قال وزير النفط وزير الكهرباء والماء عصام المرزوق إن إغلاق مصفاة الشعيبة يأتي بعد 50 عاما من العمل ضمن مصافي شركة البترول الوطنية، مشيرا إلى أن هذا القرار ليس فجائيا أو عشوائيا، بل جاء نتيجة دراسات مستفيضة من شركات استشارية عالمية أثبتت أنه لا مجال للاستمرار في تشغيل المصفاة.وأضاف المرزوق، في تصريح صحافي على هامش احتفال شركة البترول الوطنية بإغلاق المصفاة، أن قرار الإغلاق اقتصادي بالدرجة الاولى، موضحا ان المصفاة سيتم استخدامها وبعض منشآتها لتخزين منتجات مشروع الوقود البيئي، إضافة إلى استخدام المرفأ لتصدير منتجات الشركة من خلاله.
وذكر أنه سيتم تعويض جزء من منتجات مصفاة الشعيبة كمنتج البنزين عبر الاستيراد من الخارج، مبينا أن الكويت سترفع الطاقة التكريرية لمصفاتي ميناءي الأحمدي وعبدالله لتغطية احتياجات السوق المحلي، وسيكون حجم الاستيراد نحو نصف الطاقة التكريرية للمصفاة.وعن خطة الكويت للتعامل مع خروج 150 ألف برميل يوميا، قال المرزوق إن الدولة استعدت لتلك اللحظة منذ أكثر من سنة لتصريف النفط، وذلك عبر إبرام عقود تم توقيعها لتصريف تلك الكميات.
مصفاة الدقم
وكشف أن الكويت ستوقع عقود مصفاة «الدقم» في سلطنة عمان 10 أبريل المقبل بطاقة تكريرية 200 ألف برميل يوميا، موضحا أن مصفاة فيتنام سيتم تشغيلها في مايو المقبل.وأشار إلى أن نسبة التقدم في مشروع الوقود البيئي بلغت 84 في المئة بنهاية مارس الجاري، وبلغ حجم المبلغ المصروف على المشروع 2.8 مليار دينار، في حين يبلغ المتوقع صرفه خلال الفترة المتبقية من العام الحالي 1.2 مليار دينار، ليصل الإجمالي إلى 4 مليارات دينار.وبيّن أنه تم تشغيل الشبكة الكهربائية بالكامل لمشروع الوقود البيئي بالتعاون مع وزارة الكهرباء، لافتا إلى أنه يتم في الوقت الحالي وضع اللمسات الأخيرة لمراحل تشغيل المشروع.وفيما يتعلق بالتمويل الخارجي للمشروع، قال المرزوق ان الشركة في المراحل الأخيرة لتوقيع العقد في حدود 2 مليار دينار.اتفاق «أوبك»
وعن اتفاق خفض الانتاج الذي تلتزم به «أوبك»، أوضح أن الكويت، بالتعاون مع لجنة مراقبة إنتاج النفط في المنظمة، تدرس حاليا تمديد الاتفاق خلال الشهر المقبل للخروج بتوصية في هذا الشأن، مؤكدا أنها تدعم اتفاقية تمديد الخفض.وأكد أن اللجنة تعمل على مراقبة خفض الإنتاج، وليس من شأنها دراسة تمديد الاتفاقية، لأن ذلك يخص المؤتمر الوزاري في 26 مايو المقبل، موضحا أنه يتم التنسيق حاليا بين الدول الـ24 لإصدار التوصية.وكشف المرزوق ان الكويت ستتوقف عن استيراد الغازولين مع تشغيل مصفاة الزور، موضحا انه «بدأ حياته العملية في مصفاة الشعيبة عام 1982، وتعتبر المدرسة الأولى التي تعلمنا منها».الاستهلاك المحلي
ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية محمد المطيري ان مصفاة الاحمدي تغطي حاجة الاستهلاك المحلي من الغازولين، مشيرا الى ان استيراد الجازولين سيكون في فترات صيانة المصفاة.وأضاف المطيري، في تصريح على هامش الحفل، أن هناك وحدتين في مصفاة الاحمدي لإنتاج الجازولين، إضافة الى وحدة اخرى تنتج مركباته، مؤكدا ان مصفاة الاحمدي تغطي الاستهلاك.وأوضح أن إيقاف مصفاة الشعيبة سيتم بشكل تدريجي نظرا لوجود كميات من المنتجات البترولية في الخزانات، مشيرا إلى أن طاقة الشركة التكريرية بعد اغلاق «الشعيبة» 746 الف برميل يوميا، وأن مصافي الشركة تعمل وفق الطاقة التكريرية الامثل حسب اقتصاديات السوق.وأوضح أن الطاقة التكريرية ستصل بعد تشغيل مشروع الوقود البيئي الى 801 الف برميل يوميا، مشيرا إلى أن ذلك التشغيل سيكون في منتصف 2018. وقال إن مصفاة الزور ستضيف 615 الف برميل يوميا لتكرير انواع معينة لانتاج زيت الوقود لاستهلاك محطات الكهرباء، لافتا إلى ان الشركة ستستورد هذا الزيت بعد تشغيل مشروع الوقود البيئي، الى حين تشغيل «الزور»، وستتراوح مدة الاستيراد بين عام وعام ونصف العام.وأكد المطيري أن استيراد زيت الوقود سيعتمد على كميات استهلاك وزارة الكهرباء والماء، لافتا الى ان الكميات ستكون 120 الف برميل في فترة الصيف.وفيما يتعلق بخصخصة المحطات، ذكر أن هناك مبادرات لإعطاء المشروع الوطني للمشروعات المتوسطة والصغيرة 5 محطات كبداية للخصخصة، ولكنها مازالت فى مرحلة الدراسات لوضع التصور النهائي.وأوضح أن هناك تصورا لإنشاء شركة تحت مظلة الصندوق لادارة المحطات، مؤكدا دعم «البترول» للتركيز على العمل الاساسي ودعم القطاع الخاص. وعن توقيع عقد القرض الخارجي لمشروع الوقود البيئى، أكد أن هناك تقدما كبيرا في هذا الشأن مع الجانب الياباني، متوقعا أن تنتهي المفاوضات الأسبوع المقبل، كما أن باقي الممولين في المفاوضات النهائية، موضحا أن الشركة لديها بدائل للاقتراض، منها المصارف المحلية ومؤسسة البترول الكويتية.جوهرة صناعة التكرير
وأوضح المطيري أن مصفاة الشعيبة تعد واحدا من أهم الصروح النفطية في الكويت، مشيرا الى انها كانت جوهرة صناعة التكرير في الكويت وانطلاقة شركة البترول الوطنية في ستينيات القرن الماضي.وأضاف أن «الشعيبة» تسجل منذ تدشينها في أبريل 1968 إنجازاً تلو الآخر، إذ إنها كانت أول مصفاة في العالم تستخدم الهيدروجين في جميع عملياتها، كما استخدمت تقنية التكسير الهيدروجيني في عملية تحويل النفط الثقيل إلى منتجات عالية الجودة ليتم تصديرها إلى الأسواق العالمية، وهو ما تحقق بعد شهر واحد من تشغيلها بتصدير أولى منتجاتها إلى اليابان.وذكر أن المصفاة مرت بمحطات عديدة يُشهد لها بالنجاح المتميز ويصعب حصرها كلها، مشيرا إلى أن أبرزها زيادة الطاقة التكريرية الى 200 ألف برميل، وإنشاء الوحدة 61 لمعالجة الغازات الحمضية الناتجة من الحقول النفطية غرب الكويت التابعة لشركة نفط الكويت، في حين كان يتم حرق الغاز قبل إنشاء هذه الوحدة، مما كان يتسبب في تلوث البيئة.وذكر أن «البترول الوطنية» قامت بعمل أكثر من دراسة فنية واقتصادية محلية، وأخرى مع مستشارين عالميين، لبحث إمكانية تطوير مصفاة الشعيبة، آخذة في الاعتبار المتطلبات البيئية للمنتجات والمواصفات المطلوبة حسب معطيات الأسواق العالمية، وقد بينت جميع الدراسات صعوبة تطوير المصفاة وعدم جدواها اقتصاديا، نظرا لقدم وحدات الإنتاج وزيادة كلفة التطوير، إضافة إلى محدودية المساحة المتوفرة للتطوير.وأوضح أنه «لا يخفى على أحد المنافسة الشديدة والتحديات التي تواجه صناعة تكرير النفط في جميع أنحاء العالم، مما دفع الجميع إلى اتخاذ إجراءات موسعة لترشيد المصروفات التشغيلية وتعزيز الكفاءة لزيادة القدرة التنافسية، وكان على الكويت أن تؤمن موقعاً قوياً لها في الأسواق العالمية عبر إنتاج منتجات عالية الجودة تلبي الشروط العالمية الجديدة».