«حزب الله» يقوم بمهام الدولة في «الضاحية»
نشر سَرية مقنّعين لـ «مكافحة الفساد»
في ظاهرة هي الأولى من نوعها على هذا المستوى، نفذ «حزب الله» مهمات خاصة بالدولة، في معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت مشكلاً فرقة خاصة بمكافحة الفساد أطلق عليها اسم «سَرية العباس» مكونة من مقنعين يرتدون الملابس السوداء.ورغم أن الحزب نفذ سابقاً مهمات أمنية لها علاقة بأمن قادته وسلاحه وأحياناً بتطورات سياسية، فإن هذه هي المرة الأولى التي يقوم بها بمهمة من نوع «ملاحقة الفاسدين»، وهي عبارة قابلة للتأويل، علماً أن الحزب لم يعلن كيف سيتعامل مع هؤلاء الفاسدين؟ وهل سيسلمهم إلى الدولة أو سيعاقبهم بنفسه من دون محاكمة ولا رقيب أو حسيب؟! غير أن مصادر متابعة قالت إن «هدف سرية العباس تنفيذ مداهمات من أجل اعتقال مروجي المخدرات وفارضي الإتاوات على المواطنين»، مضيفة أن «بعض أحياء الضاحية الجنوبية أصبحت شبيهة بكولومبيا في منتصف الثمانينيات عندما حول المروج الشهير بابلو أسكوبار أزقة العاصمة بوغوتا إلى أوكار لتجارة المخدرات وإيواء الفارين من العدالة».
وأشارت إلى أن «سرية العباس متوقع أن تبدأ عملها الحقيقي في الأيام المقبلة بمواكبة من الأجهزة الرسمية اللبنانية، لتطهير الضاحية من الشواذ، على أن يشمل عمل هذه السرية المداهمات والاعتقالات، ليتم الانتقال بعدها إلى تسليم كل المعتقلين إلى الدولة». يأتي ذلك وسط تصاعد الضغوط على لبنان، حيث بدأت تتردد في واشنطن مقولة عدم القدرة على فصل الدولة اللبنانية عن «حزب الله»، خصوصاً بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وهو مقرب جداً من الحزب. وأثار انتشار عناصر الحزب جملة من التساؤلات حول التوقيت الذي «صادف» اليوم نفسه للاجتماع الأمني الموسع الذي عقد في قصر بعبدا للمرة الأولى، بعد اكتمال عقد التعيينات الأمنية والعسكرية. وفي تصريح لـ«الجريدة» أمس، وجه عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب إيلي ماروني سؤالاً إلى كل السلطات من رئاسة الجمهورية إلى رئاسة الحكومة عن تحرك «حزب الله»: «هل هي مقدمة لـ 7 أيار جديد قبل الانتخابات النيابية، أم أنها رد على رسالة الرؤساء الخمسة إلى القمة العربية؟».وأشار ماروني إلى أن «الحزب يهدف إلى إعلاء منطق الدويلة على الدولة»، لافتاً إلى أن «العرض العسكري ينسف كل الأمن الشرعي في البلاد».في السياق، قال وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي: «رأينا مشهداً يؤكد استقالة الدولة لمصلحة الدويلة، في الأمن والسيادة وتطبيق القانون، من خلال العراضة المسلحة التي دلَّت للمرة الألف على التناقض الذي يعبِّر عنه هذا الحزب مع الدولة ومؤسساتها».