تحولت ظاهرة التقحيص إلى هواية الموت ورغم المطادرات الأمنية والرفض المجتمعي إلا أنها تنشر كالنار في الهشيم حاصدة أرواح شباب في مقتبل العمر، وفي حين يعتبرها البعض هواية يجب تقبلها وتقنينها يرى الآخر انها تمثل خروجا عن الأداب والسلوك القويم وتسبب إزعاج للآخرين وتهدد حياتهم، وما بين الفريقين مازال نزيف التقيحص مستمر وفاتورة الخسائر باهظة، في ظل غياب حلول حكومية ولامبالاة شبابية.

غياب الضوابط والإستهتار بقيمة حياة الانسان، دفع كثير من المواطنين إلى المطالبة بتقنين هذه الرياضة وتخصيص حلبات آمنة لممارستها، حرصا على أمن وسلامة المجتمع وإستغلالا لطاقات الشباب... «الجريدة» رصدت الظاهرة من أجل الوصول لحلول مناسبة لهذه المشكلة.

Ad

في البداية، يرى العميد السابق بوزارة الداخلية قيس عبدالرضا، أن «التقحيط» يشكل خطورة على المواطنين سواء سائقي المركبات أو المارة، مؤكداً أن هذة العادة لا تتلائم مطلقا مع طبيعة شوارع الكويت خصوصا مع الزحام الشديد.

وبين أن العلاج يبدأ من الأسرة التي يجب أن توعي الأبناء بخطورة هذه الممارسات وتوجههم لإفراغ طاقاتهم في مكانها الصحيح، مرورا بالمجتمع الذى يجب أن يتكاتف من أجل القضاء على هذه الظاهرة وحماية الشوارع من أخطارها، وإنتهاء بمؤسسات الدولة المعنية بحماية المواطنين وتعقب المخالفين وردعهم، مؤكدا ضرورة إيجاد أماكن للممارسة مثل هذه الأنشطة مجهزة بكافة وسائل الأمان والإسعاف.

متعة... وخطورة

وأشار الشاب سالم محمد المطيري أن الشباب يقبلون على هذة الهواية لما بها من متعة وإثارة، وأضاف: «لاننكر أنها أحياناً تشكل خطورة على الأطفال والعوائل، لكننا بنفس الوقت نحتاج لممارسة هواياتنا»، وناشد المسؤولين قائلا «وفروا لنا حلبات للتفحيط ووعد لن تجدوا من يمارس هذة العادة فى الشوارع، ولنحذو حذو الإمارات وقطر فى هذا السياق، فالشباب هناك وجدوا الأماكن المناسبة للممارسة هوايتهم فخلت الشوارع من الخطورة». كما أكد على أن التشديد الامني لن يجدي نفعا لأن طاقة الشباب أكبر من أن يكبتها قانون أو رجل مرور.

فيما كان للمواطن عبدالعزيز منصور الرشيدي رأى آخر، حيث أكد أن هذة العادة «سيئة وخطره ومجرد تضييع للوقت، وتسبب فوضى بالشوارع، ومن الافضل أن ينشغل الشباب بما ينفعهم بدلا من تعريض أنفسهم والآخرين والممتلكات للخطر». مشيرا عليهم أن يختاروا الأماكن الخالية من المواطنين والسيارات للممارسة هذة الهواية القاتلة بعيدا عن المجتمع الرافض لهذا السلوك.

أما عبدالله الريس، مدرس بمنطقة جابر العلى، فعبر عن رفضه للظاهرة بوصفها ظاهرة سلبية تدل على الإستهتار وقلة الوعى لدى من يقومون بها، وسبب مباشر للموت والإعاقة وضياع المال، مرجعا السبب الرئيسي إلى عدم مراقبة وتوجيه الأهل للأبناء، وعدم توفير الدولة أماكن رياضية يمارس فيها الشباب مثل هذة الهوايات، مؤكدا أن الرقابة الامنية وحدها غير كافية، وأن القضاء عليها من الشوارع يلزمه عوامل مساعدة للجهات الأمنية، أبرزها التوعية بالمخاطر وإقامة حلبات يفرغ الشباب طاقاتهم بها وتنمية روح المسؤولية لدى الشباب.