اتسمت منافسات الجولة الـ18 لدوري ڤيڤا لكرة القدم بالمتعة والإثارة والندية، وظلت نتائج بعض مبارياتها معلقة حتى صافرة الحكام الأخيرة، فيما تحققت نتائج غير متوقعة عطفا على مستويات ومراكز الفرق، إلى جانب قلب النتائج من الخسارة إلى الفوز في 4 مباريات، من خلال أهداف قاتلة تم إحرازها في الدقائق الأخيرة.

وكان العربي المستفيد الأول فيما يخص الصراع على القمة بفوزه على السالمية، حيث جنبت القرعة مشاركة الكويت المتصدر في هذه الجولة، بينما خسر الوصيف وصاحب المركز الثالث النصر والقادسية أمام كاظمة والتضامن، في حين أن الصراع على النجاة من الهبوط لدوري الدرجة الأولى بات على أشده، وإن كانت المؤشرات تؤكد أن برقان "هبط إكلينيكيا"، حيث إن الفارق بينه وبين صاحب المركز قبل الأخير خيطان 14 نقطة، وبذلك يحتاج للفوز في الجولات الـ11 المقبلة، مع خسارة 6 فرق عددا كبيرا من المباريات!

Ad

وشهدت هذه الجولة نتيجة تاريخية، تتمثل في فوز التضامن على القادسية 1-صفر، وهو الفوز الأول له في الدوري منذ 12 يناير 2000، بينما فوزه الأخير كان في كأس سمو الأمير بالموسم الرياضي 2005-2006 بركلات الترجيح.

القادسية «يترنح»

ومن المؤكد أن خسارة القادسية على يد التضامن كشفت العديد من الأحداث التي يمر بها الأصفر، والتي تتمثل في القرارات المتضاربة، منها عدم رغبة رئيس جهاز الكرة سعود بوحمد في استمرار المدرب الكرواتي داليبور، بينما المدرب مستمر حتى في حال انحدار المستوى والنتائج معا.

القادسية حسابيا مازال في أجواء المنافسة على اللقب، لكن وفقا لمستواه ونتائجه الأخيرة الأمر يبدو صعبا للغاية إن لم يكن مستحيلا، لاسيما في ظل عدم تمتع اللاعبين بروح قتالية، والدليل عدم قدرتهم على إدراك التعادل بغض النظر عن الفرص المهدرة في شوط اللقاء.

الحديث عن القادسية وما يعانيه لا يقلل بالتأكيد من فوز التضامن، فهو فريق مجتهد نجح مجلس إدارته في صناعته خلال مدة قليلة للغاية، والتعاقد مع لاعبين أكفاء بمبالغ طائلة تحمل السواد الأعظم منها رجالات النادي.

النصر يخسر

أما خسارة النصر على يد كاظمة فقد تدفع المدرب ظاهر العدواني الى إعادة حساباته، صحيح ان الفريق كان الأفضل والأكثر سيطرة على مجريات الأمور وتهديدا للمرمى، لكن هناك بعض اللاعبين أصابتهم الثقة بالنفس الزائدة على الحد، وهو أمر في منتهى الخطورة، قد يهدد ما حققه العنابي حتى الآن من نتائج رائعة ومستويات هي الأفضل في الموسم الجاري.

في المقابل، فإن فوز كاظمة جاء ليؤكد أن الفريق قادر على تحقيق الانتصارات، بشرط التزام لاعبيه بتعليمات الجهاز الفني والتركيز التام طوال زمن اللقاء.

البرتقالي قدم مستوى متوسطا خلال اللقاء، لكنه كان الأفضل استثمارا للفرص، وهو أمر يحسب للاعبيه، عكس النصر الذي أهدر لاعبوه أكثر من فرصة سهلة.

العربي يعود

أما ما حققه العربي أمام السالمية فهو أمر أكثر من رائع، فأن تكون خاسرا بهدف حتى الدقيقة الأخيرة من زمن اللقاء، وتنجح في إدراك التعادل ثم الفوز لا يعني إلا أمرا واحدا فقط وهو امتلاك اللاعبين روحا قتالية من طراز فريد.

لكن اللافت للنظر أيضا أن هذه الروح لا تستمر لأكثر من مباراتين، وهو ما يؤكد أن الفريق يعاني أخطاء إدارية قاتلة، وليس هناك من يستطع احتواءه.

ومن المنتظر أن تعاود إدارة النادي حديثها عن أزمة النقاط الثلاث، حيث إن الصوت العالي أهم ما يميز هذه الإدارة عند الانتصارات، بينما تختفي تماما عن الهزائم!

أما السالمية فيتحمل اللاعبون مسؤولية الخسارة لسببين أولهما إهدار الفرص بشكل غريب، وثانيهما عدم التركيز في الدقائق الأخيرة من المباراة، وهو امر كان يجب على الجهاز الفني تداركه.

انتصارات وانكسارات

أما بقية الفرق فقد حقق بعضها انتصارات مهمة للغاية سيكون لها مردود إيجابي في الفترة المقبلة، بينما تعرض البعض الآخر لانكسارات قد تكون بمنزلة بداية النهاية لهذه الفرق.

الجهراء من ناحيته حقق فوزا ثمينا على الشباب بهدف دون رد، وتمثل النتائج السلبية للفريق في الفترة السابقة لغزا كبيرا يصعب حله، خصوصا ان الجهاز الفني بقيادة المدرب ثامر عناد يعلم تماما من أين تؤكل الكتف، كما أن اللاعبين يقدمون مستويات جيدة، وهو ما أكدوه خلال لقاء الشباب، حيث قاتلوا لتحقيق التعادل ثم الفوز وتحقق لهم ما أرادوا.

أما الفحيحيل فقد واصل نتائجه الرائعة، ونجح في تخطي عقبة برقان، ولعل أبرز ما في اللقاء عودة نجمه وعقله المفكر والمدبر سالم الهاجري الذي أحرز هدفا من ركلة جزاء، الغريب في الأمر أنه شتان الفارق بين المستوى في الجولات الأولى من عمر اللقاء والآن.

أما الساحل فقد استعاد عافيته وحماسه تحت قيادة مدربه الجديد راشد البوص، والذي نجح في إلهاب حماس اللاعبين، لذلك فإن الفوز الذي تحقق على الصليبيخات جاء في توقيت مناسب.

وعلى النقيض تماما، فإن نتائج الصليبيخات الأخيرة تثير العديد من علامات الاستفهام، لاسيما أن القريب من الفريق يدرك أن المدرب القدير أحمد عبدالكريم يقدم كل ما في جعبته للاعبين من نصائح وتوجيهات.

أرقام

• شهدت الجولة الـ 18 إحراز 22 هدفاً بمعدل تهديفي 3.14 أهداف في المباراة الواحدة، وهو معدل رائع.

• انتهت المباريات الـ 7 بالفوز، وغابت التعادلات عن هذه الجولة للمرة الأولى في الموسم الجاري.

• احتسب الحكام 4 ركلات جزاء في هذه الجولة نفذت جميعها بنجاح، عبر لاعب التضامن يعقوب الطراروة، ولاعب النصر فواز مشعل، ولاعب الجهراء فيصل زايد، ولاعب السالمية نايف زويد.

• مازال رصيد الكويت خالياً من الهزائم، بينما برقان الأكثر تعرضاً للخسارة في 15 مباراة، علما بأن هذا الفريق هو الوحيد في البطولة الذي لم تشهد مبارياته أي تعادلات.

• النصر يتصدر الفرق الأكثر فوزا في البطولة بـ 11 فوزا، بينما برقان والشباب هما الأقل فوزا، حيث فاز كل منهما في مباراتين فقط.

• واصل مهاجم التضامن يعقوب الطراروة تصدره لقائمة الهدافين برصيد 10 أهداف، يليه محترف العربي التونسي أمين الشرميطي في مركز الوصافة، وله 8 أهداف، ثم مهاجم السالمية نايف زويد في المركز الثالث وله 7 أهداف.

لقطات

فرحة طاغية شهدتها غرفة خلع ملابس "التضامن"، حيث احتفل اللاعبون بتحقيق الفوز على القادسية، اللافت أنه لم يتم الإعلان عن مكافآت للاعبين بعد هذا الفوز، وعلى النقيض تماما شهدت غرفة خلع ملابس الخاسر صمتا تاما.

وعادت الأخطاء التحكيمية لتطل برأسها من جديد في الجولة الـ 18، حيث احتسب حكم لقاء كاظمة والنصر ركلة جزاء مشكوكا في صحتها للعنابي، وأثار إشهار الحكم للاعبين اليكس ليما وطلال العجمي دهشة من في الملعب، خصوصا أن الطرد جاء من دون أسباب واضحة وبإشارة من الحكم المساعد.

ومن المنتظر أن يحسم مسؤولو القادسية مصير المدرب داليبور، وإن كانت فرصة استمراره أكبر كثيرا من رحيله.

وقد انتاب الجهاز الفني للساحل بقيادة المدرب الوطني راشد البوص شعور بالارتياح، بعد تحقيق فوز مستحق على الصليبيخات.