دائماً ما يكون للفوز ألف أب في عالم كرة القدم، بينما للخسارة أب وحيد هو المدرب الموجود على رأس الجهاز الفني، مع الاعتراف بأن ما سبق يصح في حالة تم توفير أدوات النجاح لهذا المدرب ليتسنى تحميله المسؤولية كاملة، سواء أمام الجماهير أو أمام إدارة النادي.

ولأن الأمر في القادسية لا يخفى على أحد في الموسم الحالي؛ من تذمر لاعبين وانقطاعهم عن التدريبات، وهجرة آخرين، سواء بموافقة إدارة الأصفر أو رغماً عنها؛ فإن الأمر لا ينطبق على مدرب الفريق الحالي الكرواتي داليبور، والذي يعمل في بيئة قاحلة لا زرع فيها ولا ماء، بمعنى أن الدعم المالي مقطوع في عصر فيه المال لغة العصر، كما أن الدعم المعنوي مقطوع سواء عن اللاعبين أو عن المدرب، الذي يجد نفسه في مهب الريح، مع كل خسارة للقادسية، وطوفه هبيطه جاهزة لأن تكون الضحية في أي وقت.

Ad

وعلى الرغم من ذلك، فإن داليبور يؤدي بكل اخلاص، وفي حدود امكاناته المتاحة، لاسيما أنه تحول من مدرب لياقة وبطلب من إدارة الفريق بقيادة محمد بنيان إلى الإدارة الفنية، عندما تم اللجوء اليه في الموسم الماضي، بعدما كان مساعدا لراشد بديح لانقاذ الفريق، باعتباره يحمل من شهادات التدريب ما يؤهله لقيادة فريق بحجم القادسية، ليحقق مع الفريق لقب الدوري، وتقوم إدارة النادي بتجديد عقده.

وقد تكون وجهة نظر رئيس الجهاز الإداري سعود بوحمد، ومساعده سامي بويابس صحيحة بضرورة إقالة المدرب، ومنح الشباب في القادسية طارق الخليفي وأحمد البلوشي الفرصة في قيادة الفريق، على غرار ما حصل في العربي بمنح الأخوين الشطي دفة قيادة الفريق الأخضر، لكن أمر الإقالة لا بد أن يكون من خلال قنوات شرعية لا تؤثر على مسيرة الفريق، بمعنى اللجوء في سرية لمجلس الإدارة واتخاذ قرار جماعي، ومن ثم الإعلان عنه بكامل تفاصيله.

ما يقوم به سعود بوحمد، ومساعده بويابس في الوقت الحالي، بشأن إقالة المدرب ومنح إدارة النادي حرية الاختيار، يندرج تحت بند تصريحات الاستهلاك المحلي، فكيف يعمل بوحمد مع مدير فني يتفهم عدم رغبته في وجوده، وكيف يكون إنجاز هذا المدرب في هذه الأجواء؟!

إقالة داليبور

وكان مدير جهاز الكرة قد حمل المدرب داليبور، وحكم المباراة عبدالله الجمالي مسؤولية خروج القادسية خاسرا أمام التضامن بهدف من دون رد.

وقال بوحمد إن مساعده سامي بويابس سيرفع توصية إلى إدارة النادي بشأن إقالة المدرب داليبور، مشيرا إلى أنه لا يزال عند رأيه بضرورة ابعاد داليبور عن الأصفر، متمنيا أن توافق إدارة النادي على الاقالة هذه المرة.

وكشف انه رُشح من المدرب صالح العصفور لتولي المهمة، إلا أن مجلس الإدراة رفض الأمر، وتمسك بداليبور، مضيفاً أنه لا يمانع في الوقت الحالي في اسناد مهمة الاصفر للمدرب طارق الخليفي، ومساعده أحمد البلوشي.

وانتقد بوحمد تعامل المدرب مع المباراة، لاسيما في تبديلاته بسحب بلانكو، ووضع أحمد الرياحي على مقاعد البدلاء، رغم عدم جاهزيته.

وفجر مدير جهاز الكرة في القادسية مفاجأة من العيار الثقيل بقوله إنه كان عازما على سحب الأصفر من مباراة التضامن اعتراضا على قرارات الحكم عبدالله الجمالي.