي لحقوق الطفل، دعاء عباس لـ"الجريدة": "بعد ثورة يناير 2011 زادت حالات اختطاف الأطفال في الصعيد، ثم تقلصت مع عودة الاستقرار الأمني، إلى أن عادت مجدداً خلال الفترة الماضية"، مرجعة السبب إلى وجود عصابات تستغل الأطفال في أمور جنسية وفي تجارة الأعضاء، وأكدت ضرورة تعديل التشريعات التي تلزم الأجهزة الأمنية التحرك للبحث عن الأطفال المفقودين بعد 24 ساعة من الاختفاء.وتابعت عباس: رصدنا من خلال الائتلاف، مئات الحالات لأطفال فقدوا أسرهم أثناء سفرهم من محافظاتهم في الصعيد إلى القاهرة، بالإضافة إلى أطفال هاربين من قراهم، وعلى الرغم من ذلك لا توجد إحصائية رسمية، لديها رقم محدد عن حالات غياب الأطفال في الصعيد أو غيرها من المحافظات.في السياق، أشار تقرير صدر عن المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة، إلى أن عدد الأطفال في حوادث الاستغلال الجنسي في محافظات الصعيد بلغ 19 حالة، و12 حالة اختطاف خلال الفترة من يناير حتى فبراير الماضيين.
دوليات
اختطاف الأطفال يثير قلق أهالي الصعيد
29-03-2017