بريطانيا تنفي التهديد بوقف التعاون الأمني مع أوروبا

• هولاند يرفض الاتفاقات الثنائية قبل المفاوضات
• ستورغن: لا يمكن لماي أن تنصحنا بعكس ما تفعل

نشر في 31-03-2017
آخر تحديث 31-03-2017 | 00:02
وزير شؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيس
وزير شؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيس
نفت الحكومة البريطانية أمس تهديدها بوقف التعاون الأمني والاستخباراتي مع الاتحاد الأوروبي، إذا لم تنجح مفاوضات الانسحاب بينهما في التوصل إلى اتفاق شامل.

وقال وزير شؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيس في تصريح صحافي، إن ما تضمنته رسالة رئيسة الوزراء تريزا ماي إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك من أن "التعاون في مجال مكافحة الإرهاب سيضعف إذا ما غادرت بريطانيا الاتحاد من دون التوصل إلى اتفاق يعد حقيقة وليس تهديداً".

وأضاف أن "هذا ليس تهديدا بل هو تأكيد لحقيقة أن الوضع لن يكون في صالحنا جميعا إذا لم نتوصل إلى اتفاق"، معتبراً أن "هذه وجهة نظر منطقية يجب إيضاحها وليست تهديدا ضد أوروبا بأي شكل من الأشكال".

وأوضح ديفيس أن المفاوضات ستشمل مجالات التعاون الأمني والقضائي، لتعويض الإجراءات الحالية المعتمدة لتبادل المعلومات وأوامر الاعتقال والتعاون عبر الشرطة الأوروبية (يوروبول) وغيرها.

وذكر أنه "علينا تعويض كل هذه الإجراءات بأخرى جديدة"، عازيا ذلك إلى انتفاء الإجراءات الحالية مع خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي" قائلا إن "المفاوضات هي التي ستحدد سبل التعاون المستقبلي بين الاتحاد مع بريطانيا في هذا المجال".

ماي تطمئن

من جانبها، نشرت ماي مقالا أمس في سبع صحف أوروبية لتفسير انفصال بلادها عن الاتحاد الأوروبي، معتمدة لهجة تصالحية قبل بدء مفاوضات الخروج الشاقة.

وكتبت ماي في صحيفة "ايريش تايمز"عشية تفعيلها عملية خروج بلادها من الكتلة الأوروبية "سنواصل تأدية دورنا في ضمان بقاء اوروبا قوية ومزدهرة ورائدة في العالم".

وأضافت أن بريكست ليس محاولة "لإلحاق الضرر بالاتحاد الاوروبي أو أي من الدول الأعضاء فيه".

لكنها جددت في الوقت نفسه التحذير من أن الفشل في التوصل إلى اتفاق يمكن أن يؤثر سلباً على العلاقات الأمنية.

وقالت ان "أمر إقامة حواجز تجارية غير ضرورية سيكون مخالفا لمصالحنا المشتركة".

وشددت في صحيفة "فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ" على التعاون الوثيق في شؤون السياسة الخارجية كالنزاعات في سورية وأوكرانيا".

وكتبت في المقال الذي ترجم إلى الألمانية "نعلم مدى أهمية هذه الشراكة والصداقة المستمرة بين بلدينا".

وشددت ماي أيضاً على التعاون الدولي مع ايطاليا في صحيفة "لاريبوبليكا"، وأشارت إلى نحو 600 ألف مواطن ايطالي يعيشون في بريطانيا، وثلاثة ملايين سائح بريطاني يزورون إيطاليا كل عام.

ونشر المقال أيضا في صحف "ريشبوسبوليتا" البولندية، و"ال باييس" الإسبانية، و"داغنز نايهتر" السويدية.

وفي فرنسا، ركزت ماي في صحيفة "لو باريزيان" على أهمية "التعاون الأمني الوثيق بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.

هولاند

وفي شأن متصل، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس لماي ماي ضرورة اتفاق بريطانيا على شروط انسحابها من الاتحاد الأوروبي، قبل بحث الدول الأعضاء مسائل أخرى معها على غرار الاتفاقات التجارية.

وأفاد بيان للرئاسة الفرنسية بأن هولاند ذكر ماي في اتصال هاتفي "بمبادئ التفاوض"، مشددا على ضرورة "إجرائها بأسلوب واضح وبناء لإزالة نقاط الغموض، وضمان احترام تام لمبادئ ومصالح الاتحاد الأوروبي بـ27 عضوا".

وفي الشأن الاسكتلندي، قالت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورغن، إن ماي لا يمكنها أن تسدي نصائح تخالف ما تفعله على أرض الواقع.

وانتقدت ستورغن ماي بسبب تصريحها، مؤخرا، بأن الوقت غير مناسب لإجراء استفتاء على انفصال اسكتلندا، مستغربة تناقض رئيسة الوزراء البريطانية، فهي تثني على البريكست، معتبرة إياه تمرينا في تقرير المصير، لكنها تحرم الاسكتلنديين في الوقت نفسه من ذلك الحق.

وحظيت فكرة إجراء استفتاء جديد للانفصال عن بريطانيا، بموافقة البرلمان، مؤخرا، بعدما شرعت بريطانيا في تنفيذ آلية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

واعتبرت ستورغن، في مقال نشرته بصحيفة "غارديان"، لحظة تفعيل المعاهدة 50 لانسحاب لندن من الاتحاد الأوروبي، يوما حزينا في تاريخ بريطانيا وأوروبا برمتها.

وأضافت أنها تؤمن باستقلال الدول، بما في ذلك استقلال اسكتلندا، لكنها ترى في الوقت ذاته، أهمية للعمل المشترك على اعتبار أن ثمة تحديات يصعب القيام بها، دون تكتل. ونبهت ستورغن إلى أن إغلاق الأبواب المفتوحة لأوروبا، بسبب البريكست، بعدما كان الناس يتنقلون بحرية ويعملون في الدول الأعضاء، سيكون بمنزلة صدمة كبرى.

(لندن- أ ف ب، رويترز، د ب أ، غارديان)

back to top