لنكن صريحين مع أنفسنا، كلنا يعلم أن العرب والمسلمين أصبحوا من أكثر الفئات المكروهة من العالم أجمع وبكل أسف. لا ننتج شيئا، فنحن مستهلكون فحسب، ونحن- وفقاً للكثير من الدراسات الحديثة- مميزون في كوننا الأسوأ! نحتل المراكز العليا في السمنة والفساد وكل شيء سيئ، في حين يكاد وجودنا يكون معدوماً في القوائم «الجيدة» والمعنية بمقاييس الإنتاج، وبالإضافة إلى أننا دائما الأسوأ في كل شيء فإننا نفتقر أيضا إلى الكثير من أساسيات السلوك المتمدن الإنساني.نحزن كثيراً عند سماع الحوادث التي تسيء للعرب والمسلمين، كحادثة السيدة المسلمة على الشاطئ الفرنسي، وكيف أجبرت على خلع حجابها وإهانتها على الملأ، فهذا مساس بالحرية الشخصية للمعتقد واللباس، وفي الوقت نفسه لا يمانع الكثير منا– بل يشجعون- السيدة الكويتية التي منعت الرجل البوذي من التعبد على الشاطئ بأسلوب فظ وعنيف، معتقدة أنها قامت بعمل بطولي!!
تملأ المساجد أوروبا، ويصلي فيها المسلمون أينما شاؤوا، فهي بلاد احترام الحريات وتقدير الاختلاف، وفي المقابل تعد الكنائس والمعابد على الأصابع في إقليمنا، مصحوبة بالكثير من «المحذورات» وتضييق الخناق على الأقليات الدينية والعرقية، بل إرهابها وطردها من بلداننا، وللأسف تملأ أيضاً شوارع أوروبا وفنادقها لائحات للتوعية باللغة العربية للحفاظ على النظافة والتمدن والأدب العام، وعدم قتل الإوز أو «التشفيط» بالسيارات الفارهة! فقد ضاقت أوروبا ذرعا بهمجيتنا المخزية!!نحارب الإرهاب والتطرف في حين نجد مؤيدين لأيديولوجياته «منا وفينا»، فلا نهاجم «العدو» الخارجي فقط، بل نحن كخلايا السرطان، نلتهم بعضنا بعضاً!! نظرة خاطفة على وسائل التواصل الاجتماعي تفصح عن كمية عنف وعنصرية مخيفة في الإنسان العربي، فهو معتاد على القمع، ويتهجم متى ما أتيحت له فرصة للتفريغ.سرعان ما تقع على مسامعنا تلك الحقائق المريرة حتى نلجأ للتبرير بنظرية المؤامرة، وأننا مستهدفون من أعداء العروبة! قد يكون في ذلك جزء من الصحة، لا أدري! لكني أرى أن الخلل الحقيقي يكمن في سلوكياتنا اليومية وثقافتنا الجمعية، فنحن من نتآمر على أنفسنا في الواقع، فالفاشل يؤمن بنظرية المؤامرة ويتعذر بأيادٍ خفية تعرقل نجاحه، في حين يعمل الناجح وينجح حتى إن وجد من يتآمر عليه.غالبنا يفتقر للسلوك المتمدن واحترام الآخر، فهل نستغرب ظهور «الإسلاموفوبيا» و»العرب فوبيا» بعد كل ذلك؟ نحتاج أن نواجه أنفسنا بعيوبها بكل صراحة ونقوم بتعديل وضعنا قبل فوات الأوان.
مقالات - اضافات
تعديل وضع
31-03-2017