ترامب حسم الموقف من الأسد... وإسرائيل تتحرك من موسكو

• الجعفري والحريري يتبادلان الإهانات في ختام «جنيف 5»
• النظام يحشد بدمشق ودرعا ويهجر الوعر

نشر في 02-04-2017
آخر تحديث 02-04-2017 | 00:04
صبي فار مع عائلته من الرقة يلعب الدوامة في مخيم مؤقت بقرية عين عيسى أمس الأول (أ ف ب)
صبي فار مع عائلته من الرقة يلعب الدوامة في مخيم مؤقت بقرية عين عيسى أمس الأول (أ ف ب)
رغم إصرار المعارضة السورية على أنه لا حل سياسياً من دون مشاركة الإدارة الأميركية، حسم البيت الأبيض موقفه من مصير الرئيس السوري بشار الأسد بإخراجه من أولوياته في سورية، في وقت أكدت إسرائيل استعدادها للتدخل ضد «حزب الله» اللبناني في أي وقت، وأيضاً لمنع إيران من الحصول على قاعدة بحرية.
وسط انتقادات واسعة وتحذيرات من المشاركة في مجازر سورية، أيد البيت الأبيض إعلان وزير الخارجية ريكس تيلرسون والسفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي تغيير أولويات الولايات المتحدة في سورية، وأن تركيزها ينصب على هزيمة تنظيم "داعش" لا إزاحة الرئيس بشار الأسد عن السلطة.

وبعد تصريحات تيلرسون وهيلي، التي لاقت انتقادات واسعة لنسفها هدفا تمسكت واشنطن طويلا لإنهاء حرب دخلت عامها السابع، قال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، في إفادته اليومية، "فيما يتعلق بالأسد، يوجد واقع سياسي علينا أن نقبله فيما يخص موقفنا الآن"، ملقيا باللوم على عدم قدرة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما باستغلال فرص كثيرة وإقناعه بالتنحي.

وأضاف سبايسر: "أمامنا فرصة، وينبغي أن نركز الآن على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. الولايات المتحدة لديها أولويات راسخة في سورية والعراق، وأوضحنا أن مكافحة الإرهاب، وبصفة خاصة هزيمة الدولة الإسلامية، تأتي في مقدمة تلك الأولويات".

واستبعد رئيس وفد الهيئة العليا إلى مفاوضات جنيف، نصر الحريري، إمكان التوصل إلى حل سياسي من دون مشاركة الأميركيين، مؤكدا أن إدارة أوباما لم تكن معنية على الدوام بإنهاء الصراع السوري وإزاحة الأسد، ولم تقدم على فعل أي شيء لتحقيق الانتقال السياسي.

وحذر رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جون ماكين من "أن بقاء الأسد في موقعه يعني أننا مشتركون معه ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مجازرهما التي أدت إلى سقوط أكثر من 400 ألف قتيل سوري، وتسببت في 6 ملايين لاجئ".

وإذ اعتبر ماكين أن "هذا يعني أننا سنعزز تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة، وإرهابيين آخرين كبديل أوحد لدكتاتور حاربه الشعب السوري على مدى 6 أعوام"، أعرب عضو مجلس الشيوخ البارز ليندسي غراهام عن "مخاوفه من أن يكون موقف الإدارة الحالية أكبر خطأ منذ أن فشل أوباما في التصرف، عقب وضع الخط الأحمر ضد استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية".

وقال غراهام، في بيان مماثل، "أن تتصور الأسد قائدا للشعب السوري، هو أن تتجاهل المجازر التي ارتكبت من قبل نظامه ضد الشعب بالجملة"، مشدداً على أن "تركه في السلطة سيكون مكافأة عظيمة لروسيا وإيران".

قاعدة إيرانية

في غضون ذلك، أكد السفير الإسرائيلي لدى روسيا غاري كورين استعداد تل أبيب للإقدام على عملية عسكرية في سورية ضد حزب الله اللبناني والقوى الرديفة له، إذا شعرت بخطر حقيقي يتهددها من هناك، مشيرا إلى أن "النظام الإيراني كان مهتما على الدوام بدعم سورية وحزب الله واستغلالهما أداتين لتهديد إسرائيل وردعها".

وقال كورين، لصحافيين روس، "تتعرض أراضينا للقصف المتعمد أو غير المقصود من مختلف أنواع الأسلحة، وجيشنا لا يقف مكتوف الأيدي ويرد على ذلك. إلا أنه إذا ما تغير الوضع، وشرع حزب الله وأي ميليشيا شيعية أخرى أو إيران في حشد جبهة ثانية على مرتفعات الجولان، فإننا لن نقبل بهذا الأمر حينها، وسنرد في أسرع وقت ممكن".

وعلى صعيد الأنباء المتواترة عن نية سورية إتاحة أحد مرافئها أمام إيران، اعتبر السفير الإسرائيلي أن ذلك والأسوأ منه، تشييد قاعدة عسكرية بحرية لها هناك، لن يصب في مصلحة روسيا وبلاده على حد سواء.

وعقب انتهاء الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف، تبادل مفاوضو الحكومة والمعارضة الإهانات مستخدمين أوصافا من بينها إرهابيون ومراهقون.

وبعد محادثات غير مباشرة، عبر مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا استغرقت 8 أيام، سخر رئيس وفد النظام بشار الجعفري من وفد المعارضة، ووصفهم بمراهقين يظنون أنهم يظهرون في برنامج للمواهب في التلفزيون مثل "آراب آيدول" و"ذا فويس"، ويتوهمون أن الحكومة ستسلمهم مقاليد الحكم في البلد، مشيرا أنه لم يلق ردا على "عدة أوراق" قدمها لديميستورا ليطرحها عليهم.

وقال رئيس وفد المعارضة إن "النظام الإرهابي" رفض مناقشة الانتقال السياسي خلال جولة محادثات بقيادة الأمم المتحدة، مضيفا أن الأسد مجرم حرب ينبغي أن يتنحى باسم السلام.

ورغم إقراره بأن المفاوضات الحقيقية لم تبدأ بعد، أكد ديميستورا تحقيق "تقدم متزايد" خلال الجولة الخامسة وتناولها بشكل رئيس صلب الموضوع وجوهر جدول الأعمال المتفق عليه، مشيرا إلى أن جميع الأطراف وافقت على العودة إلى جنيف لجولة سادسة، في موعد لم يحدد بعد.

وأعلن المبعوث الأممي أنه سيتوجه نهاية الأسبوع المقبل إلى نيويورك لتقديم تقريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، ومناقشة الجولة المقبلة. وردا على سؤال حول شائعات عن رحيله، قال: "عندما تسمعون ذلك مني أو من الأمين العام، عليكم عندها أن تأخذوا ذلك بشكل جدي".

تعزيزات النظام

وعلى الأرض، اتبعت قوات النظام والميلشيات الموالية له أسلوبا جديدا على عدد من الجبهات في محافظة درعا، حيث أرسلت تعزيزات إلى النقاط الحساسة في المحافظة، بالتزامن مع رفع المتاريس الترابية وبناء تحصينات جديدة.

وفي دمشق، استقدمت قوات الأسد حشودا عسكرية إلى الجبهات العسكرية شرق الغوطة الشرقية، في خطوة لتجديد محاولات الاقتحام، وإحراز تقدم عسكري على حساب فصائل المعارضة في المنطقة.

وفي حماة، التي سجلت انسحابا مفاجئا لفصائل المعارضة، أكد منظمة "أطباء بلا حدود" أن لديها أدلة على استخدام النظام سلاحا كيمياويا في قصف له، استهدف السبت الماضي أحد المستشفيات التابعة لها في حي اللطامة.

وفي حمص، أعلن المحافظ طلال البرازي بدء خروج الدفعة الثالثة من المسلحين وبعض أفراد عائلاتهم الرافضين لاتفاق المصالحة من حي الوعر فجر أمس باتجاه ريف إدلب، تمهيداً لإخلائه من السلاح وعودة جميع مؤسسات الدولة إليه. ورغم إعلانه نهاية عملية "درع الفرات" وتحقيق جميع أهدافها، أعلن الجيش التركي أنه سيبقي وجوده العسكري في شمال سورية "لحاجات حماية الأمن القومي ومنع قيام كيانات غير مرغوب فيها (كانتونات كردية)، والسماح للسوريين بالعودة إلى مناطقهم وضمان استقرار المنطقة وأمنها".

سليماني في ريف حماة

ظهر زعيم "فيلق القدس" التابع لميليشيا الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في مناطق بريف حماة الشمالي، تزامناً مع استعادة قوات النظام السوري وميليشياته عدة قرى وبلدات خسرتها في المنطقة. ونشرت صفحات موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي أمس صورة لسليماني في ريف حماة الشمالي، الذي يشهد معارك كر وفر، ليكون ذلك أول ظهور لهذا الرجل هذا العام، حيث كان آخر وجود له سجل في منتصف ديسمبر، خلال إشرافه على عمليات تهجير أهالي حلب الشرقية.

«أطباء بلا حدود» تؤكد بالدليل تنفيذ النظام غارات بـ «الكيماوي» على حماة
back to top