أخبرنا عن تكريمك في «مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية».

Ad

كل فنان يسعد بالتكريم، خصوصاً إن جاء من مهرجان كبير وناجح كالأقصر، والذي يحاول إصلاح خطأ الانعزال والابتعاد عن إفريقيا منذ رحيل جمال عبد الناصر، خصوصاً أن السينما الإفريقية جيدة ومتطورة جداً ويجب الانفتاح عليها.

في تصورك، لماذا غاب الفيلم الذي يتناول قضية قومية في السنوات الأخيرة؟

أولاً، لكل فرد مُطلق الحرية في ما يعتقد وما يُقدم، والمؤكد أيضاً أن الأنظمة نجحت خلال الفترة الماضية في تغيير وإعادة تشكيل وعي الناس وأصبح كل منهم مشغولاً بهمه وقضيته فحسب، سواء جمهوراً أو صانعي سينما. باختصار، نجحت الأنظمة في تسطيح عقل المشاهد فراح يبحث عن كل ما هو تافه بحجة الهروب من ضغوط الحياة ومشاكلها. وللأسف، عدد محدود من الفنانين مهتم بتقديم أعمال تساهم في زيادة الوعي، ولا تنساق وراء النجاح التجاري فحسب.

«18 يوم»

ما آخر أخبار فيلم «18 يوم»؟

يحاول النظام في مصر بكل قوة محو ثورة 25 يناير وكل ما يتعلق بها من ذاكرة الناس والفن، لذا تفنّن في وضع العراقيل أمامنا. بعد تصوير الفيلم من صانعيه بشكل تطوعي وحماسي، لجأنا إلى الرقابة للموافقة على عرضه تجارياً، فدخلنا في دوامة من الروتين والبيروقراطية. أولاً، كان لا بد من وجود شركة إنتاج، فأوجدناها. ثانياً، كان لا بد من تعاقدات مع الفنانين والفنيين لتحصيل الرسم النسبي والضرائب حتى وإن كانوا متطوعين، ففعلنا ذلك. ثالثاً، كان السؤال حول تصاريح التصوير، وقيل لنا إننا صورنا العمل من دون الموافقات اللازمة. المهم أن ثمة من نجح في تشتيت جهدنا في أوراق وتصاريح، وبالطبع لكل منا أعماله ومشاريعه الخاصة، فتركنا المشروع والبحث عن عرضه التجاري، وهو الآن متوافر على «يوتيوب» لمن يريد مشاهدته.

كيف ترى محاصرة الفنانين المحسوبين على الثورة؟

أمر سيئ جداً محاسبة الإنسان على مواقفه وآرائه السياسية. أحزنني ما تعرّض له كل من بسمة وخالد أبو النجا في هذا المجال. حتى أنا أرفض مهاجمة ومحاصرة من لهم فكر مختلف ومناهض لي. يحق لكل إنسان التعبير عن رأيه من دون عقاب أو منع.

هجوم ودعم

الإنتاج المشترك، خصوصاً الأوروبي، يتعرّض للهجوم غالباً. ما السبب؟

تاريخ السينما المصرية كله أو معظمه تمويله خارجي، لكنه عربي لذا لم يتعرّض للهجوم. أما الأوروبي أو ما نسعى إليه بمفردنا، فيتعرض للهجوم في محاولة لمنعه كي لا نلجأ إلى الأوروبيين تحت مظلة الإنتاج وفقاً لشروطهم ونظرتهم إلى الفن، وهذا لن يحدث مطلقاً. في فيلم «إسكندرية كمان»، قدّم شاهين في أحد المشاهد بعد اعتصام النقابة حواراً لأحد المخرجين يقول فيه إنه ذاهب للعمل في الدراما لأن أجرها أعلى، ثم نرى رجلاً بزي عربي يجلس إلى جانب المونيتور يراقب التصوير ويتدخّل، في إشارة من المخرج إلى ما هو مقبل. والكل يعلم جيداً ما تمرّ به الدراما المصرية، وما تتعرّض له الثقافة والفن المصري عموماً من تشويه وطمس، ولكن لا أحد يفعل شيئاً.

ماذا عن الدولة ودورها؟

الدولة ضد الفن وكل ما يتعلق بالسينما، بل تروج أن الأخيرة سبب المشاكل والأزمات. من ثم كل أب عندما يرى فيديوهات تحرش يرافقها اتهام للسينما بأنها المسؤولة عن ذلك كله، بالطبع سيقاطع هو وأسرته هذه الصناعة.

عموماً، الحديث عن دعم الدولة في مصر السينما أمر يدعو إلى السخرية. كيف تُقدم دعماً، ثم تفرض عليها ضرائب ملاهٍ وقيمة مُضافة، وتغلق قصور الثقافة؟ فضلاً عن غياب دور السينما في محافظات عدة. حتى أن صالات الدرجة الثالثة اختفت وحلّت محلها سينما المراكز التجارية.

ما جديدك السينمائي في الفترة المقبلة؟

أكتب فيلماً سيُعرض في عام 2018.

«أقدم قناعاتي»

لا ينشغل يسري نصرالله بنجاح أفلامه التجاري. يقول في هذا السياق: «معياري في مشاريعي تقديم ما يشغلني أو يتوافق مع أفكاري بكل صدق وإحساس. مسألة أن يصل العمل إلى الناس أو لا تختلف من فيلم إلى آخر، فثمة أفلام نجحت في ذلك وأخرى أخفقت، وهذا شأن الفن عموماً والفنانين. المهم أن أقدّم ما أنا مقتنع به وأكون صادقاً مع نفسي قبل الجمهور».