عاد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى بيروت، أمس، بعد ان ترأس الوفد اللبناني الى القمة العربية الثامنة والعشرين التي انعقدت في البحر الميت - الأردن، وألقى خلالها كلمة لبنان، وعقد سلسلة لقاءات مع قادة ورؤساء الدول العربية المشاركة.

وتساءلت مصادر متابعة، أمس: «هل يلعب الرئيس العائد دور اعادة الحوار وبناء الجسور بين الاطراف اللبنانية التي تتنازع قانون الانتخاب، مثلما دعا الى ان يلعب لبنان هذا الدور بين الدول العربية قبل ان تصبح جميعها عمولة حل يفرض عليها؟».

Ad

وقالت المصادر لـ«الجريدة»، إن عون «عائد بمعنويات عالية وسيتخذ موقفاً مهماً من شأنه أن يضع الجميع أمام مسؤولياتهم خلال الأيام القليلة المقبلة»، مضيفةً: «سيتسلح عون بالنجاح الذي لاقاه في القمة ليطرح مبادرة داخلية تتصل بالاتفاق بين المكونات السياسية حول قانون انتحابي موحد».

عون

وتوجه عون على متن الطائرة التي أقلته الى لبنان، في دردشة مع الصحافيين، بالشكر الى اللبنانيين على عاطفتهم التي اظهروها تجاه حادثة تعثره قبيل اخذ الصورة التذكارية لرؤساء الوفود في القمة العربية، واصفاً اياها بـ«الحادثة البسيطة التي لم يكن لها اي اثر جسدي او معنوي».

وأوضح رئيس الجمهورية أنه لدى وصول الخبر الى لبنان، أثار موجة من العاطفة الجياشة لدى اللبنانيين الذين عبّروا بالكتابة والشعر عن محبتهم، وتفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال: «حفظكم الله وجميع اللبنانيين، نحن ألقينا كلمة باسمهم، وأعتقد انها كانت عند حسن ظنهم، وعبّرت عن وجدان كل لبناني، وليس عن وجداني فقط، ولاقت قبولاً وردود فعل مرحّبة لدى رؤساء الوفود العربية ومواطني هذه الدول لما تضمنته».

وشدد الرئيس عون على أنه سيبقى حاملاً لقضية لبنان وقضية العرب ايضاً، «لأننا ننتمي الى الامة العربية واعضاء في جامعة الدول العربية، ونأمل ان تعود الى وحدتها وفعاليتها».

ورداً على سؤال حول تقييمه للطريقة المميزة التي تعاطى بها العرب مع لبنان خلال القمة، قال عون إن «صاحب الموقف لا يعمد الى تقييم كلمته، لذلك أترك هذا الامر لكم ولمن سمع الكلمة».

وكان عون غادر صباح أمس مقرّ إقامته في البحر الميت وتوجه إلى منطقة المغطس الأثرية الدينية، حيث تعمّد السيد المسيح في مياه نهر الأردن. وكان في استقبال عون وزيرة السياحة الأردنية لينا عناب والسفير الأردني لدى لبنان نبيل مصاروة والمدير العام المساعد لهيئة موقع المغطس المهندس رستم ماكجيان الذي قدّم إلى عون والوفد المرافق شرحاً مستفيضاً عن الموقع وقيمته الروحية والأثرية والدينية والذي تكرّس معلماً دينياً وسياحياً، وقد زاره ثلاثة بابوات هم: القديس البابا يوحنا بولس الثاني والبابا بنديكتوس الـ16 والبابا فرنسيس.

وعرض ماكجيان لما يتميّز به هذا الموقع الذي يمرّ فيه نهر الأردن، ثم جال عون في أرجائه ودون في سجله الذهبي العبارة الآتية: «منذ ألفي عام وطئت أقدام السيد المسيح هذه الأرض وفيها تعمّد، إشارة إلى بدء رسالته التي حملت معاهدة المحبّة بين البشر والتي تؤشّر إلى السلام الدائم بينهم».

في الشق الآخر من الزيارة أطفأ رئيس الحكومة سعد الحريري ظمأ من يروجون لغضب سعودي عليه بعد مغادرته القمة الى السعودية برفقة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، على طائرته الخاصة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية، مساء أمس الأول، أن «ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز اجتمع في مكتبه بالرياض اليوم (أمس الاول) مع الرئيس الحريري. وتم خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط».

إلى ذلك، أكّد وزير المال علي خليل، في مؤتمر صحافي عن مشروع الموازنة، أمس، أنّ «سلسلة الرتب والرواتب بنفقاتها ووارداتها ستدخل ضمن الموازنة فور إقرارها، ونحن حضّرنا أنفسنا على هذا الأساس».

وقال خليل: «طبّقنا أحكام اتفاقيات الهبات والقروض الخارجية وإخضاعها للرقابة وفق الأصول، ونخصص في هذه الموازنة 200 مليار ليرة لدعم فوائد القروض الاستثمارية ووضعنا بندا يحدد سقف الاعتمادات المخصصة لعجز كهرباء لبنان».

وأكّد أنّ «الموازنة تستند إلى تحسين الجباية وإيجاد مكامن ضريبية أخرى، وليس تحميل الناس أعباء ضريبية».