High Light: ليزر رياضي
عندما تقوم الحكومة بحل الاتحاد الكويتي لكرة القدم المنتخب من قبل الجمعية العمومية، وهي التي تمثل الأندية الرياضية، وهي وحدها التي تملك حق التغيير أو التجديد له، فإنها بذلك تكون قد ضربت بالديمقراطية عرض الحائط وسببت الإحباط للرياضيين؛ خصوصاً أننا نعيش اليوم حالة إيقاف رياضي من قبل المنظمات الرياضية الدولية، وهذه الحالة تمثل تحدياً كبيراً لمجلس إدارة الهيئة العامة للشباب والرياضة لرفع الإيقاف بوصفها طرفاً حكومياً تدخل في الشأن الرياضي بطريقة واضحة من خلال حل مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم واللجنة الأولمبية المنتخبين وتعيين لجان مؤقتة.وهذا السبب كفيل بإيقاف النشاط الرياضي، أضف إلى ذلك العديد من العوامل الأخرى القائمة والتي تم إيقاف نشاطنا الرياضي بسببها، والكل تابع بذهول وحسرة تلك اللحظة التاريخية التي حرمت البطل الأولمبي فهيد الديحاني صاحب الميدالية الذهبية في مسابقة "دبل تراب" ورفيقه عبدالله الطرقي صاحب الميدالية البرونزية في "السكيت" من رفع علم الكويت في أكبر محفل عالمي.ونفس الحسرة اليوم تتكرر والمشاهد الكويتي يتابع تصفيات كأس العالم، والكويت محرومة من المشاركة بها بسبب الإيقاف، والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف نخرج من هذا الإيقاف؟ وفي نظري فإن الجواب يكمن في الآتي:
أولاً: العدول عن قرار الحل وإعادة المجلس المنتخب للاتحاد واللجنة الأولمبية. ثانياً: تطبيق مرسوم قانون الضرورة 2012/26 الملغى الذي نص صراحة في المادة 5 منه على أن "تضع الهيئات الرياضية نظمها الأساسية بما يتوافق مع الميثاق الأولمبي والنظم الأساسية للاتحادات الدولية الرياضية ولوائحها، على أن تتضمن النظم تحديد مدة عضوية مجالس الإدارة لهذه الهيئات وطريقة إجراء الانتخابات لعضويتها من الجمعيات العمومية للهيئات الرياضية، ويسري هذا الحكم عند إجراء أي تعديل للنظم الأساسية، وتتولى الهيئة العامة للشباب والرياضة نشر هذا التعديل في الجريدة الرسمية كما يجب إشهاره وفقاً للمادة السابقة". وقد أشهر هذا المرسوم سابقاً، ولم يطبق ما جاء فيه؛ لأن تطبيقه يمنع بشكل قاطع التدخل الحكومي في الشأن الرياضي، وهذا على ما يبدو لا يتوافق وتوجهات الهيئة العامة للشباب والرياضة، ولذلك تم إصدار القانونين 2014/117 و2015/25، وقد تم إيقاف النشاط الرياضي للأسف بسببهم؛ وزاد الطين بلة إصدار القانون الأخير 2016/34 الذي يسمح بشكل صريح بتدخل الحكومة في الشأن الرياضي، ويتعارض بشكل مباشر مع الميثاق الأولمبي، وتم من خلاله حل الاتحاد الكويتي لكرة القدم واللجنة الأولمبية الكويتية. ختاماً: الحالة التي تعيشها الرياضة الكويتية اليوم صورة متكررة من حالات التردي في أوضاع البلد في جميع المجالات؛ حالة وصل معها المواطن الكويتي إلى حد اليأس؛ والكل تابع ما حدث من إضرار بالممتلكات العامة والخاصة جراء أمطار الخير في الأسبوع الماضي، مما أحدث حالة كشف تسلل لمنظومة الفساد، وهذا يوجب على أبناء الشعب الكويتي أن يقفوا صفاً واحداً ضد هذه المنظومة الفاسدة ويشهروا في وجهها "الكرت" الأحمر.وما حدث للاتحاد الكويتي لكرة القدم واللجنة الأولمبية هو صراع كسر عظم وتصفية حسابات، حتى لو تم على حساب مبادئ الديمقراطية واللوائح والنظم الأساسية.ودمتم بخير.