أثار بيان أصدره وزير الصحة المصري أحمد عماد الدين، عن اكتشاف مصنع مصري لإنتاج ألبان الأطفال، يُنتج نحو 35 مليون علبة سنوياً، بما يزيد على ضعف احتياجات مصر من ألبان الأطفال، سخط خبراء ومراقبين، بعد أشهر من الأزمة، التي عانتها الأسر المصرية، بسبب ظاهرة اختفاء الألبان، ما اضطر القوات المسلحة إلى التدخل، لاستيراد نحو 20 مليون علبة من الخارج، رغم وجود المصنع في منطقة العاشر من رمضان التابعة لمحافظة الشرقية "شمال القاهرة".

المصنع الذي يحمل اسم "لاكتو مصر" لإنتاج الألبان، أنشيء عام 2000 في مدينة "العاشر من رمضان"، ويملك مستثمر خليجي أكثر من 80 بالمئة من أسهمه، وتم افتتاحه للإنتاج عام 2002 بإدارة ألمانية، وصدر إنتاجه إلى المملكة السعودية عام 2003.

Ad

وزير الصحة اعترف، خلال بيان أصدره الأربعاء الماضي، أن المصنع نقلة نوعية في صناعة ألبان الأطفال، نظراً إلى قدرته على تحقيق الاكتفاء الذاتي، بل والتصدير إلى الخارج، مؤكداً أن شركة "أكديما" الحكومية تسهم فيه بنسبة 3 في المئة، وأن الوزارة ستلغي جميع مناقصات ألبان الأطفال، بداية من العام المقبل، ليتم الاعتماد على إنتاج مصنع "لاكتو مصر".

وبينما يتراوح إنتاج مصر السنوي من ألبان الأطفال، بين 14 إلى 18 مليون علبة سنوياً، يُنتج المصنع المصري ضعف هذه الكمية تقريباً، استنكر المستشار الطبي لمركز "الحق في الدواء"، محمد عز العرب، تصريحات الوزير، وقال لـ"الجريدة": "للأسف حديث وزير الصحة يعني أن الوزراء في حكومة شريف إسماعيل يعملون في جزر منعزلة، فوزارة الإنتاج الحربي، في يناير الماضي، أعلنت توقيع بروتوكول تعاون بينها وشركة لاكتو مصر، لإنتاج ألبان وأغذية الأطفال، حيث تم عقد مؤتمر صحافي في مقر الوزارة، للحديث حول خطة العمل وكيفية تنفيذ بنود البروتوكول".

أما مدير "المركز المصري للحق في الدواء"، محمود فؤاد، فقال، إن "المركز سوف يقدم مذكرة لمجلس النواب ومجلس الوزراء لمحاسبة وزير الصحة، بشأن تصريحاته بشأن اكتشاف المصنع"، متسائلاً: "أين دور وزارة الصحة في الرقابة على مصانع الأدوية وفعالية المادة الفعالة في الدواء، إذا كان الوزير يجهل وجود أحد أهم المصانع المتخصصة في إنتاج الألبان في مصر".

في السياق، وصف نائب رئيس "غرفة الأدوية" في اتحادات الصناعات، أسامة رستم، تصريحات الوزير عن اكتشاف مصنع الألبان بـ"الكارثية"، قائلاً: "من غير المنطقي وجود مصنع ينتج 35 مليون عبوة سنوياً، بعد أشهر من اتجاه الدولة للاستيراد من الخارج، لتلبية احتياجات السوق المحلي، من ألبان الأطفال المدعمة، مضيفاً: "الواضح أن المصنع تمت محاربته من قبل مافيا الاستيراد، مما تسبب في قصر إنتاج المصنع على التصدير".