المسرحية هي للكاتب الاميركي البارز دونالد مارغوليس الذي سيزور لبنان بدعوة من الجامعة الاميركية وسيمكث فيه خمسة أيام، وسيحضر المسرحية بنسختها اللبنانية التي ترجم نصها إلى العربية جوزف زيتوني.

وتتمحور المسرحية حول قضايا الحب والالتزام، التي يعيشها الناس في يومياتهم، ولا عجب في ذلك، فهي مستلّة من الواقع، يجد فيها المتفرج ناحية ما تمسّ إحساسه ووجدانه أو تعكس شخصيته او تفكيره، أو تحاكي تجربة عاشها.

Ad

بين السخرية والبكاء تتتابع المشاهد أمام الجمهور، حتى ليحار في بعضها هل يبكي أم يضحك، فهي طريفة حيناً وساخرة أحياناً أخرى إلى حدّ البكاء. لا فلسفة في الحوار ولا تصنّع في أداء الممثلين، كل ما هنالك مشاهد مستوحاة من الواقع، لا تكلّف فيها ولا ادّعاء، حتى تلك التي تضرب على وتر التقاليد المجتمعية والتابوهات.

لا شك في أن كارلوس شاهين تأثر بالنص إلى حد كبير وهذا واضح من طريقة إخراجه للمسرحية وتعامله مع الممثلين على المسرح، إذ حاول أن يبرز قدر الإمكان المعاني الإنسانية في المسرحية.

حول زوجين وصديقيهما وهما زوجان ايضاً، تدور الأحداث، وترتسم أمام المشاهد حكاية زواج وطلاق وخيانة، وقد نجح الممثلون الثلاثة في تقمص شخصياتهم، وبرز أداؤهم متقناً، فعكسوا العواطف والأحاسيس والرغبات بطريقة جميلة بعيدة كل البعد عن الابتذال الذي يسود بعض العروض التي تلعب على وتر الحب والخيانة والزواج والطلاق.

تبدا المسرحية بسهرة مع الزوجين كارن (سحر عساف)، وغابي (جوزف زيتوني)، ولينا صديقة كارن (سيرينا الشامي)، التي تزورهما بمفردها من دون زوجها، لأن العلاقة متوترة بينهما وهما على وشك الانفصال، والسبب وقوع توم (آلان سعادة) في غرام امرأة أخرى.

هنا ينبري الزوجان إلى تهدئة لينا ودعمها، إلا أن توم لا تعجبه هذه الحال، فيزور منزل كارين وزوجها ويحاول شرح وجهة نظره وتبرير وقوعه في الغرام، لا سيما أن كارين وزوجها مهدا في السابق لكي يتعارف توم ولينا إلى بعضهما البعض. أي أن زواجهما كان مدبراً وليس وليد حب.

مع توالي الأحداث، يتبين أن لينا لم تكن بدورها وفيّة أيضاً، وأسرّت إلى كارين بأنها بعد خلافها مع زوجها اندفعت في حب جديد مع صديق زوجها. وتبيّن في النهاية أن توم ولينا كليهما مرتاحان في انفصالهما عن بعضهما البعض وإعادة رسم حياتهما مع شريكين جديدين.

مع تتابع المشاهد يتبيّن أن انهيار زواج الصديقين ينعكس على كارين وزوجها، وتبرز بينهما مواقف متناقضة، لكنهما يتداركان وضعهما، ويقرران عدم الزج بنفسيهما في علاقة لينا وتوم المنهارة، ويحاولان بكل ما أوتيا من قوة أن يتدراكا نتائج انفصال لينا وتوم ومحاولة الحفاظ على علاقتهما.

كارلوس شاهين

«كيف كان العشا» هي المسرحية الثالثة لكارلوس شاهين في لبنان بعد «مجزرة» و{بستان الكرز».

هاجر شاهين من لبنان الى فرنسا وهو بعمر 15 سنة، وقدم فيلماً روائياً بعنوان «الطريق إلى الشمال». حول صفة المخرج في لبنان والممثل في فرنسا اعتبر أن القاسم المشترك هو ولعه بالمسرح في فرنسا وفي بيروت، فهو ممثل فرنسي مسرحي رغم مشاركته في بعض الأعمال التلفزيونية الفرنسية، وفي لبنان مخرج مسرحي .