استفحل الخطر وبلغ السيل الزبى، نبهنا ككتّاب عن خطَرِهم منذ السبعينيات، ولكن لا حياة لمن تنادي، فخربوا التعليم وانتشروا في الوزارات وتقلدوا أعلى المناصب بسبب التسويات السياسية، وتراكضوا نحو البرلمان تخدمهم الديمقراطية التي لا يؤمنون بها إلا للوصولِ إلى الحُكم، كل متتبعٍ لتاريخِهم يعرف ذلك ويعرف خططهم ومناوراتهم.نعم يريدون الحكم وعندئذٍ فلتذهب الديمقراطية للجحيم، وعندئذٍ سنُساقُ كالأغنام كما حدث في أفغانستان تحتَ حُكمِ طالبان:
إنَهم ضد العلم والمنطق، إنهم آباء جهلٍ وتكفير، إنهم النفاق في أوضح صوره، قاموسهم مكونٌ من ثلاثِ كلمات"المال، السلطة، النساء"، يدَّعون التقوى وهم لا يعرفون معناها ولا روح الإيمان السمحة. لديهم تعليمات تُجيزُ لهم استخدامَ كل الوسائل الملتوية للوصولِ إلى هدَفِهم ألا وهو الحُكم إن كنتم لا تعرفون، والإنكليز أول من شجعهم بالمال عام ١٩٢٨ لتفتيت وحدة الشعب المصري، تعبنا من الرؤية الضبابية وعدم استشعار الخطر، وتعبنا ممن تركوا لهم الحبل على الغارب يعبثون كما يريدون حتى وصلوا إلى هذه الدرجة المنفرة من التسلط على المجتمع. الكويت لا تستحِقُ هذا التخبط، وإن كان في الحكومة أو البرلمان من لا يرى خطرهم لأسبابٍ معروفة فهذهِ الطامَّة الكُبرى، لقد تحمَّلَ المخلصون في هذا الوطن فوقَ ما يُحتمل من هذه الجماعة، فمن احتقارٍ لِعَلَمِ الكويت ونشيدها الوطني إلى التطاولِ على قيادتها، إلى نشرِ البغضاءِ والتفكك بين الناس، إلى الانحدارِ بالتعليم، إلى محاربة الفنون والثقافة. وها هم اليوم يرمونَ الكويت بالرماح وهي الوطن الذي احتضنهم وأغدقَ عليهم الخير والرعاية! ها هم يستعدون مرة أخرى لالتهامها!! ها هم وقد انطبقَ عليهم قول الشاعر:أُعَلِّـمُهُ الرِّمَـايةَ كُلَّ يَـومٍ فَلمَّـا اشْتَدَّ سَاعِدُه رَمانِيالمطلوب وقفة جادَّة لتحجيمهم، فلقد تمادَوا بصورة مريبة وخطيرة ستُعَرِضُ أمن الكويت لأسوأ الاحتمالات.أفيقوا قبلَ أن يجرفُنا طوفانُ الخلافة المشبوهة إلى الهاوية.
مقالات
أفيقوا قبل الطوفان
02-04-2017