أعلن الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية الكويتية محمد غازي المطيري ايقاف العمل بمصفاة ميناء الشعيبة التابعة للشركة بشكل كامل اعتباراً من يوم غد الجمعة وذلك بحسب حسب قرار المجلس الأعلى للبترول.

وأضاف المطيري في كلمة خلال فعالية إيقاف عمليات الوحدات الإنتاجية في مصفاة الشعيبة أن (البترول الوطنية) أعدت دراسات فنية واقتصادية بالتعاون مع مستشارين عالميين لتطوير المصفاة وبينت جميعها صعوبة ذلك وعدم جدواه الاقتصادية نظراً لقدم وحدات الإنتاج وزيادة تكلفة التطوير إضافة إلى محدودية المساحة المتوفرة للتطوير.

Ad

وأوضح أن مصفاة الزور ستكون بديلاً عنها في انتاج المشتقات النفطية وزيت الوقود عالي الجودة وذي المحتوى الكبريتي الأقل، لافتاً إلى أنه سيتم استخدام مرافق التخزين والتصدير البحرية الخاصة بمصفاة الشعيبة من قبل مشروع الوقود البيئي.

وذكر أن مصفاة الشعيبة تعد من أهم الصروح النفطية الكويتية وجوهرة صناعة التكرير في الكويت ولديها تاريخ خالد في صناعة تكرير النفط خليجياً، مؤكداً أنها ستبقى جزءاً كبيراً ومهماً من إرث (البترول الوطنية) وستؤرخ على أنها الانطلاقة الكبيرة لـ (البترول الوطنية) الكويتية في الستينيات من هذا القرن.

وأضاف «بقدر ما يشعرنا ايقاف العمل بمصفاة ميناء الشعيبة بالحزن فإن ما يهون علينا في نفس الوقت هو مضينا قدماً في مشاريع استراتيجية عملاقة تعتبر الأكبر في تاريخ الكويت مثل مشروع الوقود البيئي ومشروع بناء مصفاة الزور».

وبيّن أن مصفاة الشعيبة منذ تدشينها في أبريل 1968 تسجل إنجازاً تلو الآخر حيث كانت أول مصفاة في العالم تستخدم الهيدروجين في جميع عملياتها كما استخدمت تقنية التكسير الهيدروجيني في عملية تحويل النفط الثقيل إلى منتجات عالية الجودة ليتم تصديرها إلى الأسواق العالمية وهو ما تحقق بعد شهر واحد من تشغيلها بتصدير أولى منتجاتها إلى اليابان.

وأضاف أن مصفاة الشعيبة طبقت أحدث أنواع التكنولوجيا المعروفة حينها مع التركيز على منتجات جديدة عالية القيمة مثل النافثا والجازولين عالي الأوكتان ووقود الطائرات كما وفرت المنتجات المطلوبة للسوق المحلية مثل الديزل والجازولين.

وأوضح أنه خلال السنوات الماضية أجريت عدة تطورات على المصفاة إذ تم رفع قدرتها التكريرية على مراحل حتى وصلت إلى 200 ألف برميل يومياً كما نالت العديد من الشهادات والجوائز العالمية المرموقة.

ولفت إلى أنها فازت بالمركز الأول لجائزة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كأفضل مصنع متميز في الكويت في أكتوبر 2013 مما يدل على تمتعها بمعايير الجودة الشاملة في القيادة والإدارة والتخطيط الاستراتيجي ونظم المعلومات.

وأضاف أنها حصدت معدل نقاط بلغ نحو 96 نقطة في المسح الميداني لتقييم المخاطر من قبل شركات التأمين العالمية رغم تقادمها لتكون أفضل منشأة نفطية في الكويت من ناحية انخفاض المخاطر التشغيلية واحتمالية وقوع الحوادث كما كانت الأولى بين المصافي الثلاث التي تنال شهادة إدارة الجودة (الآيزو) كمنشأة كاملة.

وقال إن هذه الإنجازات لم تأت من فراغ بل بجهد العاملين والتزامهم وتفانيهم وبخبراتهم الرفيعة التي نحرص على الحفاظ عليها، موضحاً أنه ستتم الاستفادة من خبرات العاملين في مصفاة الشعيبة حيث يتولون مهاماً جديدة في كل من مصافي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي والزور لتحقيق انجازات جديدة.

وأكد التزام الشركة بالحفاظ على حقوق العاملين في مصفاة الشعيبة مع انتقالهم إلى مواقع العمل الأخرى.

وأضاف «لا بد لنا من وقفة وفاء لجميع العاملين بمصفاة الشعيبة منذ نشأتها إلى الآن وندين لهم ولقيادات المصفاة السابقين والحاليين بالشكر والعرفان وكذلك نستذكر شهيدي الواجب بالمصفاة محمد الكندري وبدر الديولي اللذين ضحيا بروحيهما فداء للوطن والشركة فلنترحم عليهما وعسى الله أن يتقبلهما شهداء».

وأكد أن التحديث والتطوير والتغيير هي خيار حتمي يجب مواكبته ليتماشى مع التسارع في مجال الصناعة النفطية وحتى لا نفقد الفرص المتاحة.

وقال إن موقع مصفاة الشعيبة سيبقى دائماً «في قلوبنا لاسيما وأن جزءاً مهماً من مرافقها سيستمر في خدمة المصافي الأخرى وأنا على ثقة بأن ما تميز به العاملون فيها من تفان وإخلاص وكفاءة سيستمر في بقية مرافق الشركة».

وذكر أنه لا تخفى على أحد المنافسة الشديدة والتحديات التي تواجه صناعة تكرير النفط في جميع أنحاء العالم مما دفع الجميع إلى اتخاذ إجراءات موسعة لترشيد المصروفات التشغيلية وتعزيز الكفاءة لزيادة القدرة التنافسية.

وأوضح في هذا السياق أنه كان على الكويت أن تؤمن موقعاً قوياً لها في الأسواق العالمية عبر إنتاج منتجات عالية الجودة تلبي الشروط العالمية الجديدة مثل (يورو-4) وتحقيق القيمة المضافة للموارد الهيدروكربونية الكويتية وهو ما نصبو إليه من خلال مشروعي الوقود البيئي ومصفاة الزور.

يذكر أن فعالية ايقاف عمليات الوحدات الإنتاجية في (مصفاة الشعيبة) تحت رعاية وزير النفط ووزير الكهرباء والماء عصام المرزوق وبحضور لفيف من القيادات والعاملين بالقطاع النفطي.