وسط اهتمام وترقب من النظام المصري، يغادر الرئيس عبدالفتاح السيسي، القاهرة اليوم، إلى العاصمة الأميركية واشنطن، لبدء زيارته المرتقبة التي تشهد لقاءه بنظيره الأميركي دونالد ترامب بالبيت الأبيض، بعد غد الاثنين، وتطمح القاهرة في أن تستغل التفاهم بين ترامب والسيسي في إعادة صياغة العلاقات مع واشنطن لجعلها أكثر حميمية واستراتيجية لطي صفحة توتر وبرود ظهَرا بوضوح بعد 30 يونيو 2013.مصدر مصري رفيع المستوى قال لـ "الجريدة" إن القمة بين ترامب والسيسي تعد بداية جديدة للعلاقات المصرية - الأميركية، في ظل التوافق الكبير بين الرئيسين، بما يعود بالإيجاب على عدد من الملفات الحيوية بالنسبة لمصر، لا سيما ما يتعلق بجهود محاربة الإرهاب، والعمل على استقرار الشرق الأوسط.
وأشار المصدر إلى أن الزيارة التي تعد الأولى لرئيس مصري منذ عام 2004، تشمل لقاء السيسي بكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، فضلا عن أعضاء بالكونغرس، كما يلتقي رئيس البنك الدولي غدا الأحد.وذهب إلى أن زيارة السيسي قد تحسم ملف تصنيف واشنطن لجماعة "الإخوان" منظمة إرهابية، إذ إن وزارة الخارجية المصرية تعتزم تقديم مستندات وملفات جديدة تتضمن معلومات عن نشاطات الجماعة الإرهابية، وأن الرئيس الأميركي سيطرح فكرة ضم مصر لتحالف أميركي يكافح الإرهاب في المنطقة العربية، لكن القاهرة ترفض فكرة إرسال قواتها خارج الحدود المصرية، الأمر الذي سيكون محور مباحثات بين الطرفين.وتعقد القمة وسط تقدير شخصي متبادل بين السيسي وترامب، الذي بدأ منذ كان الأخير مرشحا رئاسيا، إذ تقابلا على هامش قمة الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، 20 سبتمبر الماضي، وبينما قال السيسي إن ترامب سيكون "قائداً قوياً"، رد الأخير بالإشادة بالكيمياء التي شعر أنها تجمعهما.وحول أهمية الزيارة، قال خبير العلاقات الدولية، سعيد اللاوندي، لـ"الجريدة": "المرحلة المقبلة ستشهد انتعاشة في العلاقات الثنائية بسبب التوافق بين ترامب والسيسي، بعد مرحلة الجفاء التي شهدتها العلاقة في فترة رئاسة باراك أوباما الذي لم يدع السيسي لزيارة واشنطن"، متوقعا أن تتمخض الزيارة عن تدشين تنسيق على أعلى مستوى في ملف مكافحة الإرهاب، مشددا على أن العلاقات الثنائية بين القاهرة وواشنطن تدخل بهذه الزيارة مرحلة جديدة.
وفد شعبي
واستبق الرئيس وفد شعبي رسمي مصري يضم ممثلين من مختلف وسائل الإعلام وسياسيين وشخصيات عامة، إلى أميركا أمس. وصرحت أمينة شباب حزب "مستقبل وطن"، شيماء عبد الإله، بأن الوفد سيعمل على لقاء سياسيين أميركيين وشرح حقيقة الأمور في مصر، وأن دور الوفد الشعبي لن يكون التأييد فقط، بل العمل على نقل صورة عن حقيقة ما جرى في بلادها، خاصة ملف مكافحة الإرهاب الذي تعاني منه مصر.واستقبلت عضوة مجلس النواب الأميركي ليزديك تشيني، وفد الديبلوماسية الشعبية المصرية، في مقر الكونغرس، أمس، واستعرض الوفد أسباب تصنيف "الإخوان" جماعة إرهابية، وخطر أنشطة الإخوان على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وضرورة التصدي لممارساتهم الإرهابية، خاصة أن النائبة الأميركية تقدمت بطلب لإدراج الجماعة منظمة إرهابية.صندوق النقد
إلى ذلك، علمت "الجريدة" أن بعثة صندوق النقد الدولي تصل إلى مصر خلال الأيام المقبلة، لمناقشة عدد من الملفات المهمة، بما في ذلك إجراءات الحكومة لتطبيق برنامجها للإصلاح الاقتصادي، والذي وقعت بموجبه مع الصندوق على قرض بقيمة 12 مليار دولار، في نوفمبر الماضي، إذ يصل وفد تمهيدي إلى القاهرة خلال الأسبوع الجاري، على أن تصل بقية البعثة في الأسبوع المقبل.وقال مصدر حكومي إن بعثة الصندوق ستراجع الموازنة العامة وتناقش حجم العجز المتوقع فيها مع المسؤولين المصريين، خاصة أن الصندوق طالب مصر بتحجيم سياسة الاقتراض من الخارج حتى لا تتراكم الديون الخارجية، فضلا عن تمسك الصندوق بسرعة سداد الحكومة المصرية المستحقات المتأخرة للشركات الأجنبية العاملة في مصر.في السياق، قال وزير المالية المصري عمرو الجارحي إن "سعر الدولار الجمركي سينخفض إلى 16.5 جنيهاً، اعتبارا من الأحد المقبل ولمدة شهر مقارنة مع 17 جنيها حالياً"، لمواجهة ارتفاع الأسعار والتضخم.ويعاني المصريون جراء ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوياته في 30 عاما عقب تحرير سعر الصرف في نوفمبر الماضي.تيران وصنافير
قضائيا، تصدر محكمة القاهرة للأمور المستعجلة غدا، حكمها في الدعوى التي تطالب بإسقاط أسباب حكم المحكمة الإدارية العليا القاضي ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التي بموجبها تنتقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى الرياض، وتطالب الدعوى التي أقامها أحد المحامين باستمرار تنفيذ حكم الأمور المستعجلة السابق بسريان تنفيذ الاتفاقية.في المقابل، قال عضو هيئة الدفاع عن مصرية الجزيرتين، طارق نجيدة، لـ"الجريدة": "من المنتظر النطق بالحكم غدا، وقد قدمنا دفوعنا بعدم اختصاص القضاء المستعجل ولائياً بنظر القضية، لاختصاص القضاء الإداري، كما أن الحكم المطلوب عدم الاعتداد به طعن عليه أمام المحكمة الإدارية العليا وأصبح نهائيا وباتا".في غضون ذلك، تشهد الأزمة المشتعلة بين القضاة والبرلمان فصلا جديدا اليوم، إذ يعقد مجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة، اجتماعا طارئا مع رؤساء أندية مجلس الدولة بالأقاليم والمحافظات، لبحث إجراءات الرد على مساعي مجلس النواب لتمرير مشروع قانون لتعديل قانون السلطة القضائية، بما يطيح بمبدأ الأقدمية في اختيار رؤساء الهيئات.