مصر: «التعليم» تخطط لإلغاء «الثانوية»
أثارت تصريحات إعلامية أدلى بها وزير التربية والتعليم المصري طارق شوقي، الأسبوع الماضي، حالة من الجدل في أوساط أولياء أمور الطلاب وخبراء التعليم، بعدما تحدث عن اتجاهه إلى إلغاء نظام «الثانوية العامة»، حيث اندلع الجدل من زاوية الكيفية التي بموجبها يتم إجراء تعديل جذري ينهي شبح هذه المرحلة الدراسية، التي تسبب ضغوطاً كبيرة على الأسر المصرية، والتي تكون مصيرية لتحديد المستقبل الجامعي لملايين الطلاب سنوياً.الوزير طارق شوقي، صرح بأن فكرة إلغاء الثانوية العامة أمر جيد قد يزيل الضغوط التي يتعرض لها الطالب بسبب هذه المرحلة، ما يجعله يحب التعليم، مشيراً إلى أنه يسعى إلى الاستثمار في البشر والعمل على تحسين التعليم، على أن يكون الالتحاق بالجامعة معتمداً على الشروط المطلوبة لكل جامعة، ومدى توافرها في الطالب.
إلى ذلك، قال أستاذ المناهج في جامعة «عين شمس» حسن شحاتة، إن منظومة التعليم في مصر اتجهت إلى السياسة أكثر من التعليم، وأصبح الوزير يقوم بما يطلبه أولياء الأمور، حتى إذا كان ضد العملية التعليمية، ما أدى إلى فشل المنظومة التعليمية كلها، مؤكداً أن إلغاء الثانوية العامة غير مقبول، فعالمياً يتم تطبيق الثانوية اعتماداً على معياري «التحصيل الدراسي» و»القدرات الطلابية»، حيث يتأهل الطالب أكاديمياً وعلمياً للجامعة، وبالتالي على الوزارة السعي إلى تطوير الثانوية بما يجعل نظامها مطابقاً للمواصفات العالمية وليس الإلغاء.في السياق، أوضح رئيس «مركز البحوث التربوية» سابقاً، عادل خليفة، أن نظام الثانوية العامة في مصر أثبت فشله، ولم تستطع الوزارة اتخاذ أية إجراءات تساهم في إنقاذ الطلاب من هذا الفشل، مؤكداً لـ«الجريدة» ضرورة إلغاء الثانوية لأنها لم تسهم في تنمية قدرات الطلاب وتأهيلهم للجامعات، بل أدت إلى زيادة أعباء الطلاب وأولياء الأمور لتصبح مرحلة عذاب للطالب، مشيراً أن إلغاءها سيكون خطوة لاستبدال هذا النظام بآخر يخفف أعباء الطلاب. رسمياً، أكد مدير إدارة التعليم الثانوي في وزارة التربية والتعليم، ياسر عبدالعزيز، أن الوزارة بدأت بالفعل فتح ملف إلغاء الثانوية العامة.