هل يشهد صيف 2017 آخر موسم للمهرجانات في لبنان؟

نورا جنبلاط تعلن برنامج «مهرجانات بيت الدين» وتدقّ ناقوس الخطر

نشر في 01-04-2017
آخر تحديث 01-04-2017 | 00:04
No Image Caption
إلى أي مدى تؤثر الأزمات الاقتصادية المتلاحقة في المهرجانات الدولية التي تقام سنوياً في موسم الصيف في لبنان وتقدم برنامجاً يغلب عليه طابع العالمية، وتهدّد استمراريتها؟ سؤال تبادر إلى الذهن وأثار المخاوف بعد المؤتمر الصحافي الذي عقدته رئيسة مهرجانات بيت الدين نورا جنبلاط، في حضور وزيري الثقافة والسياحة في لبنان، للإعلان عن برنامج 2017 الذي ينطلق في الأول من يوليو ويستمر حتى 12 أغسطس، دقت فيه ناقوس الخطر من أن يكون هذا الصيف آخر موسم للمهرجانات.
منذ 32 عاماً، انطلقت «مهرجانات بيت الدين» في لبنان حاملة رسالة تحدي الحرب والمبادرة إلى صنع لغة السلام ومواجهة لغة العنف بلغة الحياة والتعددية والتنوع. وعاماً بعد عام، اتخذت المهرجانات صفة عالمية وباتت تستقطب السياح من أقطار العالم العربي. ولكن في الوقت نفسه برزت مصاعب سياسية واقتصادية، مع ذلك استمرّت المهرجانات، إلا أن المصاعب راحت تتضاعف بسبب زيادة الضرائب المفروضة على المهرجانات حتى وصلت إلى 35 في المئة من كلفة البطاقة، بحسب ما صرحت به رئيسة مهرجانات بيت الدين نورا جنبلاط، موضحة أن «هذا أمر تعجيزي يفرض علينا، وكأن المطلوب توقف كل المهرجانات وبذلك القضاء على دور لبنان السياحي الثقافي المنفتح على ثقافات العالم».

تمنّت جنبلاط بعد هذه الصرخة التي أطلقتها ألا يكون 2017 «آخر موسم للمهرجانات التي جاءت كفعل إيمان بدور لبنان الحضاري والثقافي، وها هي تستسلم أمام أعباء مالية باهظة وانعدام الرؤية المستقبلية».

خلال المؤتمر الصحافي أعلن وزير الثقافة في لبنان غطاس خوري أن وزارة الثقافة سترمم قصر بيت الدين الذي يحتضن المهرجانات، بمعاونة وزارة السياحة التي ستتولى إنارة القصر، بالتنسيق مع المعنيين. وأكد «أن بيت الدين وكل تراث في لبنان هو في حماية القانون، ونحن جميعاً تحت سلطة القانون».

برنامج المهرجانات

تفتتح «مهرجانات بيت الدين» السبت الأول من يوليو مع عمر كمال، الصوت الجديد للعالم العربي، الآتي من مدينة نابلس. اعتنق الغناء والموسيقى متشرباً ثقافات عدة. له قدرة مميزة على التنقل بصوته الكامل من الشرقي مع كبار العالم العربي أمثال عبد الحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب وغيرهما، إلى الغربي على السواء. لقبه العالم بـ«فرانك سيناترا فلسطين» لقوة صوته وجماله. ترافقه فرقته الموسيقية Big Band والأوركسترا اللبنانية.

في 5 يوليو، رحلة موسيقية على خطى ابن بطوطة، يقدمها جوردي سافال وفرقته Hesperion XXI ، للتعرّف إلى موسيقى ثقافات المناطق من إفريقيا إلى الشرق الأقصى. يعتبر سافال اليوم أحد أهم المراجع للموسيقى في حقبة القرون الوسطى والنهضة وموسيقى الباروك، مع تركيز بشكلٍ أساسي على التراث الموسيقي الإسباني الأندلسي. في رصيده أكثر من 230 ألبوماً موسيقياً.

يشارك في هذا العمل فنانون من دول عدة على رأسهم عازفة العود والمطربة وعد بو حسون والممثل بديع أبو شقرا بدور الراوي.

في 14 و15 يوليو، تقدّم فرقة «بيجار» العالمية عرض «باليه للحياة»، وهو تحية لمصمم الرقص العالمي موريس بيجار لمناسبة مرور عشر سنوات على وفاته.

كان حلم موريس بيجار فتح عالم الباليه على أوسع شريحة من المجتمع، واستطاع خلفه المصمم جيل رومان تحقيق هذا الحلم والحفاظ على إرثه، من خلال «باليه للحياة»، عرض يمزج بين موسيقى البوب وموسيقى موزارت.

في 19 يوليو تقدم فرقة «بينك مارتيني» المؤلفة من 15 موسيقياً مزيجاً من الألحان والإيقاعات من أنحاء العالم.

في 21 يوليو، تحيي إمل مثلوثي حفلة تتضمن أغنيات مختلفة تجمع بين حضارات متنوعة. وكان ارتبط اسم هذه الفنانة التونسية وكاتبة الأغاني بالثورة التونسية بعدما أنشدت للحرية وللكرامة من خلال أغنيتها «أنا حرة وكلمتي حرة» وسط آلاف التونسيين. تغني إمل لغات عدة إلى جانب اللغة العربية، كالفرنسية والإنكليزية، وبالكردية والتركية، وتأثرت بألحان مارسيل خليفة والشيخ إمام وكلمات أحمد فؤاد نجم.

كعادته كل سنة يحيي كاظم الساهر ليلتين في 28 و 29 يوليو، وقد بات محبوه ينتظرونه في هذا الموعد للاستماع إلى أحدث أغنياته وأجملها.

في 3 و4 أغسطس، محطتان مع «السيرك السياسي»، عمل استعراضي غنائي من إنتاج لجنة مهرجانات بيت الدين، يشارك فيه أكثر من 70 فناناً ينقلون المشاهد إلى عوالم السيرك والفانتازيا لمهرجان انتخابي فريد من نوعه حيث تختلط فنون السيرك والمسرح والسحر والموسيقى والغناء مع فنون السياسة.

هذا العمل من إخراج هشام جابر، المدير العام والمخرج الفني لمترو المدينة الذي سبق أن قدم أعمالاً ناجحة على رأسها «هشك بشك» و«بار فاروق».

ختام المهرجانات في 12 أغسطس مع الفنانة ماجدة الرومي في حفلة بعنوان «لا تسأل».

معرضان

بالتوازي مع الحفلات، تنظم لجنة مهرجانات بيت الدين معرضين: الأول «كمال جنبلاط 1917 - 2017 رجل الفكر والعلم» بالتعاون مع رابطة أصدقاء كمال جنبلاط.

والثاني مجموعة سامية صعب من أزياء التراث من حقبة الإمارة اللبنانية بعنوان «همسات الزمن الجميل».

back to top