خاص

هريدي: أي تسوية بين تركيا وإيران ستكون على حساب العرب

مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ الجريدة•: محورية مصر تمنع الولايات المتحدة من الضغط عليها

نشر في 01-04-2017
آخر تحديث 01-04-2017 | 00:04
 مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي
مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي
رأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي، أن أي تسوية لأزمات المنطقة بين تركيا وإيران ستكون بلاشك على حساب العالم العربي، وقال في حوار مع «الجريدة»، إن أميركا ليس من مصلحتها ممارسة ضغوط على مصر، بسبب الدور الأساسي والمحوري الذي تلعبه بالمنطقة، وفيما يلي نص الحوار:

* ماذا عن مدى خطورة إيران على الأمن القومي العربي؟

- لا أعتقد أن إيران تمثل تهديداً فعلياً على المنطقة، فالتهديد الأخطر هو التهديد التركي، لأن إيران على سبيل المثال ليس لها جيش نظامي يتبعها بشكل مباشر في دول عربية، والخلاف بينها وبين الإمارات على جزر (طنب الكبرى ـ طنب الصغرى ـ أبو موسى) يرجع إلى نحو 71 عاماً، أي قبل «الثورة الخمينية»، ومصر تؤيد الموقف الإماراتي في إنهاء احتلال تلك الجزر، أما تركيا فلها قوات وعناصر من الجيش في شمال سورية وشمال غرب العراق، كما حوَّلت تركيا العديد من مناطق الشرق الأوسط إلى ساحة مواجهة مع إيران، وللعلم فإن تركيا توظف دولة خليجية معروفة، ودولاً عربية أخرى، لتنفيذ مصالحها، وبمجرد حدوث توافق وتسوية للأزمات بين تركيا وإيران ستكون تلك التسويات بلاشك على حساب المصالح العربية.

* ما تقييمك لكلمة مصر في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية؟

- متسقة تماماً مع المواقف المصرية المُعلنة وغير المعلنة، فالكلمة أكدت ضرورة الاهتمام بالدولة الوطنية ودعمها خاصة في البلدان التي تشهد صراعات مثل (اليمن ـ سورية ـ ليبيا ـ العراق)، الأمر الذي لا بد أن تسير على خطاه جميع الدول العربية، فما تعلنه الإدارة المصرية في خطاباتها هو ما تبذل جهوداً من أجل تطبيقه في مباحثاتها غير المعلنة، والكلمة في عمومها شددت على ضرورة مواجهة تدخلات الدول، أيما كانت تلك الدول، في الشؤون الداخلية للدول العربية،

إلى جانب تأكيد الكلمة على دعم مصر لقرارات الشرعية الدولية، واحترامها للحل السياسي في ليبيا وسورية واليمن، وللأسف في حين تنتقد فيه دول عربية تدخلات إيران في شؤون الدول العربية، تصمت تلك الدول أمام التدخل التركي في سورية والعراق.

* كيف ترى القمة المصرية ـ الأميركية المفترض انعقادها بعد غد الاثنين؟

- من المفترض أن تُعطي تلك القمة قوة دفع للعلاقات الثنائية، فضلاً عن أنها تنهي مرحلة الفتور بين البلدين، التي استمرت نحو 15 سنة، منذ إدارة بوش الابن والرئيس السابق باراك أوباما، فزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للولايات المتحدة الأميركية، هي الأولى لرئيس مصري، منذ عام 2004، ومما لا شك فيه أن رغبة الرئيس دونالد ترامب في تشكيل «حلف عربي سني» لمواجهة إيران سيكون على رأس مباحثات الرئيسين، وما صدر عن الإدارة المصرية في هذا الشأن واضح، وهو رفض الانخراط في أي تحالفات عسكرية تأخذ الشكل الطائفي، كما ستكون القضية الفلسطينية على رأس مباحثات السيسي وترامب، ومن المؤكد مناقشة فكرة عقد مؤتمر إقليمي لمواجهة الأخطار وإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وأميركا ليس من مصلحتها ممارسة ضغوط على مصر بسبب الدور الأساسي والمحوري، الذي تلعبه القاهرة، من حيث قدرتها على إيجاد تسوية سياسية للأزمة في ليبيا وسورية واليمن.

* برأيك ماذا تستهدف أميركا من مقترح «الحلف العسكري السني»؟

- أميركا تسعى إلى توسيع المشاركة في ذلك الحلف العسكري، ليضم مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب إسهامات إسرائيل من الناحية الاستخبارية في ذلك الحلف، لمواجهة ما تعتبره واشنطن سياسات توسعية من قبل طهران، وبذلك الحلف تتأكد أميركا أن قوة العرب العسكرية موجهة نحو إيران وليس إلى إسرائيل.

back to top