يستعد البيت الأبيض رسميا غدا لاستقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أول زيارة رسمية له، منذ توليه السلطة عام 2014، والأولى لرئيس مصري إلى واشنطن، منذ عام 2009.وكان السيسي توجه أمس إلى الولايات المتحدة الأميركية، تلبية لدعوة نظيره الأميركي دونالد ترامب، ومن المقرر أن يشمل لقاء الرئيسين بحث سبل تعزيز علاقات البلدين.
وقال الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف: «الزيارة تشمل عقد مباحثات بين الرئيسين، تتناول عددا من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية، فضلا عن الموضوعات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية». وتابع يوسف: «من المقرر أن تشمل لقاءات الرئيس مع عدد من الوزراء الأميركيين وممثلين لدوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، فضلا عن لقاءات متعددة مع أعضاء الكونغرس الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي».وأكد السيسي، الذي استقبل أمس رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بيتر طومسون، بحضور وزير الخارجية سامح شكري، الاهتمام الذي توليه مصر لمنظمة الأمم المتحدة وللعمل الدولي متعدد الأطراف، كما التقى السيسي رئيس البنك الدولي ومديرة صندوق النقد الدولي، لبحث فرص تعزيز التعاون القائم بين مصر والمؤسستين الدوليتين في مختلف المجالات الاقتصادية.وبينما تمتد زيارة الرئيس السيسي لواشنطن خمسة أيام، تشهد الزيارة نشاطا مكثفا للرئيس الذي يرافقه وفد وزاري، كما تأتي أزمات المنطقة على رأس مباحثات السيسي وترامب، حيث تأتي القضية الفلسطينية، والأزمات في سورية وليبيا والعراق، على رأس أجندة المباحثات.ويلتقي الرئيس السيسي أيضاً نائب الرئيس الأميركي مايك بينس، ووزير الخارجية ريكس تليرسون، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «CIA» مايك بومبيو.وقال مصدر دبلوماسي إن الرئيس سيعيد تأكيد الموقف المصري الرافض للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، خلال لقائه مع الرئيس ترامب، خاصة أن مصر تعتبر القرار الإسرائيلي الأخير بالموافقة على بناء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، لأول مرة منذ 20 عاما، تصعيدا إسرائيليا يجهض المساعي الدولية الرامية إلى إحلال السلام.ملف جماعة «الإخوان المسلمين» سيكون بين أبرز ملفات النقاش بين السيسي وترامب، إذ سيسعى الرئيس المصري إلى استعادة زخم الموقف الأميركي المناهض للجماعة، والذي يبدو أنه خفت عقب تولي ترامب مقاليد السلطة فبراير الماضي، إلا أنه لا أحد يعلم مدى استجابة الإدارة الأميركية الجديدة لمطلب إدراج «الإخوان» منظمة إرهابية، خاصة أن مسؤولا بارزا في البيت الأبيض قال خلال مؤتمر صحافي أمس الأول: «الرئيس ترامب مهتم بسماع وجهة نظر السيسي بشأن قضية الإخوان». ويأمل السيسي أن يسهم التفهم الأميركي في مناقشة أولويات المنطقة العربية، والعمل معا على التصدي للتنظيمات المتطرفة والإرهابية، عبر توفير المزيد من الدعم الأميركي لمصر سياسيا واقتصاديا في حربها على الإرهاب، كما تتطلع مصر إلى دور أكثر فاعلية للولايات المتحدة في أزمات المنطقة، خصوصا الأزمتين السورية والليبية، اللتين توليهما القاهرة اهتماما واضحا، لتأثيرهما على أمنها القومي.
قنبلة طنطا
أمنيا تسبب انفجار ناسفة بدائية الصنع، أمام مركز تدريب للشرطة، في منطقة مرور سالم بمدينة طنطا، التابعة لمحافظة الغربية «شمال القاهرة»، أمس، في إصابة نحو 16 شخصا بجروح، 14 منهم من الشرطة، وحالة عدد منهم حرجة، حيث تم نقل المصابين إلى مستشفى طنطا الجامعي، وانتشرت فرق البحث الجنائي للكشف عن هوية المسؤولين عن التفجير، الذي يعتبر الأكبر في محافظات شمال الدلتا منذ شهور.ورجح اللواء حسام خليفة مدير أمن الغربية أن يكون تم تشغيل القنبلة عن بعد، عبر الهاتف، لافتا إلى أنه «من المبكر حسم ما إذا كان تم زرع القنبلة أسفل إحدى السيارات أم لا».مقتل الأنصاري
ميدانيا، وبعد نحو 5 أيام من إعلان الجيش المصري تنفيذ ضربة جوية استهدفت بؤرة تجمع لعناصر من تنظيم ما يعرف بـ»ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم «داعش»، بينهم قيادي رفيع في التنظيم، اعترف التنظيم الإرهابي، أمس الأول، بما أعلنه المتحدث العسكري المصري الأحد الماضي، بشأن مقتل قيادي كبير في التنظيم يدعى أبو أنس الأنصاري في غارة جوية للجيش، واكتفى التنظيم بنشر السيرة الذاتية للأنصاري، ساردا مسيرته في التنقل بين السجون المصرية حتى التحاقه بتنظيم «أنصار بيت المقدس».الباحث في شؤون الجماعات الأصولية، صبرة القاسمي، قال إن الأنصاري كان أحد أبرز قيادات تنظيم «القاعدة» قبل أن يعلن مبايعته لزعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي، وتابع: «فور مبايعته البغدادي تم تنصيبه رئيسا لوحدة الاستخبارات داخل التنظيم، بتكليف من قيادة داعش في الرقة، ثم كان قاضيا شرعيا في التنظيم وعضو مجلس شورى»، معتبرا قتل الأنصاري بمنزلة ضربة قاسمة للتنظيم.في السياق، قال مصدر أمني إن الحملة الأمنية التي نفذتها قوات إنفاذ القانون في منطقة جنوب العريش والشيخ زويد ورفح، شمالي سيناء، خلال اليومين الماضيين، أسفرت عن مقتل 22 تكفيريا، والقبض على 17 مشتبها فيهم، إلى جانب تدمير عدد من البؤر الإرهابية.إلى ذلك، علمت «الجريدة» أن القاهرة ستتسلم خلال أيام قليلة الدفعة الأولى من المقاتلات الروسية من طراز «ميغ 29» ضمن صفقة كبيرة تعاقدت عليها مصر، تشمل 46 مقاتلة من هذا الطراز، في حين اعتبر مصدر مسؤول ان انضمام «الميغ الروسية» إلى القوات الجوية المصرية يأتي ضمن خطة الجيش وإعادة تحديث القوات المسلحة، معتبرا أن «الميغ» و»الرافال» الفرنسية تحققان قوة كبيرة للجيش، خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب.